١٠٠

20.1K 223 13
                                    

راكان أوصل العنود وعاد بخطواته الواثقة المعتادة وإن كان يلفها هذه المرة توتر ما
أغلق باب البيت
وتوجه بهدوء إلى غرفته
كانت الأضواء خافتة..فموضي أضعفت قوة الإضاءة ولم تطفئها من أجل العنود عندما تأتي للنوم

شعر راكان بتوتر وترقب متعاظمين
مشتاق لرؤيتها.. روحه مثقلة بالاشتياق لها
لكل مافيها.. ملامحها.. صوتها.. كلامها.. روحها.. مجرد وجودها ودفء حضورها المختلف في روحه

تقدم أكثر.. 
كانت مستغرقة في النوم وهي تغطي جسدها كاملا ولا يظهر منها سوى رأسها وشعرها متناثر على وجهها
حتى وجهها لم يستطع رؤيته
تنهد بعمق.. كان بوده أن يوقظها.. وتمنى أن يوقظها
ولكنه لم ولن يفعلها.. أولا لا يريد تكدير نومها.. وهي تبدو مرهقة ومستغرقة في نومها تماما
ثانيا: مافائدة إيقاظها إن كان لن يزرعها في صدره وبين أحضانه الذائبة اشتياقا؟!!
فهو حتى الآن لا يعلم تاثير عودة (ذاك) عليها.. ربما أصبحت أكثر تحسسا من اقترابه منها؟!!
أو ربما تصبح أكثر اندفاعا لتثبت لنفسها شيئا لم يحدث بعد؟!!

لذا فليكتفِ بالنظر وبالكثير من الوجع!!الكثير اللا متناهي منه!!
تنهد راكان تنهيدة عميقة طويلة.. وملتهبة.. 
ثم توجه للاستحمام.. 
صلى قيامه
ثم فرش فراشه وتمدد وهو يدير وجهه ناحيتها وهو يتمنى بكل وجع الكون المتسع لو كان يستطيع تملس خديها.. تنفس أنفاسها..غمر وجهها بقبلاته
كان يتذكر بشجن مؤلم المرة الأخيرة التي رآها فيها
مازال ملمس شفتيها العذبتين يعذب أحلامه.. وحتى يقظته!!
بيت سعد
غرفة سعد ومريم

سعد بعد أن دخلت مريم للحمام توجه لغرفة الولدين ووجدهما نائمين
تنهد بعمق
(تأجلت المواجهة ليوم بعد)

قرر أن يقرأ ورده الليلي مادامت مريم في الحمام
والحق أنها أطالت وهي تعاني من استكشاف أرجاء الحمام
كان شعورا موجعا وهي تتحسس زوايا الحمام خوفا أن تنزلق أو تتعثر في شيء لا تعرف مكانه
ثم معاناة آخرى وهي تريد التعرف على أماكن الشامبو وغسول الجسم
في حمامها كانت سونيا تضع كل شيء في مكان محدد ومريم تتجه له بشكل مباشر
لكنها الآن اضطرت إلى فتح كل العلب وهي تشمها لتتعرف عليها 
حاولت أن تعيد ترتيبها ولكنها غيرت رأيها
لأنها لم تعد تستخدم الحمام لوحدها.. فمعها شخص آخر سيفسد ترتيبها
تنهدت بعمق وهي تشعر بألم ما
هذه هي المشكلة الأولى التي تصادفها.. قد تبدو تافهة ولكنها أساسية ويومية
فهي في بيت والدها لم يكن هناك من يستخدم حمامها ولا يحرك شيئا في غرفتها عداها.. لذا تعرف مكان كل شيء بدقة وتتحرك بثقة
لكن هنا لها شريك أساسي.. له مثل ما لها.. وسترتب وسيغير الترتيب وفقا لما اعتاد

لا تنكر أنها تقبلت سعد بشكل أسرع وأعمق مما توقعت.. فهو كان لطيفا وحنونا ومتفهما
ولكن هل سيحتمل ثقل امرأة ضريرة ومتطلباتها؟!!

مريم تأخرت في الحمام
وسعد قلق عليها أن يكون قد حدث لها شيء
همس لها عند باب الحمام: مريم.. مريم

اسى الهجران Where stories live. Discover now