الفصل الخامس عشر

32 3 2
                                    

فتح ماركو عينيه لكنه لم يتمكن من رؤية شيء سوى ظلام يوشح المكان كما كانت يداه مكبلتان إلى ظهره و مثبتاً على كرسي، لم يستطع استيعاب ما يحصل فقد ظن أن هذا مجرد حلم و واجه صعوبة في تذكر ما حدث، في لحظة كان حراً و الآن مقيد بينما ألم حاد ينتشر في مؤخرة رأسه، و شعر بعجز تام عن الإتيان بأي حركة فحاول التملص من الحبل الخشن الذي سحج جلد معصمه بخشونة، ها هو الآن في المجهول مجدداً و يواجه موقفاً لا يعرف حتى ما قاده اليه.

بعد دقائق سمع صوت ما يشبه باب مستودع و هو يفتح و أصدرت مفصلات البوابة صريراً مزعجاً و اتبع ذلك خطوات قدر عددهم بثلاثة أشخاص. كانوا يتجادلون في ما بينهم مما جعل صبر ماركو ينفذ فتحدث بغضب قائلاً :"هل يبدو لكم الأمر مضحكاً أو ما شابه؟ انا مقيد هنا من دون أن أعلم من انتم و ما الذي تريدونه"، تقدم احد الرجال نحو ماركو و قد كان يحمل قنينة عصير في يده، حدق للحظات ثم قام بسكب العصير على رأس ماركو و هو يقول :"لا تتحدث و كأنك شخص يحمل أهمية في ذاته، بالنسبة لنا كل ما في الأمر أن امثالك يساعدون امثالنا على العيش في هذا العالم المتداعي"، أحس ماركو ببرودة العصير الذي سُكب على رأسه و سمع احد الرجال يقول بسخرية :"لا عليك أيها الفتى ما هي إلا لحظات قليلة حتى تجد نفسك بين أفراد المنظمة"، ارتعد ماركو بعد سماع تلك الكلمات و تسارع نبضه فبدأ يحاول تذكر ما حدث، رفع رأسه قائلاً :"هل انتم تابعون لتلك المنظمة ؟"، ابتسم الرجل صاحب الكأس و رد :"لا نعمل تحت إمرة اي احد .... المال هو سيدنا... ببساطة نحن كلاب نخدم من يدفع أكثر.... لقد تلقينا جزءاً من المبلغ مقدماً و علي أن اعترف .... لقد كان نصف المبلغ أضخم من المبلغ الإجمالي الذي قدرناه ... يا لها من مكافأة سخية".

أخذ كارل ينظر بدهشة الى باب بيته المخلوع و فكر مباشرة أن أحدهم قد قام بالسطو على مسكنه، فاندفع مهرولاً نحو المدخل دون تفكير و إتجه الى غرفة أخته الصغرى ليكتشف أنها قد اختفت من مكانها، التفت حوله بذعر، هوى على ركبته و قد التحف وجهه بالدهشة و الخوف، فأمسك رأسه في حيرة شديدة و أخذ يقول:"يا الهي! يا الهي!"، تفقد بيأس المكان تحت سرير شقيقته ثم قلبه بعنف ليصطدم بالطاولة المجاورة و يقلبها بدورها فاستحالت غرفة الطفلة الصغيرة الى فوضى في لحظات، ثم و هو يمسك بشعره بشدة ، ثم نظر في الارضية ليجد مظروفاً ملقى بين السرير و الطاولة المقلوبة فأسرع إلى التقاطه، و أخرج الرسالة من قلبه و شرع يقرأها بعينيه على عجالة ثم نظر في آخرها ليقرأ إسم "أليكس فينيرابيل" و مزيلة بتوقيعه، كان أليكس في رسالته يخبره أنه قد أخذ الفتاة كضمانة لا أكثر و ليس عليه أن يقلق حيال سلامتها، لكن كارل لم يرتح لتلك الكلمات لأن مهلة الأسبوع قد انقضت بالفعل ما جعله يفكر في نوايا رئيسه الحقيقية، اندفع يركل باب الغرفة التي كانت لشقيقته و قال:"سحقاً! ماذا علي أن افعل الآن؟... كان علي أن أعلم فقط من طريقة حديثه الماكرة في آخر لقاء...".

المغناطيس: الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن