ظل صائدوا الجوائز ينتظرون المستلم بينما تململ ماركو من وقفته و ظل ينقل وزنه من ساق الى ساق كل بضع دقائق و شعر كما لو أن المستلم يتلكأ متعمداً و ذلك أعطاه فرصة للنظر من حوله و استكشاف المكان بعينيه. كان الشاب يقف بين الرجل الأشقر الضخم و الآخر الهزيل صاحب الطاقية بينما يتخلف البدين عنهم ببضع خطوات ، أياً كان من ينتظرونه فقد أجبرهم على الوقوف هناك لما يقارب ربع ساعة و مع كل دقيقة تمر كان هلع ماركو يزداد و انسابت قطرات عرق باردة شعر بها تنزل من رقبته حتى عضلات بطنه و حاول أن يكتم رعشة الخوف المصاحبة، أنا طالب في المرحلة الثانوية، مجرد طالب ما الذي وضعني هنا؟ أهو كارل؟ روبن؟، زاك؟ أم هيروكيول؟، من يعبث بحياتي؟أنا بيدق لصالح أي جهة؟.
و زال الترقب إذ لمحوا بعد لحظات شبح شخص يعبر بوابة المبنى و يتقدم باتجاههم حاملاً حقيبة في يمناه و يمشي بهدوء و عندما اقترب لمعت قلادة أرجوانية تحت شمس الغسق. لقد كان شاباً فتياً يرتدي سترة سوداء أنيقة فوق كنزة صوفية طويلة العنق و على رقبته تلك القلادة التي بدت لماركو أنها تحوي حجراً كريماً، أخذ يعبث بها بينما يتقدم بتؤدة و قال :"عمل عظيم، لم أتخيل أن ذلك قد يحصل سريعاً" ثم تقدم بضع خطوات أخرى و أضاف:"أدعى روبرت و انا مكلف بتسلم الشاب"، ثم رمى الحقيبة باتجاه الأشقر صاحب الندبة و ابتسامة لعوب لا تفارق محياه ثم قال:"هيا إدفعوا لي ذلك الشاب"، فجأة تحدث صائد صاحب الطاقية قائلاً:"مهلا انتظر! سنعد المال أولاً لنتأكد"
ابتسم روبرت و تقدم أكثر نحو الرجلين في ثبات و قد ارتسمت ابتسامة احتقار على وجهه و غير آبه بالأسلحة التي يحملونها و قال :"لو كنت أفكر في خداعكم لكنتم قد وقعتم في الفخ الان بالفعل ... أنا أدير هذا المكان لذا انتم في عريني"، ثم اقترب من ماركو المكبل و وضع يده على عنقه و عاد أدراجه مضيفاً :"هل تعتقدون أن سحقكم يتطلب تخطيطاً مسبقاً ؟ ...انقلعوا قبل أن أغير رأيي"، و بينما يخطو ماركو مبتعداً برفقة الشاب الماكر رأى في وجه صائدي الجوائز نظرات تردد ثم، و بعد لحظة تحركوا متراجعين الى الغابة، تطلع ماركو حوله بسرعة و في جزء من الثانية غافل روبرت و مد ساقه بكل قوته في ركلة عنيفة سددها الى بطن الشاب صاحب القلادة فسقط على ركبتيه، و ركض ماركو بكل سرعته محاولا الابتعاد قدر الامكان في الأدغال و في خضم ذلك مر بصائدي الجوائز الذين لم يأبهوا بهروبه و لم يحركوا ساكناً لإيقافه فأشعل ذلك تفاؤله، أخذ يجري بينما يسعى جاهداً لتوسيع خطواته ليقطع مسافة اطول في ظرف قصير، و لم ينظر خلفه بل استمر بالمضي قدماً، ظل يتفادى الأشجار و النباتات التي حاولت أن تمسك بساقيه و جعله يتعثر، في لحظة كان إندفاع ماركو يوازي خوفه، فظل يحث نفسه قائلاً: أركض! أركض! إذا اجتزت هذه الغابة سأنجو هيا!... لا تنظر للخلف! لا تنظر للخلف... ستخسر وقتك و فرصتك و حياتك إن فعلت!، ركض و يديه خلف ظهره بينما ينحني للأمام حتى لا يعرقله غصن واطئ و يسقطه أرضاً، خلفه لم يسمع ماركو تذمر المدعو روبرت و رغم أنه أستغرب ذلك إلا أنه لم يلتفت خلفه ليتأكد.
أنت تقرأ
المغناطيس: الشظايا
Mystery / Thrillerتدور أحداث القصة في ارض مقسمة الى أربعة أقاليم حيث تتصراع رؤوس السلطة على مادة إستراتيجية جاءت عبر نيزك سقط منذ مئات السنين، يجد ماركو الطالب العادي نفسه في صراع متعدد الأطراف . . . . الكتاب الأول سيكون بعنوان "الشظايا"، مع العلم أن هذه النسخة ه...