٩٥

21.2K 246 25
                                    

ذات الليلة الطويلة
بيت راكان

موضي بقيت في الصالة جالسة يلفها حزنها وأساها ويحيط بروحها إحاطة السوار بالمعصم.. 
وأكثر ما يضايقها أنها ضايقت راكان.. بل ضيقها كله تحول ليكون من أجله.. ومن أجله فقط!!
توقعت أنه سيعود بعد أن يستحم.. لذا بقيت جالسة لتطيب خاطره.. لتنتزع ضيقه وغضبه
ولكنه لم يعد.. وانتظارها طال
حينما طال انتظارها كثيرا.. توجهت للغرفة بخطوات مترددة
وجدته فرش فراشه وتمدد

آلمها أنه فرش فراشه بنفسه.. فهي من اعتادت على فعل ذلك
وآلمها أكثر أنه نام وهو عاتب عليها.. أو ربما غاضب!!

تنهدت وهي تتوجه للحمام لتغتسل
وتنهد هو تنهيدة أعمق وهو يسمع صوت باب الحمام يُغلَق
فهو تحاشى فتح حوار معها لأنه يخشى أن يثور..وهو يعلم أن ثورته ستكون مرعبة
وهو لا يريد أن يثور عليها.. بل يريد أن يحتويها
ولكن مبالغتها في الضعف والانكسار أصبحت تثير غضبه فعلا لأنه لا يرى مبررا لها
حين عرضت عليه أن يتزوجها قبل أكثر من شهرين وهي تصف نفسها أنها ماعادت تصلح لرجل لا جسديا ولا نفسيا
توقع أنها لابد أصبحت في شبابها امرأة دميمة أو معدومة الجمال أو تعاني من تشويهات حادة.. ومع ذلك وافق أن يتزوجها
ولكنه وجد أمامه وفي عينيه هـو آية من الجمال..رآها معجزة لا تتكرر.. وفتنة خالصة ماحسب أنه قد خُلق على الأرض مثلها
فتنة هزته بكل العنف والحدة.. علمته معنى الاشتياق والرغبة والالتياع بأقصى معانيها
فتنة لا تشبع عيناه من النظر لها بضراعة وإعجاب تجاوز كل مفاهيم الإعجاب!!
ومع كل ذلك بقيت تظن أنها تعاني نقصا ما
فأين هو هذا النقص سوى في عقلها الذي لا يريد التزحزح عن أفكاره؟!!

موضي خرجت من الحمام
توجهت لسريرها وتمددت في الناحية القريبة منه كما اعتادت

دقائق مرت
ثم همست موضي بخفوت: راكان.. (لم تستطع أن تنام.. ولديها أمل أن يكون لم ينم مثلها حتى ترضيه)

راكان رد عليها بخفوت مشابه وهو ينام على جنبه وظهره لها: أنا نايم.. ولا تكلميني

موضي اعتدلت جالسة وهمست برجاء عميق: تكفى راكان ما تزعل علي.. والله العظيم ضايقة علي الوسيعة مع زعلك

راكان بهدوء حازم: دامش مخلية ذا الأثر السخيف التافه بيننا.. بأزعل

صمت عميق استحكم للحظات

وراكان مازال يعتصم بوضعيته وهو يعطيها ظهره.. حتى صدمته نقرات ناعمة على كتفه
التفت ناحيتها
كانت تجلس جواره على الارض بكامل عذوبتها التي تعذبه
جلس احتراما لها.. وهما يتبادلان النظرات العميقة

موضي همست بانكسار موجع وهي تمد يدها لأزرار قميص بيجامتها لتفتحها:
دام شوفته بتريحه.. أنا ما أبي إلا الشيء اللي يريحك

كانت لم تفتح إلا الزر الأول حين امتدت يد راكان لتمسك يدها بقوة ويهتف لها بحزم: لا .. موضي.. لا

اسى الهجران Where stories live. Discover now