البارت19

147 5 0
                                    

سامر بـ تساؤل : أي درع؟ وايش سالفته!
سيدرا بحماس ليرد الموضوع : امس لما كنا بالفسحه
Flash back#
كانتا جالستين على  الكراسي وامامهما طاوله عليها وجبة الفطور... تشغلهم الأحاديث  و الضحكات وتناول الطعام رغم فرق العمر بينهم
تقدمت منهم فتاه مُحرحة من أنظار الجميع الموجهه لها وسألتهم لو انها تستطيع الجلوس معهم: السلام عليكم اقدر اجلس معكم؟
فردتا عليها مبتسمتين بردود مختلفه : اكيد حبيبتي تفضلي، اي اجلسي
ناظرتهم وهي لا تستطيع رفع رأسها من شدت الاحراج عندما توجهت نظرات الجميع لها و شعرت بأنها يتسبب الاحراج لهم والتنمر مثلها :  مشكورين بس خلاص بقوم خذو راحتكم اكيد بينكم مواضيع خاصه
أمسكت ريفان بيدها وهي تنظر لِسيدرا ثم وجهة نظرها لها بتساؤل: وش فيك؟ ليه كذا منحرجة وخايفه
اردفت الفتاه ببكاء : بنات المدرسة عرفو أني بنت المستخدمه اللي تشتغل في المدرسه و كلهم نافرين مني حتى صحباتي تركوني بسبب ذا الشي
سيدرا : وانتِ ايش وجهة نظرك لأمك؟
اردفت ببتسامه ذابله : فخوره فيها امي اشتغلت شغله شريفه وما راحت تطلب من الناس لان ابوي متوفي بالعكس ربتني وربت اخواني احسب تربيه
ريفان : وهذا اهم شي بس ممكن اعرف اسمك؟
تحدثت وهي مازالت على ابتسامتها الذابله : اسمي ميلان
نظرت ريفان لسيدرا بعدما خطرت الفكره على بالها و سيدرا فهمت جيداً ماذا ستفعل حتى امسكتا بيدي ميلان و تعلو قمة المسرح بين يدي ريفان  المايكروفون لتنذق بعد صمت ونظرات الفتيات و تجمعهم : اسمعوني زين كلنا بشر كلنا للتراب كلنا نفس القيمه و ان خلقنا نفس الخلقه فرق الوان البشره و اختلاف الشكل و اختلاف الطبقات ممكن افهم ليه كل ذا التنمر و النفور منكم على ميلان؟
اردفت إحدى الفتيات بسخريه : ههه لأنها بنت مستخدمه مافيه بينها وبين الشغاله فرق
اخذت سيدرا المايكروفون من ريفان وهي تتحدث : واذا بنت مستخدمه على الاقل امها اللجئت لشغله شريفه عشان تعيل و تساعد عيالها و تصرف عليها لان زوجها متوفي احسن من اللي تروح تشتغل بالحرام و غيره بعضهم يزنون عشان الفلوس و انتو تتنمرون عليها و تقولون انها مو من مستواكم! احب اقول لكم انه اللي مو من مستواكم و لا عاجبتكم في المستقبل راح تكون شي وشي عظيم يمكن عكسكم انتو اللي تجلسون في البيت و ضامنين فلوس أهلكم
ريفان : نهاية كلامنا خذوها نصيحه الغنى بالأخلاق مو بالفلوس وش الفايده اصادق وحده فيكم و هي فقيرة اخلاق! من يوم ورايح اللي تتنمر على ميلان ياويلها مننا و تخاف من ربي قبل من كل شي
فجأه سمعوا أصوات التصفيق من خلفهم و المديره تمشي نحوهم بين يديها صندوقين
تحدثت بصوتها العالي : كان عندي درعين لـ بنتين مكتوب على كل درع أميرة الأخلاق وبعد ما سمعت كلام ريفان و سيدرا اهديهم الدرعين ذولي بكل حب وفخر ان شاء الله منها للأعلى يارب  جميلاتي وربي يحفظكم
- العوده للواقع...
ياسر بإنذهال: ما شاء الله كل ذا يطلع منك؟
سيرا بفخر : اكيد دام اني بنت سامر
ياسر : اقول لا تغترين فوق راسي
سامر ببتسامه : تمام تمام يلا اطلبو الاكل اللي ودكم فيه
سيدرا : بابا ابغا باستا حمرا و سوشي و ورق عنب
ياسر : عفيه بطن راح تعاملين هذا كله كيف ؟ هههههه
سامر : انا اقول وش طلبك؟
ياسر : نودلز دجاج و كريسبي ربيان
سيدرا : بالعافيه ياعيني انتَ
ياسر : اختي حبيبتي فيك شي؟ ما شاء الله مؤدبه اليوم
سيدرا بغرور : من يومي مؤدبه
سامر : انا اقول وش رايكم توقفون مناقر وتسولفون نفس الناس الطبيعيه
سيدرا : ابشر بابا بس قول لـ ولدك ما يتسبب
ياسر ببتسامه : من حبي لك أناقرك
سيدرا : وانا احبك يا اطلق اخ
- وفي مكان أخر بعيد البُعد في شركة مُحاماه كبيره يوجد فيها أكثر من مُحامٍ ومن ضمنهم عبد الإله الذي خرج للتو من مكتب المدير بعد استلامه ملف القضيه الجديده التي سيمسكها و ينجح فيها بـ إذن الله
دخلت إحدى الموظفات على المُدير من دون طرق الباب وهي تُردف: بسام يعني متى تجي البيت؟
بسام ببتسامه : ها اشتقتو؟
تحدثت زوجته بحزن : خلاص ما عد بنتمشكل مع بعض بس ارجع البيت
بسام : وين الثلاث الباقي؟ جايه تتكلمين عنهم يا، المُحاميه!
رهف: ميساء مع عيالك مطفشينها في الدراسه و جوري تعبت من يومين و اخذتها المستشفى طلعت حامل من شهرين و نص مبروك ياقلبي بتصير اب من جديد و نرمين مع بناتها حبيبتك الأولى
بسام ببتسامه : وحبيتي الرابعه؟ ما قلتِ لي أخبارها
تقدمت رهف له و جلست على المكتب أمامه ثم قدمت نفسها واستندت على رقبته ببتسامه: شاغله نفسها بالقضيا تخفي شوقها لحبيبها تنتظره يحن و يرجع بين احضانها تعبت من بعده وجفاها متى اللقى ياحبيب القلب؟
تاهَ في كلامها المعسول و احتضنها له وهو يردف: ابد ابشري اليوم تلاقيني بين احضانك
جوري : انتظرك ياعيني و الحين بروح اخلص اخر، قضيه بين يديني و بعدها على الصالون اتجهز، لك ياعيني
بسام : ابغا الفستان الأسود اللي اخذ عقلي وشعرك لما يصير ويفي وروجك العودي
تقدمت اكثر وقبلت خده و ابتسامتها، الجاذبه مرسومه على شفتيها لتهمس: لا تتأخر يابسة رهفك
خرجت من مكتب زوجها متوجهه للخارج و ارسلت ملف قضيتها لـ عبد الإله فلم تصدق بعد عدة ايام ان يعود زوجها للمنزل ويكون بين يديها و احضانها مرةً أخرى
كان يقلب في صفحات، الملفات الا، أن دخل عليه، ملف، القضيه الجديد تأفف من عمله الفائض كلنا حاول أن يخفف منه و ينتهي بشكل اسرع  من أجل زواجه لكن الأشغال  تنهمر  عليه  كالمطر اغمض عينيه بغضب و طلب السكرتير الخاص به وانتظره حتى يدخل ليرفع له الملف وهو يتحدث : دور احد يمسكه انا ما راح اخذ قضايا  زياده
السكرتير: بس هاذي قضية الاستاذه رهف زوجة استاذ بسام
عيد الإله: مالي دخل قضية مين مع نفسها دامها مسكتها لازم تكون قدها روحو رجعها على مكتبها
السكرتير :حاضر استاذ بس استاذ بسام طالبك
استقام في وقفته و أغلق جميع صفحات الملفات ثم ارتشف نهاية فنجان قهوته وخرج من المكتب وبين يديه ملفات قضاياه
خل بعدما طرق الباب وسمع صوته يأمره بالدخول وجلس أمامه : تفضل استاذ طلبتني
بسلم ببتسامه : الله يلعن العدو لاتكلمني برسميه ترانا أصحاب
عبد الإله : اي لدرجة زوجتك رايحه جايه ترمي ملفات القضايا علي
أصدر ضحكة هادئه واردف : مشتاقين اربعتهم غبت اسبوع عنهم
عبد الإله ببتسامه : عشتو و ش مزعل عنتره و مخليه يطلع من قصر السلطان
بسام : ياخي شوف كم عمري و صرت ابو قبلك و انت كيف شايب وما بعد تسوي عرسك وبعدين اشتقت لأيام الفضاوه قلت ارتاح منهم وانتظر وحده تحن علي وتجي تقول تعال
عبد الإله :وجع ترا عمري تو ٢٤ وانت عمرك ٢٦ فيه فرق سنتين وبعدين قلت طفشت صح! متزوج اربع
بسام : اكيد. وكلهم عن حب
عبد الإله : اي عفيه فندق متكامل بقلبك هههههههه
بسام : خلاص معزوم عندي على الغدا قوم وشوف الدلع بعينك
عبد الاله: لا خليني بعيد عنك و عن حريمك لا اصير نفسك زوج الاربع
بسام: يارجال بس عازمك على الغداء اتصلت على أم مشعل قبل ما تجي وقلت لها جايب صاحبي معي على الغداء وكلهم في المطبخ
عبد الإله ببتسامه : الا بزرتك الرابعه طبعا
اردف بضحكته الجانبيه : رايحه الصالون تتجهز لي الليله ليلتها
تحدث بتساؤل: ها تبتدي بالمقلوب اليوم؟
بسام : اي ولكل وحده فيهم يومين غيرت الجدول...والحين يلا قوم معي و خلينا نروح ناكل من ألذ الأطباق
عبد الإله بضحكة : مين يلومك هههههه بيت خمس نجوم يلا قم
بسام : تعال معي بسيارتي و ارجعك بعد الغداء
إبتسم بحب واردف في مشيه : مواعد الحب بزورها اليوم
ضغط بسام على زر المصعد وهو يكمل حديثه :اجل خذ لها ورد و هديه او نوع تشوكلت تحبه شي كذا
عبد الاله: الحين انت جاي تعلمني؟ ترا، زوجتي غير عن زوجاتك و بعدين مضبط نفسي لا تحاتي
بسام : يلا، يا، الحبيب الله يوفقك مع، عروستك
عبد الاله: يلا اركب سيارتك و انا على سيارتي
بسام : سوق على مهلك
اكمل الأثنان طريقها في التوجه لـ منزل بسام و تناول وجبة الغداء حتى وصلا بعد خمسة عشر دقيقه و استقر عبد الإله في غرفة الطعام برفقة صديقه
بسام ببتسامه : تفضل يلا ما فيه شي من، مقامك والله
عبد الإله بصدمه : كل ذا الاكل ومافيه ومو من مقامي؟ ناوي توكلني قوزي او مفطح او منسف؟
بسام : والله لو انه انا اللي اطبخ ما قصرت معك بس تفضل اكل يلا
وبعد الانتهاء من وجبة الغداء و تناول الحلويات و الموالح مع القهوة و الشاي.... استأذن صديقه  و اخيه في الذهاب وشكره على كرمه معه و عزيمته الجميله له حتى خرج و اتجه ذاهباً إلى منزل الفتاه الذي يحبها قلبه واتصل عليها فور توقفه عند بابا المنزل ينتظر ردها بعد الرمه الثالثه وصله صوتها المُنهك من الأعمال : الو!
عبد الاله: السلام عليكم... كيفك ياقلبي؟
بسيل : كويسه الحمد لله انت كيفك؟
عبد الإله : الحمد لله تمام.... انا موجود برا
بسيل بنسيان : عبد الاله اسفه بس انا في الدوام ما بعد اخلص
رفع حاجبه بتساؤل: ليه؟ الحين الساعه 4:10 كيف ما خلصتِ؟
بسيل لـ انهاك وتعب : الشغل، اليوم كثير وانشغلت شوي بأشياء وتأخرت على الدوام عشان كذا للحين ما خلصت
عبد الإله : اكلتِ؟
بسيل : لا نفسي مسدوده واسفه حددت معي أنك تجي اليوم و تأخرت، عليك بتصل بنبراس الحين يفتح، لك الباب
عبدالإله: لا حركت جاي لعندك لا تتحركين و خليك مكانك
بسيل : لا لا تتعب نفسك
عبد الإله: كلها، دقايق و اكون عندك انا، قلت لك
بسيل : بس..
قاطعها بحده : بسيل ما احب كلمتي تصير ثنتين وتتثنى قلت لك جاي يعني جاي
بسيل : طيب انتظرك
استدار و اخذ لها بعض الوجبات الخفيفه من إحدى المطاعم ثم توجه للمستشفى
وعند وصوله ارسل لها بأنه قد وصل لكنها لم تفتح الرساله فـ توجه لـ مكتبها وضربه عدة مرات لكنه لم يجد الرد او، الجواب فتح الباب  وتفاجأ بها جالسه و باقي جسدها مُلقى على المكتب...
نادى على الممرضات ثم حملها بين يديه على الاريكه، الطويله.... حضرت ممرضتين و قاست، أحدهما نبضات، قلبها و جهلت الاخرى لِـ إحضار السيروم و الحامل الخاص به مع بقية الأدوات
تحدثت، معه، إحدى الممرضات : الاستاذه صار، لها من النهار ما اكلت شي و هذا، اللي سبب لها، الإغماء  الحين نتصل، على دكتور عبد الرحمن يجي عندها تقدر تمشي يعطيك العافيه
عبد الإله : مافيه داعي تتصلين انا زوجها
الممرضه : تمام... لو سمحت بس يخلص السير م ارفع التليفون و اضغط على الرقم 9 تجي وحده  من الممرضات تشيله
عبد الاله: ان شاء الله ويعطيك العافيه تقدرين تروحين
فتح حجابها وجلس بالقرب من رأسها يلعب بشعرها بهدوء تام الا ان قاربت على الاستيفاق من العتمه... فتحت عينيها بهدوء تدريجياً ورفعت يدها لـ رأسها بألم وتأن.... انزل يده بخوف على خدها وهو يردف : حبيبتي وش فيك؟
بسيل بـ إرهاق : راسي يوجعني
طلب الممرضه و وأخذت جميع الأدوات وحررت يدها من الابره
اسندها و جعل جلستها مستقيمه ثم فتح لها صحون الاكل على الطاوله و أشر لها بعينيه لتأكل لكنه عقدت حجابها بدون فهم و وجهت نظرها له : وش فيك؟
زفر بحده و جلس بجوراها وأصبح يطعمها من الاكل و هي تأكل من دون أي كلمه خوفاً من نظراته الحاده... وكلما حاولت التحدث وضع الطعام  في فمها بسرعه ليمنعها من الكلام  حتى أمسكت بيده وهي تسأله مباشره : لبه عاقدا حواجبك كذا؟ ترا تخوف
عبد الإله بتقليد لنبرة صوتها : تراك تخوف كذا....
ممكن اعرف يا استاذه لبه هامله نفسك وصحتك؟
بسيل بخوف : قلت لك ليه لما اتصلت كنت مشغوله بين الأوراق
عبد الإله بفحيح حاد: وأوراقك التبن اهم من صحتك؟
اردفت بنبرة بكاء : خلاص ما ابغا اكل برجع البيت الحين
امسك بيدها واردف :  تاكلين و بعدها انا اوصلك
بسيل : مابي برجع بسيارتي ولا ابغا الاكل
اغمض عينيه يتفادى عصبيته ويحاول التخفيف منها ثم ابتسم و احتضنها من الجانب الأيمن وقبل رأسها بهدوء ثم احتضن رأسها لصدره وهو يمسح على ظهرها و يلعب بخصلات، شعرها ثم تحدث بنبره هادئه مليئه بالحب :انا...

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now