استلقى أليكس في حيرة على السرير بينما يفكر في حقيقة ما حدث و كل تلك التساؤلات التي تغمر تفكيره حتى قطع إيفان حبل تفكيره بقوله: " معلمي هل من الحكمة ألا نعود للصرح الان؟ و لماذا نحن ننزل بنزل مهترئ كهذا؟ "، التفت اليكس مفكراً: من العار أن اخبره أن جثة أحد رجالنا قد اجبرتني على التراجع الى فندق نسيت اسمه حتى، لكنه حمل نفسه على الاجابة بكل ما أوتي من صبر فقال:"شعرت أن مسرح الجريمة ذاك ما هو الا خطة من احدهم، ان لدي شكاً في أن احدهم يطعننا في ظهورنا يا إيفان و القضية التي نحن بصددها هي الهاء صرف من طرفه و آمل أنني مخطئ"، لكن حتى لو كان على خطأ في تخمينه و لم يكن هناك خائن بينهم فسيكون بهذا قد فتح عليهم باباً من المجهول و قضية هي خارج السياق حسب اعتقاده و هذا ما يجعله يتشبث بإصرار بفرضيته الأولى و قد بدأ بالفعل في نسج و تطريز ثوب من التخمينات حول الشاب الوحيد الذي يعرفه بإمعان داخل اسوار "الصرح" و قد جسر عقله على البوح لقلبه باسم المتهم و قال مطرقاً بصوت هو أشبه للهمس: "روبرت".
تطلع روبرت بعينيه العسليتين الى اسيره الذي ظل قابعاً في حجرة استراحة رئيس المكتب التاسع لأيام. و بحركة من مقلتيه اعطى اشارة لهالك بمغادرة المكتب و عاد ينظر الى سجينه و قد تراقصت ابتسامة خفيفة على شفتيه الدقيقتين و أخيراً نهض من مقعده بتكاسل بينما تدلت القلادة المميزة من عنقه العتيد و تقدم ببطء نحو ضيفه حتى توقف امامه مباشرة و كأنه يحاول أن يكتشف ايهما اطول و لكن قامة روبرت تفوقت بفارق واضح فقد كان يفوق اسيره بعدة سنتيمترات، قال بنبرة ناعمة و انما قوية:" مرحباً بك في مكتبي يا ماركو "، رمق ماركو آسره بحدة رافعاً رأسه الى ملامح روبرت بعينين فارغتين و قد تدلت خصلات من شعره الفحمي بفوضوية على قسمات وجه السجين التي اكتسبها، لطالما حرص ماركو على الحفاظ على طول محدد لخصلات شعره و ذلك لأنها تنمو بسرعة شديدة ، فكان ماركو بعد ايام من سجنه يبدو اكبر مما يعلم حيث شق شعر لحيته طريقه الى ذقنه و انبثق شارب فوق شفتيه بوضوح فنضحت تعابيره بملامح رجولية صارخة و ما كان ماركو ليصدق هذا لولا رؤية انعكاس صورته في النافذة المقابلة و ادرك الان انه شاب على أبواب العشرينات تخلت قسماته عن كل مصطلح يمت للمراهقة بصلة ،تابع روبرت قائلاً: "لأكون صادقاً فأنا لا تعجبني النظرة الرمادية التي تحدجني بها.... اممم هل انت يائس الى درجة أنك ستواصل محاولة اخافتي مع علمك أني قد افعل هذا؟..."، و سدد لكمة عنيفة مفاجئة الى الجزء السفلي من بطن ماركو جعلته يتهاوى على ركبتيه باصقاً الدم و اللعاب على ارضية غرفة المكتب اللماعة لكنه لم يتفوه بكلمة و قد انتابه شعور غامض تجاه آسره فكان يشعر أن روبرت يحاول اخافته بجعله يظن انه من النوع الذي يعذب سجنائه و لكن ماركو قد تعب أيضاً من طرح أسئلة لن يحصل على اجابات عليها أبداً. زال ألم اللكمة و عاود النهوض، فارتسمت الابتسامة الجافة ذاتها على ملامح الرئيس التنفيذي للصرح و هذه المرة وضع يداً ناعمة على عاتق ماركو و اضاف بمرح:"يبدو أنك تشربت صلابة جدران" الصرح" بينما تقيم في احدى حجراته،كان غيرك ليبلل نفسه من شدة الرعب لمكوثه وحيداً منتظراً المجهول ، لكن ها انت ذا تقف امامي و ارى انك اكتسبت بعض الشعر في وجهك عن آخر مرة رأيتك فيها"، انهى جملته و هو يلف يسراه حول كتف سجينه بينما يتقدمان نحو باب المكتب و قال:"سأثبت لك أن هذا المبنى لا يعرف بتاريخه الدموي فحسب و ان كان هو الجزء الغالب لكن لديه بعض التفاصيل الوردية المملة و أهمها أننا عائلة هنا.... اوه اجل اجل كما سمعت لدينا الهواية نفسها و نعرف عن بعضنا اكثر مما نعرف عن غيرنا"، ظل ماركو متمسكاً بصمته بينما يجتازان الرواق الطويل المؤدي الى ردهة مسدسة الشكل فسيحة بعض الشيء و قد انتصب في كل زاوية حارس ببذلة سوداء مع مسدس مثبت الى الخصر بحيث يضع كل حارس يده على سلاحه تحسباً لأية مفاجآت. قطعا الرواق و مع اول قدم يضعانها في الردهة سمع روبرت يقول بنبرة لطف هامسة و هو يشير الى احد الحراس و الذي بدا ضخم الجثة قاسي الملامح:"الحارس على الزاوية اليمنى لهذا السداسي اسمه براندون، رغم ضخامته و وجهه المتوحش الا أن من المفاجئ أن تعلم أن له قلباً على يسار صدره"، ثم اطلق ضحكة مكتومة و تابع: "لا ينفك يتحدث عن زوجته ماتيلدا و عن براعتها في اعداد فطائر التفاح، لكن اتعلم امراً؟، لن اصدق حتى اتذوق واحدة و قد وعدني بدستة منها عندما يحصل على اجازة"، ثم انتقل بعينيه الى الحارس التالي قائلاً: "و هذا هو حارسي المفضل بينهم يا ماركو"، كان روبرت يتجه نحو الرجل المعني بخطوات واسعة عندما انهى التفوه بعبارته. لف يمناه حول عنقه و استند عليه و اشار لماركو بالاقتراب و ابتسم ملء شدقيه مضيفاً:"جوناس اسمه و افضل جزء فيه انه لا يتحرك أبداً الى درجة أنني اشك أن لديه غريزة الجوع مثلنا"، ثم التفت الى جوناس و فرك رأسه قائلاً بمرح: "انت الافضل جوناس".
VOCÊ ESTÁ LENDO
المغناطيس: الشظايا
Mistério / Suspenseتدور أحداث القصة في ارض مقسمة الى أربعة أقاليم حيث تتصراع رؤوس السلطة على مادة إستراتيجية جاءت عبر نيزك سقط منذ مئات السنين، يجد ماركو الطالب العادي نفسه في صراع متعدد الأطراف . . . . الكتاب الأول سيكون بعنوان "الشظايا"، مع العلم أن هذه النسخة ه...