شقة مشعل بن عبدالله
هيا تقول بخفوت:
مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها
مشعل يتجاوزها وهو يلقي بنفسه على الأريكة ويقول بإرهاق:
فيه غرفة نوم فاضية جنب غرفتي الحين بأشيل شناطش فيها
ولا تخافين ماني مطالبش بشيء غير إنش تخفين من عصبيتش
تراني مافيني صبر على الحنّة الواجدة..هيا بنبرة غضب: تهددني؟؟
مشعل بتأفف: الله يهداش بس.. دائما متحفزة ومستعدة للهجوم
ترا أنا ما أنا بعدوش.. عشان أهددشهيا أخذت نفسا عميقا.. وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
ثم دخلت لداخل الشقة لإكتشافها ولفسخ عباءتها
تشعر بالخجل من خلع عباءتها والجلوس أمام مشعل بدونها
ولكن لابد أن تعتاد على ذلك عاجلا أو آجلافتحت باب الغرفة الأولى
اكتشفت فورا إنها غرفة مشعل
مكتب مكدس عليه كتب
وملابس ملقاة على السرير
ورائحة عطر رجولي فخم داعبت أنفها فور فتح الباب
شعرت بالخجل يكتسحها
أغلقت الباب وتوجهت للغرفة الأخرىكانت غرفة نوم أنيقة ونظيفة وخالية تماما
سوى من بعض ملابس رجالية في الدولاب
أزاحتها هيا إلى الجانب
لأنها لا تعلم ملابس من هيخلعت عباءتها وحجابها وعلقتهما
نظرت لنفسها في المرآة
كانت ترتدي بنطلونا واسعا أسود اللون
وبلوزة سماوية لنصف فخذها
وشعرها مجموع في صرة أسفل رأسها
مطلقا ليس منظرا مناسباً
ليكون المرة الأولى التي يرى فيها زوج زوجته
ولكن هل هما زوج وزوجة فعلا؟؟
وهي سارحة في أفكارها
طُرق الباب
كان مشعلا يحمل حقائبها
حقيبتان ضخمتان يحملهما بخفة
همست بخجل: ادخلدخل مشعل ثم وقف في منتصف الحجرة ليضع الحقائب
وهو يشعر بحرج غير مفهوم
بدت له رقيقة وضئيلة
بعيدا عن العباءة التي كانت تخفي معظم تفاصيلها
اعترف لنفسه أنه مبهور بعنقها الطويل الشامخقال كمحاولة لتبديد احساسه:
الملابس اللي في الدولاب ناسيهم راكان ولد عمي لما زارني العام..
حطيهم في كيس وفضي الدولاب لش..هيا بهدوء: إن شاء الله
أجابها بذات الهدوء: محتاجة شيء ثاني؟؟
هيا بهدوء: لا شكرا
ثم استدركت بحزن عميق: مشعل أغراض أمي وش سويتوا فيها؟؟مشعل بهدوء: الملابس كلها في شناط وخليتها عند إمام المسجد
لين أشوف إذا أنتي موافقة خليته يدخلها في التبرعات
وباقي الأغراض بتلاقينها في شناطش
والكراتين اللي برا فيها كتبش
وبكرة باشتري لش مكتب
بيت مشعل بن محمد
وجبة الغداء
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...