٥٩

15.2K 201 8
                                    

اليوم التالي
نهار السبت

فارس في سيارته ويخرج من بوابة بيته للخارج
وهو خارج رأى سيارة ناصر تخرج من بيت عمه المجاور

اتصل بناصر: وقف خلني أعطيك البطاقات اللي طلبتها
مهوب تقول باقي اثنين ماعطيتهم بطاقات

ناصر بهدوء: خلاص أوكيه

تصادفت السيارتان في الخارج بشكل متعاكس
كان هناك من تجلس بجاور ناصر
ورغم أنه لا يظهر منهما شيء إطلاقا
فطرف الشيلة مسدل على فتحي العينين
وأكمام العباءة مضفاة على كفيها
ولكنه لم يحتج من يخبره من هي
فقلبه أخبره من تكون
وروحه التي غادرته منذ زمن لتحلق حولها أخبرته من تكون

كل منهما أشاح حتى لا ينظر للآخر وحتى يُشعر الآخر بذلك
ولكن كل منهما استرق من النظرات الكثير
هو من تحت نظارته الشمسية
وهي من تحت شيلتها التي تغطي عينيها

(أخ.. الله يعدي ذا الأيام بسرعة على خير
وتقعدين جنبي أنا)

(إيه ما ألومهم البنات يغازلونه
الأخ كاشح ومتعدل كنه رايح عرس)

فارس بنبرة عدم اهتمام مصطنعة وهو يناول ناصر البطاقات:
وين رايح؟؟

ناصر بتلقائية: الأهل عندهم موعد عند دكتور الأسنان

فارس غصبا عنه اشتعل: دكتور وإلا دكتورة؟؟

ناصر بخبث: والله مهوب شغلك.. 

فارس من بين أسنانه وهو يقول بحزمه الطبيعي:
ناصر أنا سألت سؤال محدد تجاوبني جواب محدد
سألتك دكتور وإلا دكتورة؟؟

العنود دقات قلبها بدأت بالتصاعد
(يعني مهوب أنا بروحي اللي أغار)

ناصر بذات الخبث: دكتور.. وش عندك؟؟

فارس بحزم: رجعها.. مافيه روحة

ناصر يضحك: ماني متفرغ لك وإلا كان طولتها عليك شوي
تأخرنا على الدكتورة
سامعني.. الـــــدكــتــورة.. تاء تأنيث في الأخر

فارس يشتعل من الغضب من ناصر الذي بالغ في إحراجه أمام العنود
أغلق نافذته وتحرك دون أن يرد على ناصر 

العنود كانت تبتسم.. شعرت أنها انتقمت منه انتقاما لطيفا ممتعا
لكنها همست لناصر بخجل: حرام عليك احرجته

ناصر يلتفت لها وهو ينظر لها بنصف عين: عشتو.. الأخت شايلة همه؟؟
بعد صلاة الظهر
بيت مشعل بن محمد

لطيفة في المطبخ الداخلي
تصنع حلوى سريعة من أجل الغداء

مشعل عاد من الصلاة هو وأبناؤه
محمد وعبدالله صعدا لشقيقتيهما

ومشعل أطل في غرفته ولم يجد لطيفة
عرف أنها لابد في المطبخ
نزل لها

وجدها منهمكة في عملها

اسى الهجران Where stories live. Discover now