p:67

1.1K 57 39
                                    


عدنا

...

Sonmi's POV :

فِي تِلك الأيَّام البعيدَة كُنت، فِي تِلك اللَّحظة البرَّاقة الَّتي غُرِستُ فيهَا بجانِبه،فِي ذلِك اليَوم الغائِم كُنا كِلانا تحتَ غيمَة واحِدة وفوقَ صخرَة واحِدة أمامَ البِركَة في سوِيسرا

كُنتُ أراقِبُه بضحكاتٍ صادِقة، ضِحكَات خرَجت مِن أعماقِي إِن لَم تكُن أعمَق، كانَ يُلقِي بالقِطَع النقديَّة في أرضيَة البِركَة مِرارًا وتِكرارًا ثُمَّ يتبعُها بأمنِيَة ساذَجة كفِعلتِه

أخبَرتُه أنَّ أُمنِياته البَسيطَة ستتحَقق بعُملَة نقديَّة واحِدَة حينَها نظَرَ إلَي بطرفِ عينِه وهُوَ يبتسِم وَقالَ أنَّ المَال سيجعلُها تُسرِع وتأتِي رغمًا عَنها، ظَننتُه مَجنونًا تِلك اللَّحظة وَضحِكتُ غيرَ مُدرِكة أنَّه كانَ يُخرِجُ لي جانِبه المُخزي على هيئَة مُزحَات

أمسَكَ يدِي تِلك اللَّحظَة وشدَّني لجانِبه وبيدِه الأخرى أخرَجَ كومَة مِن العُملَات الَّتي رَماهَا دُفعَة واحِدَة في البِركَة، فِعلَتُه جذبَت انتِباه الكَثير مِن النَّاس كمَا أنا، كانَت كميَّة مُبالَغ بِها لكِنني لَم أكترِث كثِيرًا لأننِي فهِمت أنَّه مُجرَّد رجُل يُحِب التَّفاخُر بِمالِه أمامَ زَوجتِه

نَظرتُ لَه باستِغرَاب لأنَّه لَم ينبِس بأمنِيتِه كمَا فَعل بالسَّابِقات، كانَت أمنِيَة كَبيرَة وِفقَ مَافهِمت فشعَرتُ بالفُضول لِذا وَحينَ فَتَح عينَاه بَاشرتُ بسُؤالِه عَنها لكِنَّه لَم يقاسِمني إيَّاها بَل تهرَّب من قولِها بمُعانَقتي وبجملَة مِن جُمَل الهُروب الأَبدِي

' سأخبرِك حينَ تَتحقق '

رُغمَ هَذا كانَت الفَرحَة تعتصِرُني ذلِك الوَقت، لَم أشعُر وَلَو للحظَة أنَّ الرَّجل الذَّي يلُف يدَاه حَولِي يمكِنه أَن يلكُمَني يومًا مَا وَلَو قيلَ لِي في ذلِك الوَقت مَاسيجرِي لاحِقًا مَاكُنتُ لأصدِّق كلِمَة واحِدَة

رجُل ذُو وَجه لَطيف، كَثير الإبتِسام، مَرِح وعفوِي، رومَنسي وَحنُون، مَاقَد يكونُ عَيبُه ؟ مَالَّذي قَد يخفِيه تَحتَ تِلك الأشعَّة الساطِعة مِنه؟ لَم أنتبِه وَلَم أهتَم لمعرِفة الحَقيقَة لأننِي ظَننتُني أَعيشُها

لَم أُرِد إفسادَ الأمرِ بينَنا لِذا صرَفتُ ذهنِي عَن الكَثير مِن جُملِه مجهولَة المَغزى، خَشيتُ أَن أخسَره إِن وَجدَنِي أُنبِّشُ بأحاديثِه أبحثُ عَن الخطأ بِها وهلِعتُ مِن أَن يتِمَّ تَصنيف عَلاقتِي الأولى بالفاشِلَة

كُنتُ مطمئنَة تَمامًا تِجاهه بسَبب لُطفِه وتدريجيًا باتت زلَّاتُ لِسانِه الغَير مفهومَة لَا تدخُلُ أذُني ولا أسمعُها ربَّما لأنَّ عقلِي تأكَّد أنَّ هَانييل مِن المُستحيلِ أَن يكونَ تهديدًا لِي أو لأننِي أحبَبتُه أكثَر مِن اللَّازِم

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 11, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Where stories live. Discover now