٦٠

14.7K 223 7
                                    

القاهرة /فندق الفورسيزونز

منال توجه الحديث لأحد مساعدي زوجها:
فتحي لو سمحت انده يوسف ئول له مامتك عاوزاك حالا
باكينام شعرت أن قلبها نزل إلى أخمص قدميها
لم تكن بحاجة لترى يوسف هذا لتعرف من هو
رغم صعوبة التخيل وتباعد طرفيه
من نادل لابن واحد من أغنى أغنياء مصر
ولكن واحداً زائد واحد يساوي اثنين

يوسف؟؟.. ومعها بذات الجامعة؟؟.. ويعرفها؟؟

ناتج جمع الاحتمالات: لا أحد غيره
رغم استحالة التصور الذي جعلها تشعر بألم في أسفل معدتها
وألم أشد في رأسها الذي شعرت فيه بصداع حاد ناتج عن إرتفاع ضغطها فعليا
وألم أشد وأشد في عروق قلبها التي تكاد تنفجر من ضغط الدم المتدفق بكثافة لشرايينه
لا تتخيل أن تراه
بل يستحيل أن تراه

كانت تريد الهرب قبل يصل
(لِمَ الآن؟؟ ولِـمَ هنا؟؟)

باكينام بأدب وهي تتحكم تماما بطبقة صوتها حتى لا تشي بالبركان الذي ثارت حممه في داخلها:
خلاص اسمحوا لي أستأزن
ستي لسه واصلة من لندن ولازم أرجع ليها

منال أمسكت بيدها: تروحي فين.. ده يوسف جننا عشانك
وهو عامل لك سربرايز الليلة تروحي إزاي

"تروح فين؟؟"
الصوت العميق الساحر الذي ألهب خيالها وأحلامها وقلّب كل مواجعها وأقسى آلامها
الصوت ذاته
ذاتــــه

منال بحنان: أهلا ياحبيبي.. تعالى.. باكينام عاوزة تروح.. خد بالك منها
أنا وسوزي هنشوف العواجيز اللي زينا
لم تكن سوزان تريد ترك ابنتها مع هذا الشاب الذي بدا لها بحضوره الكاسح خطرا كاسحا 
ولكن منال همست لها عدة همسات جعلت سوزان تبتسم وتنسحب معها

باكينام لم تنتبه لانسحاب أمها ومنال
لم تنتبه لشيء ولا لأحد
المئات حولهما
ولكن كل هذه الحشود تحولت لسراب.. لخيالات
أمام حقيقة راسخة واحدة

يـوســف
يــــــــوســـــف

بدا لها أكثر وسامة.. أكثر إيلاما في طقم رسمي أسود أبرز عرض كتفيه
مختلف.. مختلف جدا
هل بسبب عبق الغنى والنفوذ الذي يحيط به؟
لا.. لا
إنها نظرته المختلفة
نظرة عتب وحزن....... وقسوة

صامتان
تمور بهما وحولهما عشرات الانفعالات

باكينام كانت أول من تكلم وهي تقول بثقة 
وكل عروقها المجنونة تحضر وتصطرع التركي والإيرلندي والانجليزي والمصري
وهي تحاول التركيز مع كل الآلام التي اجتاحتها مع رؤيته:
أتمنى إنك مش جايبني هنا عشان تهزئني

يوسف ببرود: أنا مش رخيص للدرجة دي عشان أعملها
مع إنها فكرة حلوة
أرد الإهانة بإهانة
بس أنا ما أنزلش نفسي للمستوى التافه ده
لأني مش تافه وفاضي زيك
أنا جايبك لسبب.. بس أهم أهم بكتير

اسى الهجران Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin