البارت31

128 3 0
                                    

جب أن تنفذ وصية زوجها و تكون السند و الأم و الأب لأبنتها فـ لك يتبقى منه سوا الذكريات و قطعه من قلبه فتاته الجميله
أحتضنها والدها بكل ما أوتي من قوه و هو يتمنى من الله أن ينزع الحزن من قلبها و يستبدلها بسعادة قلبه ولو القليل فـ هو لا يستطيع رؤية فتاته هكذا ولا يريد منها أن تعود للإكتئاب و الإقفال على نفسها مرةً أخرى
حتى التف على صوت ضرب الباب و إرداف والدها بـ أدخل... فـ تقدمت والدتها و نهضت من مكانها وكأنها لم تلد للتو طفلتها
وصرخت حتى تجرحت أحبالها الصوتيه : يـــمـــه
راح وتــركنــي اهخ قلبي ما عاد يتحمل
احتضنها فور رؤيتها  وجلست معها على الأرض ليتقدم منهما زوجها ويحضن كلتاهما وهو وهو يحافظ على توازن نفسه لا يريد الضعف و البكاء أمامهما
وبعد مرور عدة دقائق ساعدها والدها في النهوض و إجلاسها على السرير لـ تقاطعهن إحدى الممرضات وهي داخله برفقة الطفلة في سريرها لـ تمشي وتستقر بالسرير الزجاجي بجوار والدتها فـ بكت أكثر فور رؤيتها لـ طفلتها ثم سماعها بكائها أيضاً لـ تُشير والدتها على خروج زوجها و أبنها بعينيها وخرجا لـ يعرفا ماذا فعلوا أهل زوجها و يكمل والدها إجراءات حفيدته
فـ جعلتها والدتها تجلس جيداً وتُمدد قدامها للراحه ثم حملت إبنتها وهي تردف : يلا يمه خذيها هي محتاجتك
ناظرت والدتها بـ أعين دامعه وكأنها تريد قول لا لكنها مددت يداها الراجفه وأمسكت بطفلتها لتشعر بشعورٍ رائع لكن الحُزن يغيم على قلبها كـ غيمةٍ سوداءَ مستقره على قريةٍ أو مدينة تريد إنزال مطرها هذا هو قلبها
فـ أبتسمت لها والدتها يذبول وهي تردف : يلا يمه لا تسرحين بنتك جوعانه و تحتاج حنانك
وبعد إطعامها و إشباعها كانت تنظر لها بهدوء تام وتتامل ملامحها اللطيفه وكيف هي هادئه بين أحضانها تشعر بالأمان فـ نطقت بعد صمت : عيونها تشبه عيون ابوها... كان دايم يقول ابغاها تشبهني و تأخذ طبايعك أنتِ... ليه تركني وراح؟ هو قال بقى معك، طول العمر على الحلوه و المره
قولو لي انه تشخيص الدكتور غلط وصحى بعدين او اي شي بس هو ما مات صح؟
فـ احتضنها والدتها بعدما أخذت حفيدتها و وضعتها في سريرها حتى لا تبكي لتتحدث : يمه هذا قضاء ربي لاتجزعين و ارضي فيه
صح أنه كلامي كله سهل بقوله وعارفه يا يمه أنه فعله صعب بس الحين أنتِ سند بنتك لا تسوين كذا بنفسك و تخلينها بدون أم و تضيع و تتشتت؟
هاذي اللي بقت لك منه حافظي عليها وأنتبهي لـ نفسك وريحي قلبك بالقرآن وآيات ربي و أصبري يابنتِ ونفذي وصية المرحوم وخليك قويه
هزت رأسها متقبلةً الأمر الواقع موكله أمرها لله تعالى ثم رفعت رأسها وبانت ملامحها الذابله ناطقه بعدما اخذت نفساً عميق: أعطيني دانة ما أتعب وأنا أتئملها
من كثر ما تشبهه وكأني أشوفه فيها
أدمعت عيناها لتسمع بكاء طفلتها قبل أن تبدأ هي بالبكاء لـ تجلس والدتها بجوارها و تخبرها بأن تطعمها قليلاً قبل أن تأتي ممرضة الحضانه و تأخذها
كانت تشعر بشعور جميل بوجود طفلتها معها تخفف عنها حزنها فـ أقسمت على حبها ومحبتها و حمايتها وأن تعوض لها مكانت الأب ولا تجعلها تحتاج لأحد
مرت أيام العزاء بشكل بطيء عليها وهاهو أخر يوم أنتهى فـ جلست بالقرب من شرفتها تنظر لقطرات المطر تنزل بغزاره تتصافق بعضها ببعض
وشعرها يتطاير مع الهواء فتنزل أيضا بعض القطرات على وجههالكنها لم تمسحها ابدا بسبب اختلاطها بـ حرارة دموعها على خديها
لتدخل اختها وترى حالها في الظلام مستنده على باب الشرفه المفتوح و نسمات الهواء جعلت من قطرات المطر تضرب وجهها و تتقدم سريعاً منها جعلتها تستقيم ثم وجهتها للسرير وبعد ذلك تقدمت سريعاً لباب الشرفة و اغلقته ثم أخرجت لـ أختها بيجامه باللون الأسود فـ هذا ما أصبحت تلبسه، هذه الفتره الأسود و لا شيء غيره رافضه لـ جميع الألوان ما عدا طفلتها التي تلبسها الأبيض و الزهري الفاتح لاتريد أن تصبح حياتها سوداء رماديه من البدايه
استبدلت ملابسها و جلست برفق في السرير و هي تنظر لـ فتاتها كيف نائمه بهدوء و رفق في سريرها وأصبحت تذكر مشاجراتها معه في أختيار السرير من لون و أثاث برفقة الملابس و الألعاب أدمعت عيناها فـ مسحتهم سريعاً وهي ترى ابتسامة طفلتها النائمه وكأنها أتت للدنيا جبراً لقلبها من الله
فـ مع مرور الأيام قد باعت نصيبه من شركة المحاماه لـ أخاه و قامت ببناء مسجد بـ أسمه..... مما جعل قلبها يرتاح أكثر وهاهي كل يوم مع طفلتها ترفض الخروج من الغرفه الا للضروره مرت أربعة أشهر عليها كـ ثقل الطوب عند حمله للبناء
و كل يوم تجلس على سجادتها بعد كل صلاة و تردف : اللهم كما جمعتني به في الدنيا أجمعني به في الاخر في أعلى درجات  جناتك يارب
و في نهاية اليوم ها هي تلعب مع طفلتها، تشتم رائحتها بعمق و تقبلها كثيرا ثم تبتسم لها و تعيد الكره مره، و مرتين
وبكل مره ترى فيه عينا طفلتها ترى زوجها المرحوم فـقد ورثت عيناه وأنفه و شفاهه
حينئذ دخل عليها، أخوتها ليخطف نبراس طفلتها من يدها و يهرب أسفل وهي خلفه ممسكان بيدها ريفان و فارس لتقف بالقرب من باب الصاله مبتسمه وهي تراها بين يدي جديها يلاعبانها و الصاله مليئه بالألعاب من كل الأنواع و الملابس في زاوية الكنب
أردفت ريفان: بسيل غني لنا
ابتسمت و جلست وسطهم وهي تغني : ياعين هلي صافي الدمع هليه
وإلى قضى صافيه هاتي سريبه
تحدث نبراس برفعة حاجب : بسيل من متى تغنين حزن؟ خبري فيك فرفوشه
لتتحدث :واقول بس شرايكم نروح السينما؟ و... يبه أبغا، أرجع دوامي مو متعوده على البيت كذا
فارس بحماس : اي نروح في الليل مع امي وابوي
لتتحدث والدتهم : لا انا بجلس مع حفيدتي و انتو روحو مع ابوكم
ومن بعدها والدهم ببتسامه ضاحكة : مكانك محفوظ يابسيل بس اطردي نبراس من مكتبك
أردفت : لا لا ما يصير  خلاص نبراس أنا و أنت نمسك مكتب واحد
نبراس : تم بجيب لك مكتب جديد من بكرا و احطه مع مكتبي
بسيل ببتسامه : خلاص تم بس كأنه يبغا، لي السوق؟
ريفان بحماس : اي تكفين بعد ما نخلص سينما
بسيل: تم  حتى ابغا اخذ كم شي لـ دانة
تحدث والدهم و هو يستقيم في وقفته : يلا قوموا صلو العشاء و نمشي
ذهبت غرفتها بعدما اطمئنت ان فتاتها برفقة والدتها و تحدثت مع، اختها لـ تراها في المركز، التجاري الذي سيكونون فيه
- مرت أربع سنوات كـ لمح البصر تزوج فيها نبراس من سيدرا و انقطعت أخبار بسيل و إبنتها  عن عائلة زوجها كانت تبتسم تتحدث وتضحك لكن قلبها حزين مليء بالغيوم الرمادية سافرت ريفان إلى الطائف من أجل أن تكمل دراسة، المحاماه وأبتعث فارس إلى بريطانيا لدراسة الاقتصاد فـ أصبح البيت شبه فارغ من إزعاجهم
فقط دانة و والدتها و نبراس برفقة زوجته الحامل
في هذه الاثناء كانت بسيل تعمل على حاسبها من أجل تعديل ملفات العمل لتسقط عيناها على ملف يوجد به ذكرياته مع زوجها و مع ابنتها خلال الاربع سنوات الماضيه فـ تحت إحداها و كان يوجد بها صوره لها مع ابنتها وقتما سافرت برفقتها و فيديو لها في طفولتها عن السنه الثانيه أيضا وقت السفر و فيديو اخر كان يوجد به عبد الإله يغني لها عندما كان يسوق السياره و هي تصوره اشتاقت لسماع صوته و شغلت المقطع وهي تسمع بإنصات لتدخل طفلتها راكضه و خلفها نبراس الذي يلعب معها فـ رأت دموع والدتها وركضت لها سريعا تسألها بـ لهجتها الطفوليه : ماما حبيبتي ايش فيك؟.... خالو تعال شوف ماما فيه شي يوجعها
مسحت عيناها سريعاً و ابتسمت لطفلتها ثم احتضنها بعمق وهي تردف : اشتقت لك... جيت من العمل و لا جيتِي تحضنيني نفس كل يوم
أردفت دانة بحزن : أسف ماما بس لا تزعلين مني أنا احبتس واجد
أحتضنتها مجدداً و هي تسمع فصاحة لسانها في النطق فـ من يراها لا يقول بأنها طفلة ذات أربعة أعوام بل أكبر
أبتعدت عن حضن إبنتها وهي تردف : شرايك تروحين عند جدو ياخذك البقاله أنا بجلس مع خالو نسنس شوي
هزت رأسها بالموافقه و التقطت حذاءها من الأرض ثم أشارت لـ خالها : ياويلك تزعل ماما او بعضك
أشار على عينيه بصمت وجلس بالقرب من أخته بعد خروج إبنتها وهو يردف : سمعتِ صوته من جديد؟
هزت رأسها بهدوء وأعدت الدموع تتجمع في عيناها كـ بئر جاف عاد له الماء ليبلله
فـ احتضنها بهدوء لثوانٍ ثم مسح دموعها بـ إبهام  يده اليمنى و أردف : إلا متى ناويه تقصين الشعر نفس قبل؟
بسيل ببتسامه : لا ما اتوقع أقصه بخليه يطول بس بقول لأمي تقص اطرافه عشان يتساوى و ما يتقصف
اردف : من متى الحلوه تحب الشعر، الطويل؟ خبري فيك، دايم تقصينه
لتقوم بالرد عليه وهي مبتسمه : ما، تدري يمكن مع الايام اقصه واسوي سبرايز
فجأه سمعت صوت طفلتها تصرخ و هرولت راكضه و اخاها، خلفها لتراها برفقة جدها الذي يحملها بيد و الكيس بيده الأخرى
فـ نزلت من الدرج وأخذتها من والدها مردفه : يبه لاتعودها على الدلع ترا كل يوم بتقول لك احملني
اردف وهو يقرص خدها: فداها  حبيبة جدها
ابتسمت دانة و غطت وجهها يكفيها محرجه بعدما تحول خديها للون التفاح الأحمر
ثم سمعت تأنيب والدتها لها : ليه، تصارخين كذا فكرة فيك شي خوفتيني يا ماما
عضت على شفتها السفليه تنظر لجدها تريد منه إنقاذها لكن سمعت صوت والدتها مرةً أخرى تنطق: جدك ماراح يقدر يسوي شي اليوم تعرفين بغيت، اموت خوف عليك يا ماما انا ماعندي غيرك؟
عضت على شفتها السفليه تنظر لجدها تريد منه إنقاذها لكن سمعت صوت والدتها مرةً أخرى تنطق: جدك ماراح يقدر يسوي شي اليوم تعرفين بغيت، اموت خوف عليك يا ماما انا ماعندي غيرك؟
فـ اردف والدها ببتسامه خافته وهو يأخذ حفيدته : خلاص ماما سامحيها دانة ما تعيدها مره ثانيه صح، يا بابا؟
دانة بصراخ : صح صح ... نسنس ابغا اللعب دروفه
أخذها من والده ذاهباً للخارج يمرجحها وهي جلست برفقة والدها تتحدث معه عن العمل
في المساء و بعد انتهاء الجميع من أعمالهم و عودة نبراس و والده من صلاة العشاء توقف عبد الرحمن و نادى على بسيل تلحقه لداخل المكتب فـ توقفت خلفها، ابنتها، لكن أمسكت بها خالتها و هي تخبرها، بأن، الطفل في بطنها، تحرك ويريد اللعب معها و هذا ما، أشغلها عن والدتها فـ تحدث نبراس : يمه وش فيه ابوي؟ صاير شي؟
تلعثمت والدته و هي لا، تعرف ماذا تخبره و من  أين تبدأ لـ تنطق : ساري بكرا جاي يخطب بسيل
و خايفين نقول لها
نبراس بحده : أختي ماراح تتزوج غصبن عنها
ليدخل والده بعد كلامه ويردف : مافيه شي بالغصب وأنا أبوك بس أختك ترملت و عندها بنت و الأولى بتربية بنتها هي و عم البنت وبعدين هو قال لي أنه مطلق فـ مافيه مشكله و لو أخذو البنت منها بالغصب صدقني أختك تموت ما راح تقدر تبعد قطعه من قلبها عنها
تحركت دانه من عندهم بملل فـ أوقفها صوت جدها : على وين يبه دانة؟ طفشتي من جدك!
اللتفتت و برائة الأطفال في عيناها: لا بس فيني نوم وأبغا حضن ماما
توقفت خالتها وأمسكت بيدها: دندون حبيبتي شرايك تنامين عنك خاله اليوم؟ خالو ما راح ينام عندي و أنا أخاف لحالي و ماما الحين تتروش تنامين عند خاله على ما تخلص
وبعدين بشغل لك كرتون ماشا يلا
أمسكت بيد خالتها و هي تردف : أويلي بنام عند خاله
توقفت الاء بعدما أختفت حفيدتها عن ناظرهم وذهبت لـ إبنتها
دخلت وهي تراها سارحه تنظر للسقف و فور جلوسها وضعت رأسها في حضن والدتها تنتظر منها اللعب بشعرها ككل مره
وبعد الصمت نطقت : يايمه أنا بقول لك كلام  و اسمعيني للنهايه... ما أنقص منك أبد بالعكس أنتِ صرتي لـ بنتك الام و الاب لـ درجة ما حست بفقد أبوها و ولا مرة سألة عنه أو قالت وينه بس مع الايام راح تسأل لا تنسين، أنها بعمر روضه و بتشوف و أنتِ ياحبيبتي زوجك توفى و الله يرحمه و عندك بنت فـ الأولى بتربيتها إنتِ و عمها
على الاقل يكون لها بـ مثابة أب و يمكن ربي يرزقك بـ أخ او أخت لها يكونون الظهر و السند لـ بعض.....
وتراه مهدد أنه لو ما قبلتِ ياخذونها غصب و بالمحاكم و أحنا نقدر وابوك يقدر يخليها عندك للأبد بس بعد ما يصلح نحرم جدانها منها و أهل ابوها فكري يايمه قبل ما تتخذين اي قرار قبل ما تقولين اي او لا فكري بكل شي ثم قولي قرارك هو بيجي يجلس اسبوع ثم يرجع القصيم ويا يرجع معك و بنتك  او ببنتك وانتِ ما تستغنين عنها و كلنا ندري هي ايش بالنسبه لك
أغمضت عيناها تشعر أنها بحلم تحاول الاستيقاظ منه  لا واقع تعيشه فـ رأت زوجها مبتسماً يجلس بالقرب منها أبتسم لها واردف : بسيل اذا كان لي خاطر عندك وافقي حبيبتي عشان بنتنا
ثم توقف وذهب بعيداً حاولت الذهاب خلفه لكن كلما أقتربت أبتعد عنها أكثر فـ أكثر حتى استيقظت مع أذان صلاة الظهر وهي تمسح وجهها بيدها وتذكر الله فـ
ذهبت للاستعداد و لبست ملابس عاديه جداً
ثم اتجهت الصاله حيث تجمع العائله و استقبلهتها أبنتها بالاحضان لتحملها وهي تردف : ابوي ونبراس وينهم؟
سيدرا ببعض التوتر : مع ساري في المجلس
كادت ابنتها ان تسقط من بين يداها من الصدمه
فـ أنزلت فتاتها
وهي تبتسم لها مردفه : ماما رايحه مشوار وراجعه تمام؟
تحدثت دانة : اوك وأنا بروح عند جدو وأشوف عمو الجديد
أبتسمت لابنتها وأخذت عبائتها خارجه
لتدخل دانة المجلس وتستقر في حضن خالها هامسه : نسنس مين هدا؟
اردف لها بنفس همسها : هذا عمو بعد كم يوم ياخذك مع ماما عند جدو وجده ثانين وتجين تزورينا هنا
شهقت بقوه مما اخاف ذلك جدها وعمها
ليردف الجد بخوف : وش فيك يادانة؟
تحدثت وهي تبلع ريقها : لا بس اقول حق خالو نسنس نروح عند ماما
نبراس: دندون ماما وين؟
أردفت بهمس حتى لايسمعانها : راحت النادي تضرب هي ما قالت بس انا شفتها ماسكه يدها بقوة نفس كل مره اذا تبغا تضرب وبعدين ترجع ويدها او رجلها توجعها
توقف سريعا كالمقروص و وضع دانة في حضن جدها هامساً سوتها بنتك قايل لك خذ سيارتها بروح اللحق عليها
دانة : جدو شفيه نسنس ترا ماما بس تضرب الشريرين وتجي
أشار لها بعينيه ان تصمت ثم انزلها وهو يردف : روحي عند خاله و جده يلعبون معك ماما راح لها خالو يجيبها ويجي
ساري : وش صاير ياعم عسى خير؟
إبتسم عبد الرحمن بهدوء : خبر ياولدي ماعليك خلينا نكمل كلامنا الحين وش كنا نقول؟
ساري : اي كنت اقول انه بعد ماتوافق العرس  بعد يومين و لو ودها بـ  عرس كبير وحفله  سويت لها ماني بقايل لا بس لا وصلني ردها بالرفض باخذ بنت اخوي واحدر الديره
عبد الرحمن بهدوء : انا اقول لا تستعجل و اعطي البنت وقتها بالتفكير... ولو ما وافقت مافيه اي قوة بالأرض تاخذ من بنتي بنتها و تحرمها بنتها
بعد ساعه عاد نبراس و جلس برفقة والده وهو يردف : بسيل موافقه وماتبغا عرس ولا طقطقه وما تبغا شوفه
ساري بلا اهتمام : وانا موافق اجل الملكة و الزواج بيوم واحد بعد يومين على بركة الله
عبد الرحمن : تمام على خير يارب
توقف و استقام في وقفته متحدث : يلا عن اذنكم انا ماشي الفندق ارتاح بس الملكة بتكون النهار عشان امشي على طول
نبراس بهدوء : طيب اللي تبغاه
وبعد خروجه دخل نبراس برفقة والده بجوار الجميع فـ اخذ نبراس زوجته متجها للغرفه
فـ تحدثت قبل والدها : ادري مستغرب اني وافقت ومن كلامي اللي وصله نبراس بس مستعده اتحدى الدنيا كلها عشان بنتي كل ولا بنتي تروح مني وفكرة منها يكون لها ظهر وسند صح انتم مو مقصرين بس هي تحتاج اب وما سئلت عنه الحين بتسأل بعدين
أقترب من ابنته وأحتضنتها برفق و حنان وهو ينطق : خير ما اخترتِ حبيبتي
مر اليومان سريعاً وها هي جالسه على سريرها و بجوارها والدتها تضع الكتاب في حضنها والقلم بيدها : يلا يايمه توكلي على الله و وقعي
دمعت عينها عندما رأت اسمه و توقيعه لتغمص عيناها و توقع سريعاً من دون ان تنظر حتى كيف وقعت  ثم خرجت والدتها لجعلها تستعد من أجل الذهاب معه فهو يريد الرحيل فوراً
رفضت رؤيته قبل أن تخرج معه وهو لم يهتم لذلك... وأخرج نبراس حقائبها و وحقائب طفلتها
لبست نقابها و ودعت والدتها بالاحضان و الدموع  و اختها ثم والدها و أخيها لتخرج حامله أبنتها معلقة حبيبتها جانباً... سبقها نبراس وفتح لها الباب ثم اغلقه وظل ساري يسمع تنبيهات أخيها و والدها بملل ثم دخل السياره واردف بعدما شغلها و انطلق : شحالتس يا بسيل
أردفت بنبره تجعله يقطع الحديث قبل ابتدائها : بخير الحمد لله
ليردف: ايه دايمتن عليتس الصحه
تحدثت دانة بفضول : الحين انت عمو الجديد؟
إبتسم لها وهو يرى فيها أخاه المرحوم فهي تشبهه كثيراً خصوصا العينان : ايه أنا عمتس ساري
بعده ثوانٍ شغل القرآن و وضعه على صوت متوسط همست دانة في أذن والدتها : ماما أبغا أيبادي طفشت
أمسكت بسيل بحقيبة يدها  و أخرجت جهاز ابنتها لـ تفتح يوتيوب مخصص للأطفال و قللت الصوت حتى لا ينزعج و يصرخ في ابنتها
حتى تعبت وغفت على صدرها لتأخذ الجهاز وتطفئه لتحاول وضعه في الحقيبه بيد واحده لكنها لم تستطع إدخاله كاملا حتى توقف بالقرب من إشاره و ادخله نيابةً عنها من دون ان ينظر لها لكن شعر بدقات قلبه اختلفت ما إن لامست اصابعه يدها الناعمه هناك فرق بين يدها ويد عتاب و اول شيء لاحظه الرائحة الجميله هذا فرق أخر بينها وبين عتاب حاليا يشعر انه برفقة أنثى ليست كأيام عتاب لا اناقه ولا رائحه يشعر انه يجلس مع رجل من حاله اما الان هو مستغرب من دقات قلبه المتسارعه
هل احبها؟ كيف و هو حتى لو يراها سوا مره بالصدفه تجاهل دقات قلبه المتسارعه و تناسى لمسة يدها ثم توقف عند أحد المحطات لـ أداء صلاة العصر
فـ اردف عند توقفه السياره : عيونتس غطيها قبل ما تنزلين الشباب كثار  و نزلي للصلاه  المصلى قدامك هذا هو
لم تكن تريد الجدال معه
ولا طاقه لديها
غطت عيناها ونزلت برفقة ابنتها جعلتها تستيقظ من نومها وتدخلها دورة المياه ثم تبدل ملابسها لـ جينز و تيشيرت فوقه جاكيت بنفس لون الجينز ثم توضأت للصلاة وصلت العصر لتأخذ القرآن و تقراء فيه خاشعه... لا تعلم ما الوقت الذي أخذته الا ان قاطعها صوت هاتفها فـ توقعت انه رقمه لـ تردف : الو!
وصلها صوته : خلصتِي صلاه؟
نطقت : اي خلصت
ليردف : تقبل الله منتس يلا اطلعي ورانا باقي الطريق
وضعت نقابها برفق ثم اخذت حقيبتها ورفعت ابنتها النائمه نسيت تماما ان تغطي عيناها
لتخرج و كان كل شيء بالنسبةِ لها عاديً فالناس تنظر للجميع ليس لشخص واحد وهو يشير لها أن تغطى عيناها فـ تجاهلته لان ابنتها في حضنها و لا تعرف التحرك تخاف ان تسقط منها
فـ استقرت في السياره ببطئ واستقر هو بعدها
ليردف بحده : ما تشوفين أشر لك تغطين عيونتس ما تشوفين نظرات الشباب عليتس؟
لتنطق محاوله إنهاء الحديث بينهما : لو تبغاني صدق اغطي عيوني كان جيت اخذ البنت من حضني عشان اعرف اتحرك مو تأشر لي كأنك مهرج و بعدين الشباب مو فاضين يناظروني انا بس ترا مو الاميره ديانا
اردف بهمسات وهو يشغل، محرك السياره سمعت أحدها : وجع لسانها أطول منها ذا النمله
لم تقم بالرد عليه حتى استيقظت ابنتها من الجوع بعد ربع ساعه...

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now