الفصل السادس عشر

51 7 0
                                    

تقدم هيروكيول خارج المطعم بإتجاه سيارة زاك باهظة الثمن و هو يقول :"زاك سأستعير سيارتك لبعض الوقت".
رد زاك بسخرية بينما يعقد ذراعيه على صدره قائلاً :"أتعلم .... أحيانا أتعجب من أمرك، عضو سابق في منظمة عتيدة فكر في بناء مطعم و لم يخطر على باله شراء سيارة"ثم أضاف قائلاً :"اعرف أشخاصاً ذوي مشاريع صغيرة فقط و مع ذلك انا واثق انه يمكن لأحدهم تلقينك مفهوم الرفاهية"، ابتسم هيروكيول محرجاً و هو يعدل قبعته السوداء قائلاً:"فكرة تستحق أن أفكر فيها الا تظن ذلك؟"،يعتبر زاك سيارته البيضاء إحدى أفضل السيارات في مجموعته و لهذا يحرص عليها حرصاً شديداً حد المبالغة و هكذا أضاف قائلاً:"لا أظن ... على أية حال ... إنها أفضل سياراتي... حسناً أعتقد أن الفكرة وصلت"، أومأ هيروكيول مبتسماً و رد قائلاً :"حسناً حسناً أعدك أنني سأحافظ عليها كما أحافظ على قبعتي".

وسط بحيرة الإحباط و اليأس التي كان كارل يغرق إلى قاعها امتد يد الى ساقه ليسرع من عملية الغرق، و كان تلك اليد هي يد أليكس التي اختطفت شقيقته الوحيدة،أدرك الذئب البني أن كلام رئيسه يعني شيئاً واحداً و هو أنه قد خرج من حساباته بشكل رسمي،خاصة إن استطاع الظفر بماركو من دون مساعدته و بذلك لن يجد اليكس اي ضرر في التخلص منه و من شقيقته بل قد يخرسه هذا عن الأسرار التي قد يكون اكتشفها، جعل ذلك الخاطر كارل يرتجف لمجرد التفكير فيه، لقد أحس الآن كم كان منبوذاً، مجرد ذئب جريح شرد عن القطيع.

كان ماركو يستقل سيارة برفقة رفاق "آندي" إلى نقطة التسليم التي تحدث عنها قائدهم، وجهة مجهولة بالنسبة للشاب المختطف. كان جالساً بصمت يستمع إلى احاديثهم الجانبية و التي جعلته يشعر كم هو سلعة غالية يسعى أحدهم للحصول عليها مما جعل الغضب يأكل فروة رأسه و في قمة هيجانه بدأ يتذكر ماركو كيف انتهى به الأمر في مستودع وسط صائدي جوائز.

ذلك اليوم استيقظ ماركو في تمام الثامنة صباحاً و قد انتشت ملامحه بقناعة ناتجة عن قرار اتخذه بعد تمحيص نهض ماركو ذلك الصباح و هو عازم على وضع يده في يد هيروكيول مستعداً لتحمل العواقب مهما كانت.

بدأ بتناول إفطاره و قد تزامن ذلك مع موعد خروج والدته إلى العمل و قبل أن تفعل وضعت ورقة كانت قد سجلت بها كل اللوازم التي على ماركو شرائها من محل البقالة، بعد ذلك ودعت ابنها و غادرت البيت، مرت خمس دقائق كان قد أنهى ماركو تناول طعامه و غسل صحونه و بينما يهم بالخروج من البيت رن هاتفه، كان المتصل هو كيتارو، تردد قبل أن يرد لكنه قرر أن يفعل في النهاية فقال مجيباً:"مرحباً كيتارو"، رد الاشقر و نبرة حزن مرير تعتلي صوته:"هل الأمر أكبر من أن اعرف عنه شيئاً؟"، اندهش ماركو لسرعة بديهة صاحبه فصمت لبرهة قبل أن يجيب قائلاً:"أنا مقبل على ورطة يا كيتارو و كل ما أرغب به الان هو ابعادك انت و أمي عن الطريق التي وجدت نفسي فيها، و لست انعزل لأني ارغب بذلك"
"فهمت، أرجو ألا يطول غيابك يا رجل"، ضم ماركو شفتيه بمرارة ثم قال:"سأعاود الاتصال بك لاحقاً"، اقفل الخط و خرج لشراء الأغراض.

المغناطيس: الشظاياWhere stories live. Discover now