p:30

1K 115 105
                                    


فوت وكومنت 🖤

...

فِي بعضِ الأحيَان وَفِي ذروَة الحُزن حينَ يلمَسُ المرءُ قاعَ أحزانِه نتمنَّى لَو كانَ للزَّمِن آلَةٌ نتحكَّمُ بإعداداتِها كَي نُعيدُ الذِّكريَات السَّعيدَة مِراراً وَتكرَراً وَإن كانَت ذِكرَى واحِدَة لَا غَير

لحظَاتٌ تَعيسَة مؤلِمَة تنهِشُ الصُّدور لَا يجِب أَن تُذكَر فِي الحاضِر كَي لَا تُؤذي المُستَقبَل،لحظَاتٌ تنزِعُ الرُّوحَ مِن الجَسَد ..حينَ تُفارِقُ دَارَك بِخَدَّين مُبتلَّيْن تبحَثُ عَنْ حُضنٍ ترتَمِي فِيه لكِن لَا مَكانَ لَك

قَلبٌ مَا ! حُضنٌ يُنقِذُنَا وَإن كانَ بارِداً ؟ لَا يُوجَد ..هِيَ لَحظَات، دقائِق، سَاعات أَو حتَّى سَنَوات نَعيشُها بحثاً عَن المَلجَأ الَّذي سَنُرتِّب فِيه مشاعِرنَا دونَ خوفٍ مِن سرِقتِها أَو إهمالِها

تحمِلُ أمتِعتَك وَتمضِى قُدُماً تارَةً تَبكِي وَتارةً تَضحَك وَتارةً تَسقُطُ أَرضاً فَتَرمى الصَّناديق أَرضاً لِينكشِفَ مُحتَواها للنَّاظِرين،تُعيدُ تخبِئتها لتَسمَعَ ضِحكاتِهم ..يسخَرون، يستهزِئون وَلما علَيهم مُراعاتُك ؟!

تُغطِّي أُذُناك وَتهرُب بعيداً تارِكاً إيَّاهُم ينبِشونَ صَناديقَك بِكُلِّ وَقاحَة وَحقارَة تُحاوِلُ العَودَة لكِنَّك خائِف، خائفٌ مِن أن تقِفَ أمامهُم، جَبان ؟ أَجَل ! وَكيفَ لَا أخافُ وُحوشاً انتَظَرَت سُقوطِي مُنذُ الأزَل لِتُنبِّش حاجِياتِي وَتجِد نُقاطَ ضُعفِي ؟

حينَها فقَط سيلمَعُ شخصٌ مِن بينِ الجَمِيع، يجرِي نَحوَك بقَلَق يُنيرُ بقُربِه عَتمَتك، أيَّاً كانَ ذلِك الشَّخص قَد أتَى لينتشِلَك ! لرُبَّما لَن يُعيدَ لَك صنادِيقك المَسُروقَة لكِنَّ شيئاً أعظَمَ سيَكُونُ لَكَ بطريقِك مَعه ...

Taehyung's pov :

أنظُرُ إلَيه أتأمَّلُ الرَّاحَةَ فِي مَحياه، مُقلَتاه اللَّامِعَة تشِعُ سروراً، فمُه يقضِمُ الطَّعام بشهيَّة كمَن جاعَ شُهوراً عَديدَة، همهَماتُه وَإيماءاتُه الفَرِحَة تُجبِرُ شفَتاي علَى اتِّخاذِ الإبتِسام ملجَأً يحتَوِي رِضاهَا

لَم أعلَم أنَّ تَناوُل بعض صحُون الطَّعام فِي الخارِج يُسعِدُه لهَذا الحَد، " أعجبَك الطَّعام ؟ " سألتُه وَالرِّضا قَد غمَر قلبِي حينَ رَأيتُ الأطبَاقَ أمامَه قَد فرِغَت ليومِئ مُبتلِعاً مَا كانَ بفمِه قبلَ أَن يُردِف وَقد أشارَ لحِذائِه الجَديد

" هَذا مُريح للغايَة شُكراً لَك " هَمهَمتُ بابتِهاج قبلَ أَن أُنزِلَ بصرِي لصُحوني الممتلِئَة الَّتي شرِدتُ عَنها فبَرِدَت وَتيبَّسَ خُبزُهَا لكِنَّ جُوعي قَد سُدَّ تَماماً بالنَّظَر لمحيَاه المُبتسِم

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora