٤٢

14.2K 215 14
                                    

غرفة هيا
الساعة 1 بعد منتصف الليل

اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو
ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له
الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها

ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل..
مشعل بهدوء: صحيتش؟؟

كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم
ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت..

مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟

هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم..

مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح..

هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة: 
مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة أو لا

مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين
احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين 
مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين
أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة
استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟

هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟

مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!!

هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين

مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟
وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي..

هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط

مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟

هيا بعتب: ليه مالي حق؟!!

مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي..

هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة
ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما
لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة:
باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك
وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها

ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل
لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟

هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية 
توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة
ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني

مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟

هيا بحرج أكبر: براحتك

مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير..

هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة
ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان:
بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي
وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي
ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام.. 
وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها

الساعة 2 الظهر
مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية
وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت

اسى الهجران Where stories live. Discover now