٩٨

17.1K 209 20
                                    

مجلس آل مشعل
بعد صلاة العشاء

راكان يدخل للمجلس
ويقف الجميع للسلام عليه

بينما مشعل بعد أن سلم عليه.. خرج لخارج المجلس واستخرج مسدسه من جيبه وأفرغ المشط كاملا في الهواء احتفالا براكان

راكان كان يسلم على الرجال ويستقبل تهانيهم وسلاماتهم بينما عيناه تبحثان عن وجه ما
حتى التقت العينان بالعينين
تم السلام بصورة طبيعية لم تلفت انتباه أحد
ولكن النظرات لم تكن طبيعية مطلقا
خليط من غضب حاد وغيرة موجعة

كلاهما يعرفان تماما قيمة المرأة التي خسرها أحدهما وكسبها الآخر
خسارة فادحة لأحدهما.. وربح مبتور للآخر

ولكن كلاهما قررا أن يكبرا عقليهما
حتى لا ينقلا مشاعرهما للعلن
فبينهما قرابة ويحكمهما العرف 
جلسا كلاهما وفي مكانين متباعدين
وكل واحد يغرق في مشاعر عميقة من الوجع

حمد كان يحاول تجاوز كل هذا
موضي لم تعد له.. ولن تصبح له يوما.. شعور مؤلم وجارح لأبعد حد ولكن لابد من تجاوزه
تكفيه حاليا فرحة صغيراته الثلاث به
يريد أن يعوضهن عن كل حرمان
أن يشعرهن بأبوته وأخوته.. أن يدللهن كما يستحققن منه

ولكن مشاعر راكان كانت أكثر تعقيدا وألما ووحشية
كان ينظر لحمد وهو يود انتزاعه من مكانه وتحطيم وجهه ونسف هذه الابتسامة الرتيبة التي يرسمها على وجهه

(تزوج موضي لأربع سنوات
كم مرة لمسها خلال هذه السنوات؟!! وكم مرة ضربها؟!!
كم قبلة قبلها؟!! وكم مرة أدمى شفتيها بصفعاته؟!!
كم مرة أمسك بأناملها بين يديه؟!! وكم مرة اعتصر أناملها بقسوة؟!!
كم مرة مسح على شعرها؟!! وكم مرة مزّق شعرها؟!!)

راكان يكاد يجن من هذه الافكار.. يحترق.. يتناثر.. وجعا وغيرة وألما

(حمد يبتسم بينما موضي مازالت تعاني مما فعله بها
سأراها بعد قليل لأجدها تلتف مني وتخفي المها عني
وهي ترى نفسها امرأة ناقصة لابد أن تخفي عيوبها
بعد أن سلبها هذا الحقير ثقتها بنفسها
وامتهن روحها وجسدها
جسدها الذي يستنـزفني الاشتياق له.. بينما هي تراه أقل مما استحق بعد أن ترك ذلك الحيوان آثار ضربه عليه)

راكان حينما وصلت أفكاره لهذا المستوى بدت قبضته تتقلص بشدة وهو يحاول السيطرة على نفسه

"وش فيك راكان؟"

راكان يجاوب الجالس جواره بهدوء ظاهري: مافيني شيء أحمد؟؟ 

أحمد بمودة: زين طال عمرك.. أنا لازم أستاذن.. 
سمو الأمير الله يحفظه بيسافر عقب يومين للكويت
والليلة عندنا اجتماع عشان اللي بيسافرون الفجر في الوفد المرافق اللي بيوصل قبل سموه

راكان بحزم: انتظرني.. والله ماتروح لين تعشى..
ثم بأروح معك.. عندي أصلا شنطة مجهزة في الديوان لحالات الطوارئ

اسى الهجران Where stories live. Discover now