غرفة مريم
الساعة 11 ونصف مساءمريم كانت تقرأ وردها المسائي من القرآن حتى موعد صلاة قيامها
لتنام بعدهابابها يُطرق.. بهدوء: تفضل مشعل
مشعل يدخل وهو يبتسم: خاطري مرة أفاجئش
مريم بابتسامة صافية: الله يديم فضله علينا
والحمدلله على نعمة السمع والشم والحركة
الله سبحانه خذ حاسة لكنه دعّم الحواس الباقية
ما أكرمه عز شانه هو أرحم بعباده منهم بأنفسهممشعل يطبع قبلة على رأسها وهو يهتف بإيمان: الله يثبتنا على دينه
ثم استطرد: أشلونها بنت عمنا الجديدة؟؟
مريم بعذوبة: ماشاء الله عليها تجنن.. والنفس تنشرح لها
ثم أكملت بنبرة خاصة: بس أكيد منت بجايني عشان تنشد عن بنت عمك
واستطردت بتوتر: لا تكون عادك على سالفة إنك تبي تزوج على لطيفةمشعل يبتسم: لا حرمت.. ما أبي حد غير أم محمد.. ولا حد يملا عيني غيرها
مريم تبتسم: ياحي ذا الكلام الزين..
طيب خلاص دام السالفة مافيها عرس على لطيفة.. خلاص قول اللي تبيمشعل بنبرة خاصة: السالفة فيها عرس
بس عرس ناس ثانينمريم باستفسار: من؟؟
مشعل بحنان: أنتي
غرفة مشعل بن عبدالله في بيت والدهمازالت موضي تثرثر
وهيا متوترة جداموضي تفتح الدواليب: ترا اشترينا لش طقم فوط وأرواب جديد
تلاقينه هنا
أطقم عطور وكريمات وميكب على التسريحة
إن شاء الله يعجبش ذوقنا فيهمثم أكملت بخبث: وهنا هديتي الخاصة أنا ولطيفة
ثم فتحت دولاب ضخم في غرفة الملابس كان ممتلئا تماما
بأطقم نوم مختلفة الألوان والأشكال والخاماتثم أكملت موضي بحماس: جبنا كل شيء ممكن يخطر على بالش
عشان لو ماعجبش شيء يعجبش الثانيوجه هيا تلون بعشرات الألوان
لم يخطر ببالها يوما هذه الأشياء
وهي تشعر بألم في رأسها من الخجل الذي اكتسحها(ماذا تبقى أيضا من مفاجأت هذا اليوم؟!)
موضي برقة: خلاص أنا خلصت جولتي التعريفية
وخرقت أذنش
وأكيد أنتي تبين تتسبحين وترتاحين وتتخلصين مني!!هيا برعب: لا وين بتروحين؟؟ اقعدي..
موضي تضحك: وين أقعد؟؟!! تبين مشعل يجي يلاقيني ويشوتني
خليني أطلع بكرامتي..موضي خرجت وتركت هيا لهواجسها وانفعالاتها
هيا قررت أن تستحم أولا
الحمام كان ممتلئا بمختلف أنواع الشامبوهات والكريمات والشاور جل وعلب أخرى مختلفة
ورغم أن هيا كانت نظيفة جدا وتستحم أحيانا مرتين في اليوم لو كان الجو حارا
ولكن هذا الهوس بتدليل الذات لم يكن من أولوياتها
شامبو وبلسم ودعك جسدها بالشاور جل بسرعة هو أقصى مايحتمله وقتها المشغول دوما
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...