الفصل التاسع عشر

44 7 0
                                    

كان هيروكيول على وشك ركوب السيارة و العودة للمطعم حتى لمعت في رأسه فكرة فجأة و عاد يرمق آندي من زاوية عينه و قال:"سأدفع ضعف ما قبضته من المنظمة فقط نفذ لي مهمة بصفتك صائد جوائز"،ابتسم الكهل و قال:"ها أنا ذا أراك تستعيد عيون الجزار حتى قبل أن تقرر قتلي"، ثم عدل قبعته و أضاف:"سأنفذ أي مهمة طالما أنها لا تدخل جماعتي في الصراع المباشر مع المنظمة، بعبارة أخرى سآخذ المهمة التي تبقيني في الظل"، ثنى هيرو قبضته و فتحها و قال:"لا أرى لك غير ذلك"، ثم مد يده إلى بطاقة كانت تستقر بجانب مبدل السرعة في السيارة و سحب قلمه و كتب بضعة أرقام ثم أرسلها في الهواء باتجاه آندي و استطرد:"إتصل بي في الغد قبل الظهيرة".

استرجع هيروكيو ما دار بينه و بين صائد الجوائز الماكر و تخلص أخيراً من وجومه بعد محاولة جادة في استعادة اتزانه العقلي المعهود و طبيعته القيادية التي اكتسبها منذ اكثر من ست سنوات و استرجع نبرته الصارمة و وقفته المهيبة و تحدث بوضوح قائلاً :"حسنا يا جماعة على الاقل نحن نعلم أن روبرت ما كان ليستقبلنا بوابل من الورود و مجرد التفكير بشخص مثله يجعلك تضع اسوأ الاحتمالات نصب عينيك "، تكلم زاك متسائلاً :"ما الذي يمكننا فعله وسط وضع بهاته المعطيات ؟"
عندها مرر هيروكيول يمناه العتيدة في عنقه و مال بوجهه الى فالك آمراً :" أحضر الهدايا فالك ..."، انصرف النادل من الغرفة،و عندها تنهد الغراب الأسود و تابع:"سأنفذ أول خطوة من خطتي الآن"،كان ما قاله هيروكيول غامض جداً حتى بالنسبة لزاك، و بينما يراقب النظرات الاستفهامية على وجوه الحاضرين رن هاتفه فجأة و عندها شقت ابتسامة عريضة وجهه الملتحي حتى الأذنين و رد على المكالمة بحماس قائلاً:"إن كان حدسي صائباً فأنا سأحتاج منك تنفيذ جريمة قتل عند إشارتي".

رمق أليكس ملامح روبرت في شرود ثم قال أخيراً:"عن إذنك هناك امر على أعضاء المكتب السادس عشر مناقشته"، عندها أومأ روبرت قائلاً:"أوه أرجوك خذ وقتك"، قام مدير المكتب السادس عشر من مكانه و وضع يده على كتف تلميذه اليافع و اصطحبه خارج المكتب بينما ظل صاحب القلادة يراقبهما يغادران مكتبه و عندما أغلق الباب التفت الى مساعده قائلاً باستمتاع:"حقاً إن المكتب السادس عشر حفنة من الأطفال".

حافظ صاحب الأعين الخضراء على انخفاض صوته بينما يقول:"إيفان ، ستذهب الان الى المسكن الذي كان يقطنه كارل مع شقيقته "، ثم التفت يمنة و يسرة و أكمل مستطرداً :" ابحث في المسكن عن أي شيء قد يشير الى تواصل كارل مع جهات أخرى"، أومأ ايفان بحماس و قال:"هل أسافر الى(تشرين الثاني)الان؟"، حك الأربعيني عظم وجنته البارز و قال:"أجل،كلما اسرعت كلما كان افضل،و أيضاً استعمل سيارة مدنية إياك و اللجوء الى مركبات الشركة إن كان كارل قد خاننا فعلاً فتلك وصمة عار فظيعة للمكتب السادس عشر، خذ معك أربعة من رجالك ستجد حارسين في تلك التخوم أمرتهم بمراقبة بيت كارل عن بعد،إستعن بهما، و الأهم تأكد ألا يتبعك أي من رجال روبرت، سيحاول هذا الرجل البحث عن أي وسيلة للإنتقاص من سمعتنا لذلك عامله كعدو تماماً كما تفعل الآن و احذر منه أكثر مما تحذر من أعدائك هذا تحدٍ آخر لنا في هذه المهمة، هل فهمت بني إيفان"، كانت هذه المرة إيماءة صغيرة من الفتى اليافع و اتبعها بقوله:"لك ما تريد معلمي"، ضرب اليكس كتف تلميذه بلطف قصد التحفيز ثم أعطاه اشارة الإنطلاق.

المغناطيس: الشظاياWhere stories live. Discover now