واشنطن
صباحا
بيت يوسفكانت ليلة قاسية على باكينام.. لم تستطع النوم إلا بعد صلاة الفجر
كانت تعاني من أرق مزعج سبّب لها صداعا أشد إزعاجا
وتناولت الكثير من المسكنات وبشكل مبالغ فيه وبدون فائدة
حلمت بعشرات الأحلام وكان نومها متقطعا حينا وعميقا حينا آخر
هاهي تفتح عينيها وتغلقها و تشعر بالدوار المختلط بالهلوسات حتى وهي متمددة
عيناها تعاودان الانغلاق وهي تشعر بالنعاس مرة أخرىكانت تحلم بيوسف
كم اشتاقت له.. باتت تحلم به كثيرا مؤخرا.. بل تكاد لا تحلم بشيء سواه
وهاهي تحلم أنه معها في الغرفة..
تحلم أنها تتمدد على السرير
وتراه يفتح الدواليب وكأنه يبحث عن شيء معين بهدوء خافت وكأنه لا يريد إزعاجها
تهمس له برقة دافئة: يوسففينتفض بخفة وهو يهمس لها: صحيتك؟؟
تمد يدها له وهي تهمس برقة مصفاة: لا.. أنا نايمة ماصحيتش
ابتسم لها: حلوة دي
عاودت مد يدها وهي تهمس بخفوت: تعالى حبيبي.. اديني ايدك
انتفض حينها بعنف شديد كما لو كان لسعه تيار كهربائي بالغ القوة وهو يهمس بصدمة موجعة كاسحة: حبيبي؟؟ (نطقها وهو يشدد على كل حرف بوجع)
ابتسمت باكينام بشفافية: آه حبيبي.. تعالى جنبي
يقترب بتوتر بالغ ويجلس جوارها ويعطيها يده.. تأخذ كفه وتضعها تحت خدها ثم تهمس بعذوبة: وحشتني حبيبي.. أهون عليك تسبيني كل ده
يوسف بصدمة حقيقية وعيناه تتسعان: باكينام أنا يوسف
باكينام تبتسم بذات الشفافية: حد يتوه عن ئلبه.. عارفة إنك يوسف.. دي الدنيا كلها مافيهاش رجالة غير يوسف جوزي وحبيبي
يوسف تزداد عيناه اتساعا: باكينام أنتي ماكله إيه؟؟
باكينام برقة: ماكلتش حاجة.. أنا باحلم بس.. باحلم بيك كل ليلة
بس النهاردة الحلم حلو آوي.. خليك جنبي شوية يائلبي
وحشتني خالص..قالتها وهي تستخرج يده من تحت خدها وترفعها لشفتيها وهي تقبل كل إصبع من أصابعه بعمق واشتياق وهلوساتها تزداد غرابة
حينها بدأت يد يوسف بالارتعاش.. كان عاجزا عن التصديق ومشاعره بدأت تخونهفباكينام العتيدة ذات الكبرياء العتيد المتأصل لم تكن تحلم.. وهذا الجالس إلى جوارها ليس طيف يوسف.. بل هو يوسف فعلا
يوسف كان في حاجة إلى طقم لباس رسمي يحضر به اجتماعا للجنة المناقشة
لذا حضر في وقت مبكر ليختار له طقما لأنه لم يأخذ معه سوى ملابس قليلة
دخل بحذر
وجد باكينام ماتزال نائمة تغلفها عذوبتها التي لطالما آسرته.. وهو يتذكر أنه كان يقضي معظم الليالي التي قضاها معها في تأملها وهي نائمة
دون أن يشعر بتحفزها أو عنادها.. ويراها سحرا خالصا يستغرق في نوم سماوي
YOU ARE READING
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...