الدوحة
بعد صلاة العشاء
منزل محمد بن مشعلمشعل وصل للتو من المطار
قادم للسلام على والديه أولا
يشعر بسعير نار محرقة
ولهفة كاسحة عميقة لرؤية لطيفة بالذات
مثقل بمشاعره التي يريد سكبها بين جنبيها
متعب من الكبت ومستنزف من الشوقبعد أن سلم على والدته والعنود سأل عن مريم
أم مشعل بهدوء: في غرفتها.. العصر راحت مع لطيفة
ومن يوم رجعت وهي مسكرة على نفسها البابمشعل صعد لغرفة مريم
طرق الباب سمع صوت مريم الخافت: ادخل يابو محمدمشعل حين دخل فُجع بمنظر مريم
كان واضحا تماما أن لها ساعات وهي تبكيمشعل شعر أن قلبه انتزع من مكانه، فمريم لا يبكيها إلا أمر جلل
سألها برعب: مريم وش فيش؟؟مريم وقفت وألقت بنفسها على صدره وهي تبكي بمرارة:
لطيفة يا مشعل لطيفةمشعل شعر كما لو أوردة قلبه وشرايينه قطعت جميعها.. وريدا وريدا وشريانا شريانا
وهو يهتف برعب صرف: وش فيها لطيفة؟؟لطيفة كانت طلبت من مريم ألا تخبر أحدا
ولكن مريم رأت أن مشعل بالذات لابد أن يعرف
فلطيفة تحتاج إلى من يقف إلى جوارهامريم أخبرت مشعل بكل شيء وهي تشهق بمرارة بين عباراتها
كل كلمة كانت مريم تقولها كانت سكينا مسنونة
تنغرز في جسد مشعل بوحشية لتمزق أشلائه وتنثر دمائه أمام عينيه
شعر بألم متوحش يخترق صدره ليمزق كل خلية نابضة في جسده
ويحيلها رمادا(لا لا ياربي لا..
كله ولا لطيفة.. كله ولا لطيفة
اخذني أنا..
خذ عمري كله وعطه لطيفة
ليه أعيش في الدنيا ولطيفة مهيب فيها
لا تخليني يا لطيفة
لا تخليني..
إذا أنا أهون عليش
عيالش يهونون عليش؟!!
لمن تخلينهم؟؟
عيالش صغار.. محتاجينش
لا يا لطيفة.. لا
لااااااااااااااااااا)بعد ذلك بقليل
غرفة لطيفة
لطيفة تجلس على السرير
تحتضن هاتفها بيدها بعد أن أنهت مكالمة هامة
عاجزة عن احتمال انفعالها
الانفعال يهزها كالزلزال
وعيناها ممتلئتان بالدموعوهي على هذه الحال
دخل مشعللم تنتبه لدخوله حتى شعرت بكفيه قويتان حانيتان على عضديها
وهو يقف أمامها ويرفعها بخفة
ليحتضنها بعنف كأنه يريد أن يخفيها بين ضلوعه
يريد أن يحمل عنها الألم والوجع
ويخفيها عن المرض عله ينساها ويتركها له
الألم يلتهم روحه.. والندم يأكله على كل لحظة أضاعها عليه وعليها
كان يشدد احتضانها أكثر وأكثر وأكثر..
وهو يستنشق عبير شعرها بعمق
كأنه يستنشق عبير روحها التي ستفارقه
يحتضنها بعمق.. ويستنشق رائحتها بعمق
كأنه يريد أن يطبع تفاصيل جسدها على جسده
ويخزن عبق رائحتها في ذاكرته
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...