الساعة 10 وعشر دقائق ليلا
غرفة فارس في المستشفى
رن هاتفه
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامةرد باحترام: هلا والله ببنت محمد
لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر
صوت أحلامه يصله يذوب خجلا وترددا: مساء الخير فارس.. أنا العنود(عرفتكِ
منذ همستكِ الأولى
منذ أن وصل رنين أنفاسك إلى أذني)لأول مرة يجد فارس نفسه مرتبكا
لم يخطر له ولا في أعذب أحلامه أنها قد تتصل به
ولكنه رد عليها بهدوء بثقته المغروسة فيه غرساً: هلا العنودالعنود بخجل: ما أبي أطول عليك.. بس قلت لازم أقول الحمدلله على السلامة
(يا آلهي.. ما أعذبكِ)
(حرام عليش.. اللي تسوينه فيني!!)رد عليها بهدوء: الله يسلمش (خطر له أنها أنهت مهمتها وستنهي الإتصال الآن
وهو مازال عطشانا مشتاقا لهمساتها، لذا قرر أن يشاكسها)أكمل بذات الهدوء قبل أن ترد الرد الذي يعلم أنه سيكون (مع السلامة):
ويا ترى أنتي استاذنتي عمي قبل تكلميني؟!! (يعيد لها الجملة التي قالتها له)شهقت العنود بعذوبة وفارس شعر أن قلبه ذاب مع شهقتها
ثم قالت بحرج كبير: لا ما استاذنته.. استحيت.. أستاذنت مريم.. ما يكفي؟!!(والله العظيم أنتي مخلوق غير طبيعي
معقولة فيه حد عنده هذا الكم الخرافي من البراءة والعذوبة
ذبحتيني.. ذبحتيني وأنتي ما تدرين)أكملت العنود بحرج أكبر: فارس أنت زعلان إني كلمتك..
(محرجة.. أعلم هذا!!
هذه المرة أستطيع تكوين الصورة الكاملة
لإحمرار الوردتين المسماة وجنتيكِ
بعد أن سكنت صورتكِ خيالي
وهذه المرة لن أكتفي بحلم لمسهما لتزهر أصابعي
هذه المرة أتمنى لو كنتِ أمامي
لأدفن وجهك المحمر في صحراء صدري القاحلة
لتعشوشب أرجاء هذا الصدر المجدب دون ندى وجنتيكِ)فارس رد عليها بهدوء رسمي: وش دعوى أزعل.. حياش الله..
وشكرا على ذوقش وعلى الاتصالزاد خجلها.. هتفت بارتباك: خلاص أنا أستاذن.. مع السلامة..
ومرة ثانية الحمد لله سلامتك..(يا آلهي.. ستتركني
ستتركني معلقا بين الحلم بها
والحقد عليها
معلقا بين وجع حبي لها
ورغبتي أن أكرهها)فارس بهدوء: مع السلامة
أغلقت لتتركه مبعثرا كالعادة
(ليش ما أتصلت من تلفونها
على الأقل كان عرفت الرقم
ولقيت لي حجج أكلمها عليه)
مرت أياما ثلاثةفارس خرج من المستشفى
وهو في إجازة مرضية لمدة أسبوعينمشعل ولطيفة
مازال الحال على ماهو عليه
زوجان بالاسم فقط
كلاهما معتصمان بكبريائهما
هي تشتعل من الغيرة كلما خرج من المنزل
VOCÊ ESTÁ LENDO
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...