٧٥

14.7K 200 17
                                    

لندن
مكتب التحقيق التابع للشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) في مطار هيثرو

رجل شرطة انجليزي يقترب من مشعل بأغلال ليقيد يديه استعدادا لنقله لمكتب التحقيق الرئيسي

مشعل يرفع يديه بحدة ويبعدها عن الشرطي وهو يهمس بغضب: 
لن أسمح لكم بتقييدي كأني محكوم في جريمة
أنتم تتجاوزون كل الأعراف المعروفة

تراجع الشرطي الانجليزي للخلف.. 
فرغم تراجع شهرة مرونة الشرطة البريطانية التي عُرفت به وخوفهم من التورط في أي مخالفة دستورية
إلا أن الوضع مازال متحكما في فكر بعض أفرادها كما غُرس فيهم
فالشرطة البريطانية عُرفت أنها الأكثر مرونة بل وخوفا بين كل قوات شرطة العالم
فقبل عدة سنوات لا تستغرب أن ترى رجل شرطة بريطاني يُضرب في الشارع دون أن يدافع عن نفسه
لأنه يخشى أن يصيب المهاجم بأي إصابة فيرفع عليه دعوى.. والقاضي سيحكم فورا ضد الشرطي

ولكن بعد موضة مكافحة الإرهاب التي شاعت في العالم أصبحت الشرطة البريطانية أكثر تحكما وقسوة
ولكن وضعهم بالتأكيد أفضل بألاف المرات من كثير من قوات الشرطة في دول كثيرة

رئيس التحقيق نهض واقترب من مشعل وهو يهمس بهدوء: مابك سيدي؟؟
لا بد من تصفيدك بالأغلال حتى تتم عملية النقل

مشعل بغضب: وأنا لن أسمح لكم بتصفيدي فأنا لست مجرما
ولم أعرف بعد ما تهمتي
كما أنكم لم تسمحوا لي بإحضار محامي
أي عدالة هذه؟؟

رئيس التحقيق بهدوء مهني: سيد مشعل نحن مجرد مكتب مؤقت ولسنا مخولين بإعطائك أي تفاصيل
اسمك موجود على اللائحة السوداء ولا أعلم ماهي تهمتك تحديدا
لابد أن تتوجه لمكتبنا الرئيسي وتستطيع أن تهاتف محاميك ليقابلك هناك

مشعل بثقة: لا بأس.. ولكن لن أسمح لأحد بتقييد يديّ.. 

رئيس التحقيق: لا بأس.. سأتجاوز عن الأصفاد
ثم يشير لرجلي شرطة ليحيطا به ويقوداه للخارج
كان مشعل يتمنى أن أن يهاتف هيا ليبلغها أنهم سيقتادونه خارج المطار
ولكنه بعد مكالمته مع موضي وراكان أخذوا جهازه المحمول
ومتعلقاته الشخصية كلها.. حتى حزامه وقلمه وحذاءه
لذا قرر أن ينتظر حتى يصل مركز التحقيق ويتصل بالسفارة وبالمحامي
وحينها يستطيع مهاتفتها وطمأنتها من المركز
رغم أنه يعاني قلقا كاسحا عليها
فهي كانت متوترة جدا من توقفهم في لندن
وظهر أن لتوترها وخوفها سببا فعليا
وخصوصا أنها تشعر أن الذنب ذنبها لأن التوقف كان من أجل إكمال نقص في أوراقها هي من تسببت فيه
لذا انهارت في بكاء هستيري وهم يمسكون به ويبعدونه عنها
الأمر الذي أصاب مشعل بالجنون قلقا عليها

الدوحة
سيارة فارس المتوجهة للمطار

منذ ركوب موضي والصمت يعم السيارة المنطلقة بسرعة
عدا حوار متقطع بين راكان وفارس
موضي جلست خلف فارس وكأنها تحاول بدون أن تقصد أن تبتعد عن راكان قدر ما تستطيع
ولكن موقعها أتاح لها رؤيته بشكل أوضح وهي ترى صفحة خده 
إنها المرة الأولى التي تراه من هذا القرب الشديد.. مجرد سنتيمترات بينهما

اسى الهجران Where stories live. Discover now