p:47

1K 94 162
                                    



بارت طويل 3>

...

Meena's POV :

أُشارِكُ طِفلِي سَريره، ألُفُّه بالغِطَاء الثَّخين وَأضُمُّه إلَي، أتأمَّلُ أهدابَه المُنسدِلَة وَأتمعَّنُ فِي تَفاصِيلَ وَجهه المُنهَك، أقرَأُ المرَضَ فِي اصفِرارِه وَأرَى ابتِسامَة باهِتَة تدَّعِي السُرور

لَا دِرايَة لِي بِمَن علَّمَه فُنون الكذِب وَالتَّزييف هذِه لكِنَّها مُتقدِّمَة بطَريقَة مُفجِعَة، أستمِعُ لأحادِيثِه البَسيطَة وَأصابِعِي لَم تُقاوِم مُلاطَفَةَ خُصلَاتِه المُتجعِّدَة

عَشوائِيَتُه وَسُرعتُه فِي التَنقُّل بينَ المَواضِيع كَانَت وَلِسببٍ مَا موجِعَة، مُوجِعَة للغايَة، شَعرتُ وَكأنَّ نَوعاً مِن الخَوف يُلازِمُه، كانَ قلِقاً مِن رَحِيلِي قبلَ أَن تتسنَّى لَه فُرصَة إخبارِي بِكُل شَيء

وَفِي كُلِّ مرَّة أنزاحُ فِيهَا كَي أُخَفِفَ مِن تَخدُّر قَدمَاي يَفزَع، فيَلُفُّ ذِراعَيْه حَولِي وَيدَّعِي أنَّ شيئاً مَا يوجِعُه، لَم يُرِد أَن أترُكَه مُتشرِداً بينَ قُطَّاع طُرُق يسرِقُونَ لَه صوتَه وَيستهلِكونَ طاقتَه

ظنَّ أنَّ هرَبِي للمرَّة الثانِيَة قَرِيب فصَنَعَ مُخَططاً يُفسِدُ ذلِك، وَرُغمَ أنِّي أعدتُ علَى سَمعِه بأنِّي لَن أُبارِحَ غُرفتَه حتَّى يَسأمَ هُوَ مازالَ فِي حَالَة مَن القلَق

لَم يبدُو واثِقاً بوَعدِي إطلَاقاً كمَا كانَ يفعَل مَع وُعودِي السابِقَة فترَكَ لِسانَه يقُولُ أيَّاً كَان فِي سَبِيل إيصَال تِلك الرِسالَة لِي ' مَازالَ بجُعبَتِي الكَثِير ابقَي '

" عَزيزِي، بِمَا أنَّكَ نَشِيط وَترغَبُ بالكلَام مَارأيُك أَن تُفصِحَ لِي عمَّا يدُورُ بقلبِك ؟ " كوَّبتُ وَجهه بِكِلتَا يدَاي وَنظَرتُ لذُبولِه المُجهِد لمُقلَتاي، ذلِك الشُعور الَّذي يُخيِّمُ فوقَ صدرِي لَا يترُكنِي، شُعورٌ غَرِيب يُخبِرنِي أنَّ تِلك النَّظرَة كانَت مِن الأشيَاء الَّتِي يُجاهِدُ كَي يُخفِيهَا لكِنَّها كانَت أكبَر مِن قِواه

" لَا شَيء مُهِم مِينَا مُجرَّد .. هَلوَسَات غبيَّة " أجابَ بإيجَاز وَطأطَأ بِرأسَه فتدفَّقَت عِدَّة استِنتاجَات لرَأسِي، تمعَّنتُ بِهم واحِداً تِلوَ الآخَر وَلَم أرَى فِيهِم مَا يدعُونِي للإرتِيَاح

مَاذا تَعنِي جُونغكُوك ؟ هَل أنتَ .. " لَم يترُكنِي أكمِل تَحقيقِي لأُطمئِن روحِي بَل كَسَرَنِي وَقاطَعنِي طامِعاً بإغلَاق بَاب هَذا الموضُوع، وَعلَى مَا أعتقِد هُنَاك احتِمَال وَإن كانَ ضئِيلاً أنَّ صَغِيرِي قَد استَبدَلنِي

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Where stories live. Discover now