الفصل العاشر

58 7 0
                                    

قطب ماركو حاجبيه و قال بنبرة سخرية:"عفواً؟ هل اعرفك سيدي؟"، تقدم الشاب خطوة و قد احتقن وجهه حينما قال:"لن استعمل العنف اذا أتيت معي دون مقاومة هيا لا تجبرني على التسبب في أذيتك كن شاباً ذكياً يا ماركو"، ضيق ماركو عينيه في محاولة لفهم دوافع الشاب أمامه ثم قال فجأة:"هل تعرف شاباً يدعى روبن؟" ابتسم صاحب الشعر البني و قال:"هل هي محاولة للتهرب..." قاطعه ماركو بحدة قائلاً:"أجبني! أنا أعرف أن علاقة ما تربطكما، إنه نفس الشعور الغامض الذي انتابني عندما قابلته، و يا للمفاجأة تلك القشعريرة لا تفارقني في حضورك أيضاً"، تنهد الشاب و قال:"هكذا إذا، انت لا تعرف سبب ذلك الشعور أم علي أن أقول أنك تدعي الجهل يا هذا، انا لا أعرف الشاب الذي تتحدث عنه لكن تظاهرك بعدم المعرفة يثير غضبي" قال ماركو في ثورة غضبه:"لست مضطراً للتظاهر أمام شخص لا اعرف عنه شيئاً،لم يراودني هذا الشعور المزعج من قبل لكن فجأة أصبحت أقشعر من أشخاص معينين،أنت و روبن و شخص آخر في فصلي، فقط ما الذي يحدث؟!"، وضع الشاب يديه على وركه ثم رمق ماركو قائلاً:"المغناطيس يجمعنا،و يبدو أنك مؤخراً حصلت على تلك القدرة"، ردد ماركو في ذهول:"المغناطيس؟!"، ثم تذكر أنه قد سمع روبن يقول شيئاً مماثلاً فازدادت حيرته أكثر، تحدث الشاب متابعاً:"إنها مادة صدرت عن تحطم نيزك هائل منذ آلاف السنين، تباً، لا أصدق أني مجبر على أن أخبرك بهاته الأمور البديهية، لكن معرفتك من عدمها لا تشكل فارقاً، على كل حال أنت تتمتع بتلك القدرة بسبب حادث حصل معك سواء عن طريق الصدفة أو بشكل متعمد"، وضع الشاب ماركو يده على وجهه في حيرة ثم أطرق مفكراً:حادث؟!... تلك الشظايا، قاطع صاحب الشعر البني شرود ماركو قائلاً:"لقد اضعت وقتي بما فيه الكفاية و الآن رافقني"، حدجه ماركو بنظرة حادة و أضاف:"ابتعد عن طريقي يا هذا إياك أن تلمسني"، كشف الشاب عن ابتسامة خيبة و قال:"لا تخاطبني بـ"يا هذا" أنا كارل، حسناً اذا لا حل آخر "، قالها بينما ينظر ماركو الى الذراع اليمنى لكارل و هي تتحول الى يد غزيرة الشعر بينما تبرز مخالب حادة من أصابعه و ازداد ساعده ثخانة،فجأة دب الرعب في نفس الشاب ماركو و تراجع قليلاً للخلف بينما يتجهز كارل لمهاجمته، اندفع صاحب الشعر البني بسرعة خاطفة، و بأعجوبة تملص ماركو من تلك المخالب و في الهجمة الثانية تمكن كارل بسهولة من امساك الشاب من عنقه و طرحه أرضاً و قال:"ستأتي معي الآن"، أمسك ماركو ذراع كارل بكلتا يديه محاولاً ابعاد قبضته عن عنقه، و شعر بصعوبة بالغة لفعل ذلك، ظن أن الامر سيكون سهلا و أن بوسعه إبعاد يد مهاجمه عنه مثل ما فعل مع فيليب لكنه أدرك كم كان تفكيره ساذجا فأصبح تدريجياً يشعر بالاختناق و قوته تغادرع.

في جزء من الثانية سمع كارل خطوات شخص قادم نحو دورة المياه لحظتها شعر ماركو بالامتنان لما حصل،سحب كارل يده و اتجه نحو المغسلة مطلقاً سباباً خافتاً بينما نهض ماركو من مكانه ليجد كيتارو واقفاً امامه و قال الشاب الاشقر:"ماركو ما الذي أخرك هكذا؟" التفت ماركو بحنق نحو كارل ثم غادر بينما يطرح آلاف الأسئلة،لقد انتبه كيتارو الى حالة الشرود التي دخل فيها صديقه ثم قال على سبيل التخفيف:"ما رأيك أن نذهب للمقهى الآن"، أومأ بينما يسير و عيناه تنظران لاسفل.

المغناطيس: الشظاياOnde histórias criam vida. Descubra agora