٨٨

15.4K 206 29
                                    

دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء

عاد الاثنان للفندق ليصليا ويغيرا ملابسهما ليعاودا الخروج للعشاء خارجا
ثم يتمشيان قليلا على الخور
فالليلة ليلتهما الأخيرة في دبي

موضي كانت تصلي في الغرفة بينما راكان ذهب للمسجد
حينما انتهت كان راكان يعود
همس لها بهدوء: أنا بأخذ شاور على ما تلبسين

موضي توجهت للمرآة وهي تتناول كريما من حقيبتها
فتحت أزارار قميصها وهي تكشف عن كتفها الأيسر
كانت تتأمل الأثر الواضح بألم شاسع
مهما حاولت التناسي.. لا تستطيع أن تنسى
الطبيبة أخبرتها أن لون الأثر سيخف مع الوقت ومع العلاج
ولكنه لا يخف.. والجرح بروحها يتعمق

(إلى متى ؟؟
إلى متى وهذا الوجع يستوطن روحي وشراييني؟!!
كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنسى فيه كل هذا.. وأحلق
أحلق
أحلق حتى حد النجوم.. وأداعب وجنات القمر
متى أعود كما كنت؟؟
مخلوق معجون بالحياة والإشراق والتألق
روح محلقة
محلقة
محلقة!!)

تنهدت وهي تعود من أفكارها
ومدت يدها للكريم لتأخذ منه بعض النقاط لتمدها على الأثر
ولكن قبل أن تصل للعلبة التي وضعتها على التسريحة
فُجعت بيد قوية تمسك بمعصمها
وصوته يصلها هادرا عميقا موجعا: لفي خليني أشوف كتفش
موضي انتفضت برعب وهي تحاول شد طرف قميصها لتستر كتفها العاري عن نظرات راكان الغامضة العميقة والموجعة
كانت نظراته خليط من غضب ويأس وألم مر.. ومشاعر أخرى عميقة ومجهولة

(الله يأخذني.. الله يأخذني
أشلون ما انتبهت إنه طلع من الحمام
وهو ليش طلع بسرعة كذا؟!!)

كانت تنظر له برعب موجع وهو يقف أمامها عار الصدر إلا من ضمادة كتفه التي أصبحت أصغر حجما بعد تحسن حالته
وهو يقيد يديها الاثنتين ليمنعها من محاولة تغطية كتفها 
ويهمس لها بعمق غاضب ناري مختلف لأبعد حد اشتعالا وعمقا:
منه؟؟ صح؟؟

صمتت وعيناها تغرقان في بحر من الدموع.. دموعها نحرت روحه وهي تهمس برجاء موجع : 
تكفى راكان.. هدني

راكان أطلق أسار يديها مجبرا من أجل رجائها الذي لم يستطع رده
وسارعت لاغلاق أزرار قميصها حتى آخر عنقها
كانت تريد الهرب من أمامه ولكنه لم يمنحها الفرصة وهو يثبتها في مكانها و يحكم إمساك عضديها بقوة
كانت تنظر للأسفل ووجهها غارق في دموعها الصامتة
همس لها بعمق: موضي طالعيني

لم تستطع رفع عينيها إليه.. شدها وأجلسها على السرير وجلس جوارها
مد سبابته لذقنها ورفع وجهها برقة.. 
همس لها بألم لم يستطع إخفاءه: ليش تبكين؟؟

وهمست له بألم لم تحاول إخفاءه: وأنت ليش طلعت من الحمام بسرعة؟؟

راكان تنهد بعمق: رغم أن هذا مهوب جواب.. 
بس طلعت لأني نسيت أجيب ضمادة عشان أغير هذي إذا تسبحت..(قالها وهو يشير لضمادته)

اسى الهجران Where stories live. Discover now