الفصل الرابع و العشرون

46 5 0
                                    

حمل جين مسدسه و وضعه على خصره و خرج من غرفته تحت جنح الظلام محافظاً على إيقاع ساكن لخطواته و ظل يذرع الرواق الطويل عدة مرات حتى وصل باب المصعد و تقدم الى قلبه ثم ضرب زر آخر طابق كما اعتاد أن يفعل طيلة اليومين الفائتين قاصداً حجرة الزنزانات ليتحرى بإسهاب حقيقة ما يحدث هناك و من دون أن يأخذ روبرت أدنى فكرة عما يقوم به صاحب الأنصال، و ما زاد من حدة شكوك جين هو حقيقة أنه لا توجد أي كاميرات مراقبة ظاهرة في ذلك المكان بشكل متعمد، حاول بكل تخميناته أن يفكر في احتمال آخر لما حصل بحيث لا تكون لروبرت يد فيه، طرف خارجي دسته جهة معادية لكن الفكرة مستبعدة لشدة حصانة المكان، أخيراً بلغ الى الطابق المقصود، تقدم خارج المصعد و الهدوء يجثم في أرجاء المكان فأخذ يتحرك بهدوء خلال الرواق شبه المضاء بينما يسمع أصواتهم التي اعتادها كلياً فلم تتأثر ملامحه القاسية، وصل الى مدخل حجرة الزنزانات فوجد آثار دماء حديثة التفت خلفه ثم اكمل سيره باتجاه الحجرة و ليس ببعيد عن لطخة الدم كان هناك إصبع سبابة يستقر على الأرضية، تقدم أكثر نحو زاوية من زوايا القاعة ليكتشف وجود شخص يتخبط في بركة من دمائه و قد تم تمزيق جسده بعنف حيث فقد حنجرته و عدداً من أصابع يده، قرفص جين عند الجثة و أخذ يتفقدها ليعرف إلى اي مكتب ينتمي حتى وجد شارة معدنية صغيرة معلقة فوق الجيب العلوي لسترته و قد نُقش على الشارة الرقم ستة عشر، عندها أغمض صاحب الأنصال عينيه و تنهد تزامناً مع وقوفه ثم خرج بخطوات واسعة من الحجرة و قد احمر وجهه في ثورة غضب واضحة، عاد الى المصعد قاصداً أعلى طابق بينما يخرج مسدسه نصف الآلي من مكانه مزيلاً صمام أمانه، ظل ينتظر المصعد حتى يصل للطابق المنشود بشيء من الاستعجال فكان يتحرك جيئة و ذهاباً تارة و يمرر يده على شعره الفحمي الطويل تارة و يضع يديه على خصره تارة أخرى، أخيراً بلغ العميل جين وجهته و ما إن انفتح باب المصعد حتى اندفع خارجه مطلقاً العنان لحباله الصوتية فزمجر بغضب قائلاً:"روبرت! روبرت!"، تسارعت خطواته قاصداً مكتب الرئيس التنفيذي للصرح و حينما وصل فتح الباب مباشرة لكنه لم يجد في حجرة المكتب غير الأثاث فازداد احتقانه فصرخ قائلاً:"أيها الوغد المجنون! روبرت أين ذهبت!" غادر المكتب قاصداً غرفة استراحة رئيس المكتب التاسع و من دون تفكير سدد ركلة الى الباب في ثورة غضب جعلته يطير بعيداً، دخل الغرفة بينما تنتشر العروق الزرقاء على طرفي جبينه و عنقه، و وجّه مسدسه الـ"والترp99" نحو روبرت الذي كان يجلس على أريكة مبطنة بينما يضع ساقاً على أختها و قد لاحظ جين أن روبرت لم يغير طريقة جلوسه و لم تدل ملامحه على أي قلق صادر منه بل استمر برسم ابتسامة شاحبة شحوب بشرته و هذا ما أثار حفيظة صاحب الأنصال فتنهد ثم قال:"أمامك ثلاث دقائق لتفسر لي ما رأيته في الطابق الأخير"، اسند صاحب القلادة رأسه الى يده اليمنى و أجاب بهدوء:"و إن لم أفعل؟ هل ستضع رصاصة في رأسي؟"، فجأة شعر جين بحركة خلفه و سمع صوت إزالة صمام أمان فحرّك عينيه باتجاه الشخص الواقف خلفه و قد اكتشف أن هالك هو من يوجه مسدساً الى مؤخرة رأسه و ما إن همّ بالتحدث حتى انقطعت الأنوار فجأة في الغرفة و جميع ارجاء المكان.

المغناطيس: الشظاياDove le storie prendono vita. Scoprilo ora