أمام مصحة حمد النفسية في القاهرة
في سيارة باكينام
نار تشتعل بين راكبي السيارة
كان يوسف يمسك معصم باكينام بقسوة وهو يهمس لها بغضب هادر لم تراه مطلقا في حياتها كلها:
لحد هنا وكفاية.. كان ممكن أسامحك على أي حاجة إلا أنك تخبي علي حاجة زي ديئولي لي إيه اللي بينك وبين الراجل اللي اسمو حمد جابر
باكينام بغضب مشابه: وأنا ما أسمحش ليك إنك تسألني بنبرة الشك دييوسف بذات النبرة المرعبة: أنتي مالكيش حق تسمحي أو ما تسمحيش
لأني اديتك الحق أكتر من مرة.. بس أنتي حلي لك إنك تستغفلينيباكينام باستنكار: أستغفلك؟؟
يوسف بحدة: أه تستغفليني.. أمال تسمي إيه إنك كل يوم والتاني تنطي لراجل غريب تزوريه وتشتري له هدوم كمان
دا أنتي بتتكلمي معاه في مرة وحدة.. أكتر من كل المرات اللي تكلمتي فيها معايا
أنا كنت عاوز أنط لك وأنتي معاه وأعرفك أصلك ئدامه .. لكن لما سألت عنه... عرفت إنه مريض وحالته صعبة.. وكان متجوز وبيحب مراته..
فالعتب كلو على اللي راميه نفسها عليه.. وهي اللي لازم تتحاسبأنا في الأول حبيت إني أسدء ثقتي فيكي.. ئلت أهو مريض بتزوريه
لكن لما سألتك أول مرة كنتي فين.. خبيتي علي
تاني مرة سألتك عندك حاجة عاوزة تئوليها لي.. برضو خبيتي علي
لما أنتي بتحبيه أو يمكن بينكم حاجة تتمي حكاية جوازنا ليه؟؟باكينام تحضر كل عروق كبريائها وتصطرع بجنون.. يستحيل أن تشرح أو توضح
كانت ببساطة تستطيع أن تقول أنه ابن عمة هيا ويتعالج هنا بشكل سري
وهيا وصتها أن تزوره.. والملابس دفع ثمنها وزيادة.. وهذه هي الحقيقة فعلا
ويوسف يعرف هيا جيدا.. وكان الإشكال سيحل فورا
لكنها يستحيل أن تريحه بعد أن سمح لنفسه بالشك فيها لدرجة مراقبتهالذا ردت عليه بحدة مشابهة : أنا اللي تممت جوازنا؟؟
مين اللي فرض كل حاجة عليا؟؟يوسف بمرارة: بلاش اللعبة دي.. لو كنتي ئلتي إن ئلبك مشغول بغيري من يوم الحفلة
أنا كان مستحيل أجبرك على حاجة
أنا مش رخيص عشان أفكر في وحدة بتفكر في غيري
لكن أنا أفتكرت ئلبك خالي وبتعاندي وهيجي اليوم اللي هائدر أنا أملاه
بس إنك تستغفليني بالطريئة الحقيرة دي.. كانت حاجة رخيصة أوي
وأنتي طلعتي أرخص بكتير من أي حاجة تخيلتهاباكينام شعرت بألم حقيقي يمزق شرايين قلبها مع اتهاماته المريعة
إلى هذه الدرجة يراها سيئة؟!!
إذا كان لا يعرفها.. ولديه هذه القدرة على تصديق كل هذه الحقارة عنها
فهي ليست لديها القدرة للتفسير
يستحيل أن تبرر نفسها أو أن تسمح له أن يجعلها في موضع اتهام حقير كهذا
كرامتها تأبى عليها مجرد التفكير في اتهاماته فكيف ترد عليها حتى؟؟باكينام همست له ببرود: أنته لساك على البر
طلئني وكل واحد يروح في طريئهيوسف بغضب حاد وهو يمسك بوجهها بين أصابعه ويعتصره:
حقيرة ورخيصة وأنانية.. تفو على دي أخلاء
لما فشلتي تكملي التمسيلية عليا.. عاوزة تخربيها وتئعدى على تلها
فرحنا ئريب وهيكون في موعده
وفي واشنطن أنا اللي هأعرف أربيكي
إما خليتك تندمي على استغفالك لي ما أكونش يوسف عزت
الدوحة
بعد الغداء
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...