الفصل التاسع و العشرون

27 5 8
                                    


هز الإنفجار أركان المبنى بكامله بل شعر ماركو أنها كانت عدة انفجارات و في طوابق مختلفة و ذلك جعله يتساءل عن سببها، من المفترض أن المهاجمين قد اقتحموا المكان و ربما توغلوا الى الداخل إن لم يتم قتلهم، لكن الإنفجار الاخير أثار حيرته، إلتفت خلفه فألفى صاحب الشعر الأحمر جوزيف يحتضن نفسه بعصبية و مفعماً الجو باللعنات و المسبات، لاحظ ماركو أن الفتى سليط اللسان و من نظرة واحدة شعر أنه سيكون من ذلك النوع من الاشخاص الذين لا يمكن أن يتوصل معهم إلى اتفاق و في أعماقه وجد في نفسه رغبة ملحة لتوجيه لكمة الى وجهه، كان صاحب الشعر الأحمر يتذمر قائلاً:"اللعنة على الأوغاد! أكره الإنفجارات، ألا يمكنهم إنقاذنا بطريقة أكثر هدوءً!"، نظر اليه ريكي صاحب الندبة و قال بسخرية:"من أخبرك أنك ستخرج من هذا المكان قريباً؟ جهز نفسك للكثير من الأصوات الصاخبة المفاجئة و الفرقعات و الانفجارات و كل تلك الأمور التي تكرهها أم علي القول تلك التي تخشاها"، و قهقه باستمتاع و أضاف:"خذ حذرك من ذلك المأخذ هناك قد ينفجر في أي لحظة "

زعق فيه جوزيف بعصبية:"فلتحل عليك اللعنة يا صاحب الوجه المشوه!"

إلتفت ريكي متجاهلاً رد رأس الفجل و حول نظره نحو ماركو قائلاً:"رأس الفجل هناك لديه فوبيا غريبة، لديه هاجس يخبره دائماً أن شيئاً ما سينفجر في وجهه بطريقة ما، و في حالات السلام و السكينة يبتعد عن المآخذ"، و ضحك ثانية، لاحظ ماركو أن ريكي يتمتع بقدر من الشجاعة و الاندفاع فلا احد سيلقي بالدعابات وسط وضع كهذا و تمنى لو كان مثله، فعلى الرغم من أنه يكتم قلقه داخله إلا أنه ما زال موجوداً و هو يزعجه لدرجة أنه يحس أن معدته ستنقلب، كان يلقي بنظراته خارج القضبان ثم عاد يلتفت الى الداخل يراقب تصرفات زملائه و ظل يحاول استخراج مظاهر الخوف و التوتر، عدا جوزيف الذي تصرف بعصبية كانت تصرفات كل من ريكي و لويس عادية لكنه خمن أنهما يخفيان توترهما فرأى أن محاولة كتم توتره فكرة جيدة.

قال على سبيل الانخراط في المحادثة:"أخبرني روبرت أن معتقل نازينو مكان مأساوي تعرض من سجنوا هنا لأهوال كثيرة، ذلك جعلني أتساءل عن سبب إقامة هذا المكان و عن سبب حراسته المشددة"، صمت قليلاً ثم أضاف:"ما التهمة التي زجت بكم في هذا المكان؟"، تبادل السجناء نظرات ريبة بينهم بعدها اندفع صاحب الشعر الأحمر يقول:"لماذا انت مهتم بهذا الأمر؟ منذ قليل فقط كنت تبدو كأميرة مسجونة".

تجاهل ماركو تلك الإهانة و قال:"كلامك يشير الى أنه أمر مهم ذلك الذي سجنتم لأجله... أو أنت على الأقل، هل علي أن أخمن أنك تنتمي الى كيان مهم؟"

رمقه ريكي ذو الشعر الأسود الباهت الطويل بنظرة حادة و قال بهدوء:"إحذر يا فتى"

قال لويس الذي ظل صامتاً لفترة طويلة:"ما زلت أجد أن الزج بفتى في مثل عمرك في مكان مثل الصرح أمر غريب، و هذا أيضاً يجعلني أتساءل عن الأهمية التي تشكلها للمنظمة"

المغناطيس: الشظاياWo Geschichten leben. Entdecke jetzt