الفصل الواحد و الثلاثون

41 4 6
                                    


ظل هيروكيول يذرع بقية الزنازين في «نازينو» و هو يبحث عن ذراع تجعل أبوابها تفتح بشكل آلي ما إن ينزلها، كان يعلم أنها داخل المعتقل في مكان ما فهو يذكر رؤيتها عندما زار المكان قبل حوالي سبع سنوات، مر الوقت من حينها كالحلم و ها هو ذا يعود للمكان الذي وضع فيه سجناء لا يعرف براءتهم من إجرامهم ولا عددهم ولا يهمه سوى تنفيذ أوامر كبير المنظمة، و بتنسيق مع روبرت نفذ تلك المهام دون ادنى شعور بالذنب، أما الآن فقد كانت السنوات السبع كفيلة بتحويله من حال الى حال، يقف الان و هو على وشك أن ينزل الذراع التي تمثل الحرية لكل من هم في المعتقل مدفوعاً بالشعور بالذنب لكنه تساءل إن كانت سبع سنوات أخرى ستجعله يندم بطريقة ما، أدرك أن عليه أن يستعجل فالمكان و الزمان ضدهما و عاد يصعد السلالم التي نزل منها متخطياً درجتين في كل خطوة و أخيراً وصل الى الممر المُسيج و بنظرة فاحصة واحدة إكتشف أن الذراع بجانب وجهه على يمينه فأسرع يمسكها بقبضته المضمدة و رويداً رويداً شرع ينزلها و عندما فرغ شاهد أبواب الزنازين تنفتح تباعاً و عندها أفرغ ذو الأعين القرمزية نفساً معبراً عن ارتياحه، ثم التفت الى يساره حيث يقبع الباب المؤدي الى «نازينو» أو ما تبقى منه و تقدم نحوه و امتشق سيفه الأسود مدوراً إياه بين اصابعه كعادته فلمع النصل المظلم تحت أنوار المكان و قد جفت الدماء التي خضبته مخلفة قشوراً حمراء لزجة، تمشى نحو الدرجات القليلة التي يرتفع فوقها مكان البوابة و قد كانت أعلاها مشوهة بالكامل و فقدت صدفتها كدرجة، وقف بمحاذاة المخرج الذي يطل على الردهة المُسدسة و التي تنتهي في الجهة القابلة بممرين إثنين حيث وقف عند الممر الأيمن أليكس رافعاً يديه في الهواء في وضعية استسلام أما عند الممر الأيسر فقد وقف أربعة السجناء المتبقين و أسلحتهم موجهة نحو رئيس المكتب السادس عشر بينما يزرع الأصلع بينهم مسدسه في رأس تابع أليكس المصاب، وضع سيفه على كتفه و قال:"أنا أراقبك أيها البارون"، و وضع إصبع الواسطة و السبابة أمام عينيه ثم وجههما ناحية أليكس تأكيداً منه على كلامه.

سمح ماركو لريكي و جوزيف و لويس بالتقدم خارج الزنزانة أولاً ثم تحرك بعد ذلك في أعقابهم و اجتاز بوابة غير مصدق أنه خرج من المكان الذي ظن أنه سيقضي فيه مدة يعجز فيها عن العد، لكن ها هو ذا يتحرر و أمامه وجد وجوهاً تكاد تكون مألوفة، زاك العبوس و الذي يبدو الان أقل عبوساً و أكثر شحوباً و يستند على الرجل صاحب النظارات الدائرية و حا ل أن يستحضر اسمه لكن فشل في ذلك، الأهم يعرفه و هو أنه أحد رفاق هيروكيول المقرببن، تساءل عن سبب خوضهم هذه المخاطرة و هل هناك أمر أهم دفعهم للمجيء، و بعد لحظات اكتشف أنه لم يخرج أحد من بقية الزنازين فأدرك أنهم كانوا الوحيدين في المكان و تساءل عن سبب ذلك أيضاً، هذا كان آخر خاطر خطر لماركو قبل أن يقاطع جوزيف شروده مخاطباً منقذيهم:"من أنتم؟ "

أجابه زميله ريكي و هو يثبت عينيه الزرقاوين على وجه النادل:"هم هنا لإسترجاع الشاب الذي خلفنا، ألست محقاً؟"

المغناطيس: الشظاياWhere stories live. Discover now