البارت15

158 6 0
                                    

الفصل الرابع : لم تجمعنا الأيام و شاء القدر بالإبتعاد ... أشك في أن يحدث لقاء

واتصل احد الأطباء على والده يُبشره بأن ابنه استيقظ من غيبوبته السريريه يشعر بمن حوله ويقوم بتحريك اطرافه لكنه للان لم يستيقظ ابداً..
فرِحت سيدرا لـ هذا الخبر وجلست بالقرب منه بعدما تم نقله إلى غرفه عاديه
اللتفت للطبيب مُحادثتاً له : الحين هو يحس فيني؟ او يسمعني؟
الدكتور : انا شرحت حالته لـ دكتور سامر...
المريض الحمد لله علامات الحيويه مرتفعه و الأضرار اللي فيه خفت كثير و بفضل ربي صحى من غيبوبته لكنه مافتح عيونه للحين بس يسمعك و يحس بوجودك
كان يسمع جميع الأحاديث من حوله وشده وجود اخته وحديثها مع الطبيب حاول التحرك وفتح عينيه لكن هُناك شئ ثقيل يُجبره على النوم و الاستلقاء لكنه لم يمنعه من تحريك اطرافه وعيناه تدمع الا ان استطاع بعدومُحاولات كثيره فتحها و الضغط بِقوه على يد اخته
-
انا اتناسى مش ناسيك ، كُنْتَ انْتَ مَنْ تَحْمِلُ ماضيي وحاضري وايضاً مستقبلي ، كُنْتَ انْتَ الذي اُشْعِرُ مَعَهُ بالامان ، ف على مر السنين وايامها انا فقط كُنْتُ اتناسى ، ف شعوري بالامان هو فقط معك انت وبجوارك انت ، اتمنى هالشعور قد يكون يوماً واقعاً وتاتيني رُبما مُستحيل لكني سأحاول مِراراً وتِكراراً❤️
------
نادت سيدرا على الأطباء و نظرو لـ مؤشرات الحيويه كيف أصبحت فجأه ايجابيه و ضربات قلبه مُنتظمه وبعد الفحوصات أُثبت للأطباء بأنه بصحة وسلامه جيده سيحين وقت العلاح الفيزيائي من أجل حركته و عودته للمشي و العوده لـ روتينيه اليومي
حاول التحدث لكن ألمه حلقه بسبب جفافه وناولته اخته كأس من الماء الدافئ و ارتوى واكتفى من شُرب الماء
سيدرا بقلق : ياسر انت بخير!
تحدث ببطئ وألم قليل في حلقه : أي الحمد لله بس أطرافي توجعني
الدكتور: الحمد لله على سلامتك استاذ ياسر و ألمك طبيعي لأنك بقيت مدة طويله على السرير
ياسر بِتشتت : ليه كم كنت نايم؟
سيدرا : سنه و نص وانت نايم كنت في غيبوبه سريريه لكنك صحيت بفضل ربي الحمد لله
ياسر بهمس ولهفه : الحمد لله بس امي وابوي و...وبسيل
سيدرا : امي وابوي جاين في الطريق و بسيل من بعد ما زرناها اخر مره ما شفتها لكني اتواصل معها بين فتره و فتره وهي الحين مخطوبه بس ما أعرف لو وافقت او لا
اللتفت لها سريعاً بصدمه. امسك بـ كِلتا يديه : كيف تنخطب وهي لي ابوي خطبها وهي وافقت
سيدرا : بس ماصار بينكم شي رسمي ولا عقد يربطكم ببعض
ياسر : بس انا تكلمت فيها قبل الكل سيدرا هي حب طفولتي
سيدرا بحزن على حال أخيها : انخطبت اكثر من مره ورفضت لكن الحين مدري لو وافقت او لا و امك بس تدعي عليها  وتقول انها السبب في حالتك
ياسر : بس انا تكلمت فيها قبل الكل سيدرا هي حب طفولتي
سيدرا بحزن على حال أخيها : انخطبت اكثر من مره ورفضت لكن الحين مدري لو وافقت او لا و امك بس تدعي عليها  وتقول انها السبب في حالتك هاذي
ياسر : بسرعه اتصلي عليها يلا
سيدرا بـ تهدئه له : طيب اهداء وهذا طلعت جوالي و الحين اتصل عليها و أكملها
- نعود بالزمن إلى الوارء قليلا وهو قبل سنتين
في احد المقاهي
خرجت مع أخيها لِـ مُقابلة أُختها و تقوية العلاقة بين بعضهم البعض لأنهم في النهايه يبقون اخوه
جلست أمام اختها الكبيره وهي تنظر لـ أخيها في الوراء
قاطعتها وهي تتحدث وتبداء في الحديث معها والسؤال عن حالها : اهلين سيدرا اخبارك!
سيدرا : تمام الحمد لله انتِ كيفك؟
بسيل : كويسه وبأفضل حال
سيدرا بـ توتر : انا.. انا ابغا تكون علاقتنا كـ اي خوات مابقي لي من امي غيرك كبرت وانا ما اذكر شكلها كنت.. أتعمد أذي ياسر وأمه عشان مافيه احد يفهمني.. بسيل ودي اطلب منك طلب!
ابتسمت لـ اختها و استقامة في وقفتها ثم جلست بـ جوارها و احتضنتها لِـ تُردف: انا أختك الكبيره ولو تبغين أصير لك نفس ماما الله يرحمها بس أكيد ما بكون مثل حنانها وعطفها وحبها اطلبي اللي ودك فيه
أمسكت سيدرا بيدي أختها وهي تنظر للأسفل في مُحاوله لـِ إخفاء دموعها وهي تتحدث : ممكن ما تتركيني ونكون اخوات صدق! مو بس أخوات بالاسم  يعني نفس علاقتك بـ أختك ريفان و أكثر لو ممكن.... أنا ماحسيت بـ حنان امي وما اتذكرها كثير نفس ماقلت لك ومابقي لي غيرك اختي من لحمي ودمي...
قاطعت حديثها و احتضنتها لها بكل حنان فهي أختها وتعلم انه مهما حاولت زوجة ابيها تعويضها حنان الأم لن يكون كـ الام نفسها هي جربت هذا الشعور و تفهمه جيدا... وبعد حضن دام لـ دقائق معدوده ابعدتها عنها وامسكت بـ وجهها تمسح دموعها بـ كف يدها وهي مُبتسمه : حبيبتي خلاص لا تبكين انا معك اوعدك اني اكون معك وما اتركك ابدا و في اي وقت تحتاجيني رقمي عندك اتصلي تمام
تحدثت ببحه وسط بُكائها: الحمد لله انك اختي
- عزيزي القارئ عزيزتي القارئه دعونا الان نعود للواقع حيث ما توقفت الاحداثُ بِنا
ابتسمت ما ان وصل لها صوت اختها وهي تتحدث على عُجالها : اهلين حبيبتي كيفك؟
سيدرا بتوتر : الحمد لله انتِ كيفك؟
بسيل : تمام بأفضل حال ياروحي طمنيني عليك وش مسويه مع الدراسه؟
تحدثت بـ ارتباك بسبب أخيها الذي يتحدث بهمس مُردِداً اسأليها يلا اسأليها : بخير ياقلبي و الدراسه تمام ان شاء الله برجع اداوم الأحد بس ابغا أسألك عن شي
بسيل : تفضلي ياروحي اسألي
سيدرا : مو قلتِ لي انه اخ زوج صديقتك خطبك!
بسيل ببتسامه :  قصدك تسألين لو وافقت عليه!
سيدرا : أي تعرفين انا اخت العروس
بسيل : اجل اجهزي يا اخت العروس و جهزي نفسك لـ نزلات السوق انا وافقت
سيدرا : ببتسامه طفيفه : طيب ياروحي الله يوفقك ان شاء الله الحين بقفل وان شاء الله اكلمك لما ترجعين عشان نطلع مع بعض
وما ان أغلقت هاتفها حتى تحدث بخوف ممزوج بالقلق  و انفاسه السريعه تدل على ذلك : قولي بسرعه وش قالت لك ما وافقت صح! هي تنتظرني للحين..
جلسيت بجواره واحتضنته في وسط بُكائه اما هو لم يكُن منه سوا مبادلتها الحضن بقوه وهو يهمس : ما وافقت ما وافقت
همست بكل حزن واسى على حاله: خلاص الله يوفقها بحياتها وانت ان شاء الله تلاقي البنت اللي تسعدك
ياسر و الدموع تُغطي وجهه : بس هي حب طفولتي كنت احسب الايام اللي تمر و اكبر فيها عشان تصير حلالي و بسبب حادث عمل توقفت دراستي لمدة طويله و هي راحت لغيري....
سيدرا انا المفروض الحين متخرج و اشتغل وهي معي وسط بيتنا و بحضني يمكن يكون عندنا بعد بيبي صغير بنت او لد
احتضنته اكثر و ضغطت على الجرس حتى دخل الممرض واعطاه ابره مُهدئه
اخرجها من الغرفه و استقبلها الطبيب بالاسئله: المريض واضح انه تعرض لصدمه وهذا غلط كانت راح تأدي لـ رجوعه في الغيبوبه ممكن اعرف نوعية الخبر اللي تلقاه؟
سيدرا بحزن : دكتور هو عرف انه حبيبته تزوجت و جته صدمه خصوصا بعد ما عرف انه صار له سنه و نصف في المستشفى
الدكتور : تمام احنا الحين اعطيناه مُهدئ عشان يرتاح وتهدئ اعصابه لو سمحتِ لما يصحى ما ابغا تصير له أي انفعالات و وصلي كلامي لـ دكتور سامر و الوالده بعد ما يجون
سامر : هو سأل او انتِ قلتِ له!
سيدرا : هو سأل واجبرني اتصل عليها عشان يتأكد اذا  وافقت على اخر واحد خطبها او لا
سامر : السواق برا ينتظرك واغراض قلت للخدمه تجهزهم اجلسي بيت جدتك كم يوم
سيدرا :أي جده فيهم؟
سامر: لما توصلين تعرفين يلا حبيبتي السواق برا ينتظرك
سيدرا : طمني على ياسر
ذهبت مُبتعده عن الغرفه مُتخطيه لجميع الغرف الا ان وصلت للنهايه باب الخروج
رأت السائق ودخلت للسياره بصمت و سرحان حتى توقفت عند بيت جدها والد ابيها
هي تعلم بانهم وحيدون في منزلهم ولا يأتي لهم أي أحد سوا الخميس و الجمُعه وهي ايام تجمُع العائله عندهم نظرت للمنزل بحزن يُخالطه الاشتياق... انزل السائق حقائبها و جميع اشيائها خلفها فور نزولها من السياره وهُنا علمت انه لا عوده لها في منزل والدها لان جميع اشيائها موجوده البعض منهم في حقائب و الاخر في علب كبيره
ابتسمت والتفتت للباب حيث خرجت الخادمتين يتساعدان في نقل الأغراض إلى الغرفه في الداخل
خرج الجد بـ ترحيب : حيا الله سيدرا حيا الله حبيبة جدها.. ادخلي عن البرد ادخلي
سيدرا بابتسامه داخلها الف ضيق و ضيق : الله يحيك ياجدي اجل وين جدتي عنك!
الجد : جدتك داخل تحتريك حبيبتي ادخلي عندها وانا بنادي السواق يساعد الخدم و يدخلون اغراضك في الغرفه
دخلت للمنزل وما ان نظرت لـ عيني جدتها حتى توجهت لها راكضه ووضعت رأسها في جُحرها تبكي لم تتوقع بأنه في يوم من الايام والدها سيستغني عنها لـ سبب مجهو ل لاتعلم ماهو
تبقدم لهم الجد بعدما اواصهم بتوصيل الأغراض للغرفه المطلوبه وعندما رأى حفيدته الصغيره تبكي اشاره لِـ زوجته بِـ هل تعلم انها هنا فردة له بالاشاره انها لاتعلم فمنذ دخولها تبكي
جلس بجواره وسأل حفيدته عن ماذا يُبكيها فـ مسحت دموعها ببتسامه : لما شفت اغراضي كلها وراي  عرفت بـ ان ابوي تخلى عني لان زوجته ما تبغاني معهم في البيت اساسا انا اذكرها بـ امي
الجده: ولا يهمك حبيبتي جدك وجدتك معك طول العمر أن شاء الله... ليه ما تحاولين تتواصلين مع اختك!
سيدرا: الا اتواصل معها ان شاء الله بتتزوج  انتظرها بس ترجع من الخبر ونشوف بعض
الجد : ايوا يابنتي هاذي اختك من لحمك ودمك حتى لو فيه اختلاف اباء خليكم سند وظهر لـبعض
سيدرا : ان شاءالله ابشر الحين عن اذنكم بقوم ارتب اغراضي في الغرفه ثم ارجع اجلس معكم
الجده : بقول للخادمة تجي تساعدك و بس يجهز العشاء تنزلين، تاكلين و بعدها تكملين شغلك
سيدرا ببتسامه : ان شاء الله عن اذنكم
مرت الساعات و تناولت وجبة العشاء مع جديها ثم اكملت ترتيب غرفتها و استلقت للنوم بتعب شديد.... اطفئت انارات البيوت و السماء مُظلمه خاليه من اي غيوم فقط يتوسطها القمر الوحيد
ينظر للجميع ويعرف قصصهم فـ تلك خانها حبيبها وهي تبكي و الاخر والدته مريضه في المشفى وقصص كثيره لم يرها ويعرف بها سوا القمر وحده
وفي مكان آخر بعيد قليلاً ها هي تنظر للسماء عن طريق النافذه الزُجاجيه الكبيره الاضواء مُنيره من حولها و كأنها في سنترال بارك او نيويورك
ابتسمت عندما سمعت صوت أخيها من خلفها مُحادثاً لها : بكرا راجعين!
بسيل :ودك ترجع النهار او الليل!
نبراس: مو سالفة ودي ارجع سالفة يدك اللي توجعك ياحلوه
بسيل ببتسامه :ماعليك الادويه و المسكن قايمين بـ واجبهم
نبراس : خلاص اجل نرجع السبت عشان ارتب كلام لـ ابوي للحين مدري وش اقول له
بسيل : كلمني و قلت له اني طحت وانكسرت
نبراس : هلا هلا بالتهزئ من الوالد
بسيل : ماراح يقول لك شي قلت له انه بسببي و خلاص
نبراس : ابغاك تقولين وش قلتِ بالضبط افترضي انه سألني!
أمسكت بيده وجلست معه على الطاوله وهي تتحدث : قلت له انك كنت في الفندق وانا رحت النادي و في وسط لعبي للرياضه طاح الحديد على يدي وجيت انت اخذتني للمستشفى بسرعه
نبراس: واو يعني حسبالك بكلامك ابوي ماراح يكلمني او يقول لي شي!
بسيل : نبراس تصبح على خير تعرف بكرا سبت  وودي اجلس الصباح
نبراس: يابرود دمك يا الدبه
بسيل ببتسامه : اعترف اني دبه وحلوه ههههه
نبراس : هو كلامك صح بس....
بسيل ببتسامه : بدون تبسبس يلا روح نام تأخر الوقت
نعود للمشفى وأحد غرفه البيضاء استيقظ ورأى والدته غافيه على الاريكه أمامه ثم نظر للنافذه و استنتج بـ ان الوقت ما بعد منتصف الليل
كان يتسائل في رأسه
ماهو اليوم؟، كم الساعه بالضبط؟، هو في اي سنه تحديداً؟، هل تخرج ام مازال هُناك سنتين لِيكمل فيها دِراسته! ، اسئلة كثيره تتمحور في عقله لم يستطع إيجاد جواب لها ويريد الاجوبه الدقيقه لها.... أصبح ينظُر للنافذه بتفكير و تمعن حتى سمع صوت اذان الفجر وانشرح صدره لِسماعه ثم لاحظ إستيقاظ والدته وعاد للنوم بتمثيل متقن
وانتظر انتهائها من الصلاه و عودتها لـ اخذ غفوه حتى ظهور الشمس ثم فتح عينيه ينظر للسماء عن طريق النافذه الزجاجيه الكبيره راقبها وهو يشعر بمرور الوقت البطئ بالنسبه له حتى ظهرت الشمس وتوسطت السماء الا ان أشارت الساعه المُعلقه أمامه على الثانيه عشر ظهراً
دخلت المُمرضه معها صينيه الغداء وضعتها على الطاوله و قريتها منه لتردف: انت رفضت الفطور لكن الغذاء لازم تأكله عشان تعطي جسمك قوه وتستعد للعلاج الطبيعي
ياسر : تمام شكرا
اقتربت منه والدته بلهفه تريد احتضانه لكن يده اوقفها مكانها : انا بخير الحمد لله لو سمحتِ ابجلس لوحدي
افنان بحزن : يمه ياسر سنه وزياده ماشفك خليني أروى شوقي وانا اضمك
ياسر بحزم : قلت ابغا ارتاح وابغا بس ابوي يدخل عندي
خرجت  تجر خلفها حزنها لاتعلم لماذا ابنها يُعاملها بجفاء منذ اول لقاء لهم بعد سنه و شهور من نومه في الفراش

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now