١٠٤

22.5K 232 33
                                    

موضي أنهت استحمامها
خرجت ملتفة بفوطتها وروبها.. والتعب بادٍ تماما على وجهها

قفز راكان واقفا وهو يمد يده لها فور أن رآها
موضي وضعت كفها في كفه المحتوية وكأنها تستمد القوة من قوته

راكان احتضن كفها بحنو وهو يقول لها بحزم حنون: شوفي سالفة القولون الملتهب خلاص ما تدخل مخي
قولي لي وش فيش.. ولا تدسين شيء علي

موضي أنزلت عينيها للاسفل وسالت دموعها بصمت
راكان بجزع حقيقي وقلبه يتمزق شظايا متناثرة: ودموع بعد؟!! والله إن السالفة كايدة

موضي بضعف: راكان يمكن تستغرب بس أنا مبسوطة.. مبسوطة فوق ما تخيل.. سعيدة سعادة عمري ماعشتها

راكان بدهشة عميقة: مبسوطة وأنتي مريضة وتبكين؟!!

موضي بصوت مستنزف من الإرهاق: اسمعني راكان
أدري إنه يمكن كان عندك مخططات تبي تسويها في حياتك بعيد عني
وفي قلبك حبيبة يمكن باقي لها مكان فيه
وأنا ما أقدر أمنعك من أي شيء تبي تسويه
بس تكفى راكان تكفى... حتى لو ماكنت مبسوط بالخبر
بيّن إنك مبسوط عشاني.. لا تكسر فرحتي

راكان بتوجس: أي خبر؟!!

موضي بتوتر وترقب رقيقين وهي تدعك أناملها بحدة:
أنـــــا حـــــامــــــــل !!!
راكان قطب جبينه وهو يركز في تفاصيل وجهها المتعب
اعتقد إنه ربما سمع خطأ..
هل يعقل ما سمعه؟!!
هل يعقل؟!!
لم يتخيل أن كل هذا الكم المهول من السعادة كان يخبئه له الله عز وجل!!

حلم كثيرا بشيء غامض وعميق سيربطه يوما بموضي
رباط أزلي أبدي 
لم يعلم ماهو هذا الشيء.. تمناه بكل الوجع.. وتمنى أن يحدث هذا الشيء وبسرعة
فما عاد به طاقة للاحتمال
ولكن لم يخطر له أن يكون هذا الشيء بهذه الروعة
طفل!!
طفل!!

راكان شعر بثقل في لسانه.. يخشى أن يكون الخبر مجرد خطأ بالسماع.. همس ببطء موجوع: عيدي موضي اللي قلتيه

موضي شعرت بالاختناق: تكفى راكان أنا مبسوطة إني بأصير أم لولدك.. لا تكسر فرحتي.. هذي نعمة من رب العالمين

حـــيـــنــــهـــا
أشرق وجه راكان.. أشرق بشكل ثوري..
جـــذري..
غير مسبوق
كان وجهه كشمس بزغت بعد طول غياب
برزت من خلف سحابات سوداء طال مقامها
همس بسعادة حقيقية ونبرة موجعة مثقلة بالرجاء: أنتي اللي لا تكسرين فرحتي
متأكدة موضي إنش حامل؟؟.. تكفين لا تمنيني وأنتي منتي بمتأكدة

ابتسمت موضي وسعادة مختلفة عميقة متجذرة تتسلل لروحها: متأكدة إن شاء الله
أصلا خلاص بأدخل الشهر الثالث

حــيــنــهـــا
احتضن راكان وجهها بين كفيه باحتواء حانٍ وهو يغمر وجهها بعشرات القبلات العميقة الدافئة 
ويهمس بين كل قبلة والأخرى بسعادة وعمق متجذرين حتى أقصى مساحات الأفق:
أحبش..
والله العظيم أحبش
واللي خلقش وخلقني أحبش

اسى الهجران Where stories live. Discover now