٩

14.2K 216 27
                                    

الدوحة
منزل عبدالله بن مشعل
قبل صلاة العشاء

موضي تزورهم أخيرا بعد غياب أسبوعين، كانت تنتظر فيهم أن تخف آثار ضرب حمد من وجهها
كانت موضي بمقياس الجمال الاعتيادي أقل جمالا من شقيقتيها لطيفة ومشاعل
ولكنها كانت كما يقولون في أدبنا العربي "مليحة" 
أي أن العين لا تمل النظر إليها
وكان من أجمل فيها شعرها الكثيف الناعم 
الذي كانت تتفنن في قصاته قبل أن تتزوج حمد وكانت كل قصة تبدو عليها مبهرة
ولكنها توقفت نهائيا عن قصه منذ حوالي 3 أعوام ونصف.. أول مرة ضربها حمد!!

موضي مبرمجة حاسوب لم تعمل بشهادتها سوى 6 أشهر
رغم المستقبل المشرق الذي كان ينتظرها
فهي كانت ذكية جدا خلال دراستها، ثم شديدة المهارة والعطاء خلال فترة عملها القصيرة

ولكن حمد أصرَّ عليها أن تترك عملها، كانت تستطيع الالتجاء لوالدها 
وتعرف أنه يستطيع أن يطلب من حمد أن يتركها في عملها
فهي لم تتعب طيلة هذه السنوات لتذهب جهودها هباء
وتعلم أن حمد لن يستطيع معارضة خاله

ولكنها لم ترد إدخال أحد بينها وبين زوجها، كانت تعتقد أنها ستستطيع إقناعه
لم تعلم أن حمد يصبح (أحيانا) مخلوقاً غير قابل للتعامل الإنساني.. فكيف بالإقناع العقلاني!! 

كان بال موضي مشغولا، كانت تخشى العودة لمنزلها
تتمنى لو تستطيع أن تنام الليلة في بيت أهلها
ولكنها تخشى أن يظن حمد أنها اشتكت لأحدٍ من أفعاله

رغم كل ما يفعله حمد معها وقسوته عليها، فهي لا تستطيع أن تحقد عليه!!!!

" هيييييه.. يا المفهيه أنا أقول تبين كأس كرك!!"

صوت ريم الحاد اخترق طبلة أذنها من قرب لينتزعها من عالمها المرّ، ترد على ريم بغضب: وجع، مافيه احترام، أختش الكبيرة أنا، ما أنا بخويتش في المدرسة.

ريم ترقص حاجبيها: أدري أنش أختي العجوز اللي أكبر مني ب15 سنة
والظاهر حكم السن أنش صرتي صمخاء ما تسمعين
ساعة وأنا أصيح يا موضي يا موضي وأنتي عمش أصمخ..
موضي ألتفت على أمها وهي تقول بابتسامة: يمة البنت ذي أنتي متاكدة إنها عمرها 11 سنة
أحيانا أشك أنش جبتي أكبر وحدة فينا في الأخير..

ضحكت أم مشعل لأنها ترى ابتسامة موضي التي طال اشتياقها لها: خبرش ياأمش هذي حشاشة الشيبان..
قالتها وهي تحضن ريم بحنان

كانت مشاعل قادمة من المطبخ بيدها طبق كبير فيه فطائر وهي تقول بمرح:
أسمع طاري شيبان، ماعندنا في ذا البيت شيبان، إلا شباب حلوين.. أولهم جدتي هيا..

الجدة تعتدل في جلستها وتعدل برقعها على وجهها وهي تقول بمرح لطيف: يا حي العرب اللي عندهم نظر..

لطيفة تبتسم وتقول لجدتها: يمه على ذا الزين كله.. ما تبين لش صبي مزيون نزوجش إياه..

الجدة بغضب: اقطعي واخسي يا بنت عبدالله، لو أن مشعل قد قطَّع العقال على ظهرش كان عرفتي تحشمين اللي أكبر منش..

اسى الهجران Where stories live. Discover now