١١

13.6K 212 38
                                    

الدوحة
الساعة 10،45 مساء
منزل حمد بن جابر..

في زاوية الغرفة تجلس على الأرض
بعد أن سحبت نفسها سحبا..
وأسندت ظهرها المشبع بالألم والضربات للحائط
وخيط رفيع من الدم يسيل من طرف شفتها على ذقنها

وهو يدور في الغرفة مثل الأسد الحبيس.. عيناه محمرتان
تنذران أنه على وشك البكاء

بعد دقيقة..
الإنذار أصبح حقيقة
وهو ينخرط في بكاء حقيقي مؤلم
وينكب على فخذ موضي المنكمشة في الزاوية ويدفن وجهه في حضنها

لمن لم ترَ أو تسمع رجلا يبكي:
لا يمكن أن تمري بتجربة أبشع منها أو أكثر إيلاما!!

يمزق روحها بكاءه
ماعاد يجمعها به شيءٌ أكثر من الشفقة
الكثير من الشفقة!! والكثير من الخوف!!

مسحت موضي على شعره وهي تهتف بصوت ممزق:
حمد حرام عليك اللي تسويه فيني وفي نفسك

تناول يديها وهو يغمرها بعشرات القبلات المبللة بدموعه:
تكفين موضي لا تزعلين علي
أنا ما أقدر أعيش من غيرش.. لا تخليني موضي.. تكفين.. تكفين

الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 ونصف مساء

مشعل بعد أن أنهى حواره مع مريم مرَّ بمجلسهم قليلا
ثم عاد لبيته مبكراً على غير عادته
وهاهو يجلس في غرفة الجلوس الخاصة الملحقة بغرفته يشاهد الأخبار

لطيفة عادت بأبنائها وتوجهت بهم لغرفهم أولا 
حممت جود الصغيرة هي ومريم التي تستمتع بالمساعدة
بينما محمد وعبدالله كانوا قد ناموا نتيجة لتعبهم في لعب الكرة مع خالهم الصغير

وبعد أن أنهت لطيفة مهامها الأمومية.. توجهت لغرفتها لتستحم..

فوجئت بصوت التلفاز.. وفوجئت أكثر بوجود مشعل
وفي ليلة الجمعة التي اعتاد أن يسهر فيها مع أشقائه 

بصوت عذب: مساء الخير حبيبي..

مشعل بنبرة محايدة: قولي صباح الخير أحسن.. وحبيبش طل.. منقعتني هنا وعقبه حبيبش..

لطيفة نظرت لساعتها وابتسمت: الساعة 11 ونص.. أي صباحه؟؟
وبعدين أنا مستئذنتك أسهر عند هلي للساعة 12، وهذا أنا جيت قبلها حتى..
وحبيبي وتاج ورأسي.. وش فيك معصب يا قلبي؟؟

مشعل ببرود وهو ينظر لشاشة التلفاز: وتراددين بعد؟؟

لطيفة سحبت نفساً عميقاً (وش عنده ذا يهاد ذبان وجهه) اغتصبت ابتسامة: ماعاش من يراددك.. تعشيت؟؟

مشعل وفي رأسه موال لا يعلم إلى أين سيصل به: مهتمة يعني؟؟

لطيفة تنحني لتأخذ حذائه الملقى في وسط الغرفة وتضعه في دولاب أحذيته المزدحم بالأحذية وترد عليه: ومتى ماكنت مهتمة؟؟

مشعل بنبرة ذات مغزى: أنتي مافيه شيء يخليش تعصبين؟؟
لطيفة مستغربة من حديث مشعل الذي لم تعتده: وليش أعصب؟؟

اسى الهجران Where stories live. Discover now