اليوم التالي
نهار السبتفارس في سيارته ويخرج من بوابة بيته للخارج
وهو خارج رأى سيارة ناصر تخرج من بيت عمه المجاوراتصل بناصر: وقف خلني أعطيك البطاقات اللي طلبتها
مهوب تقول باقي اثنين ماعطيتهم بطاقاتناصر بهدوء: خلاص أوكيه
تصادفت السيارتان في الخارج بشكل متعاكس
كان هناك من تجلس بجاور ناصر
ورغم أنه لا يظهر منهما شيء إطلاقا
فطرف الشيلة مسدل على فتحي العينين
وأكمام العباءة مضفاة على كفيها
ولكنه لم يحتج من يخبره من هي
فقلبه أخبره من تكون
وروحه التي غادرته منذ زمن لتحلق حولها أخبرته من تكونكل منهما أشاح حتى لا ينظر للآخر وحتى يُشعر الآخر بذلك
ولكن كل منهما استرق من النظرات الكثير
هو من تحت نظارته الشمسية
وهي من تحت شيلتها التي تغطي عينيها(أخ.. الله يعدي ذا الأيام بسرعة على خير
وتقعدين جنبي أنا)(إيه ما ألومهم البنات يغازلونه
الأخ كاشح ومتعدل كنه رايح عرس)فارس بنبرة عدم اهتمام مصطنعة وهو يناول ناصر البطاقات:
وين رايح؟؟ناصر بتلقائية: الأهل عندهم موعد عند دكتور الأسنان
فارس غصبا عنه اشتعل: دكتور وإلا دكتورة؟؟
ناصر بخبث: والله مهوب شغلك..
فارس من بين أسنانه وهو يقول بحزمه الطبيعي:
ناصر أنا سألت سؤال محدد تجاوبني جواب محدد
سألتك دكتور وإلا دكتورة؟؟العنود دقات قلبها بدأت بالتصاعد
(يعني مهوب أنا بروحي اللي أغار)ناصر بذات الخبث: دكتور.. وش عندك؟؟
فارس بحزم: رجعها.. مافيه روحة
ناصر يضحك: ماني متفرغ لك وإلا كان طولتها عليك شوي
تأخرنا على الدكتورة
سامعني.. الـــــدكــتــورة.. تاء تأنيث في الأخرفارس يشتعل من الغضب من ناصر الذي بالغ في إحراجه أمام العنود
أغلق نافذته وتحرك دون أن يرد على ناصرالعنود كانت تبتسم.. شعرت أنها انتقمت منه انتقاما لطيفا ممتعا
لكنها همست لناصر بخجل: حرام عليك احرجتهناصر يلتفت لها وهو ينظر لها بنصف عين: عشتو.. الأخت شايلة همه؟؟
بعد صلاة الظهر
بيت مشعل بن محمدلطيفة في المطبخ الداخلي
تصنع حلوى سريعة من أجل الغداءمشعل عاد من الصلاة هو وأبناؤه
محمد وعبدالله صعدا لشقيقتيهماومشعل أطل في غرفته ولم يجد لطيفة
عرف أنها لابد في المطبخ
نزل لهاوجدها منهمكة في عملها
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...