بيت حمد بن جابر
عقب صلاة المغربحمد يعود من الصلاة
يمر بوالدته في غرفتها وهي تقرأ أذكارها
يقبل رأسها ويجلس جوارها على الأرضأم حمد بابتسامة: وش عندك؟؟
حمد يقطب جبينه: ليش ماقلتي إنها دبة؟!!
أم حمد بغضب: من اللي يقوله؟!! اكيد معالي الكلبة.. زين علوي الزفت دواها عندي
حمد يضحك: بس يمه.. أمزح معش..
توكلي على الله.. إسألي المره قبل وقولي لها يمه بصراحة عن وضعي وإني ما أجيب عيال.. لازم توافق وهي على بينةأم حمد بفرحة: إن شاء الله أبشر.. وإن شاء الله بتوافق
حمد خرج من عند والدته.. ونورة سارعت للاتصال بلطيفة
بعد المغرب
بيت محمد بن مشعلسيارة فارس تتوقف في باحة البيت
العنود تنزل من الأعلى مرتدية عباءتها.. ونقابها في يدها
تنزل بحقيبة يدها فقط دون أي ملابس أو حقائب كبيرة.. كما جاءتهم تمامامشاعل وموضي ومريم جميعن متواجدات مع أم مشعل
فهن يعلمن أن أم مشعل ستتأثر لعودة العنود حتى وإن أنكرتالعنود عيناها امتلئتا بالدموع وهي ترى والدتها تحاول إخفاء دموعها
اقتربت من والدتها لتقبل رأسها وتهمس لها بشجن:
مهوب أنتي اللي ماعاد باقي إلا تطرديني.. وكل يوم تقولين لي ارجعي بيتش
هذا أنا بارجع.. ليش الدموع جعلني فدا عيونشأم مشعل بصوت مختنق وهي تخفي سبب حزنها: مستانسة يأمش برجعتش لبيتش
العنود تحتضن والدتها بخفة وهي تحاول منع نفسها من البكاء..
لأنها تعلم استعدادها لإسالة نهر كامل وخصوصا أن أعصابها مشدودة تماما
همست في أذن والدتها: يمه بيتي جنب بيتش وبيننا باب.. مافيه شيء بيتغير.. كل يوم عندش يالغاليةموضي بمرح لإنعاش الأجواء: ييمه خليها تفارق لبيتها.. تفضي الأجواء لي أنا وأختي وعيالنا
أم مشعل بشجن: كلن له غلاه يا بنتي.. كلن له غلاه
موضي تبتسم: بس هي غلاها واجد نبي نستولي عليه ونضمه لأملاكنا
ثم أردفت وهي توجه حديثها للعنود: وأنتي روحي لأخي.. خاس في السيارة
مريم شدت العنود ناحيتها وهمست في أذنها بهدوء رقيق: الزعلة ذي إن شاء الله ما تكرر.. رجالش وعرفتي طبايعه ياقلبي
ولو مهما صار لا تكررين طلعتش من بيتش.. البيت كبير ازعلي عليه وأنتي في بيته..همست العنود بضعف: إن شاء الله مريم حفظت درسي
مشاعل تقبل العنود وتهمس لها بدورها بخفوت: فارس يحبش فوق ما تخيلين يالعنود
شوفي حاله عقب ماطلعتي من بيته.. الولد كان بيموت..
طالبتش ما تزعلين عليه.. ولو زعلتي ما تطولين عليه الزعل.. روحه معلقة فيش
لو أنتي ماحسيتي.. أنا حسيت وزيادة
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...