p:56

1.1K 93 80
                                    


فوت وكومنت 🫶

...

Meena's POV :

لوَّحتُ مِن بَعيد مُودِّعةً الطِّفل الصَّغير الَّذي لَطالَما تمسَّك بملابِسي وَعرقَلني بشدِّها، الخُطوَات الصَّغيرة الَّتي كانَ يخطوهَا مَعي بِخَوف أمسَت خُطواتٍ سَعيدة متحمِّسة مَع شَخص آخَر

رَأسُه الَّذي توسَّد حُضنِي فِي ليالٍ سابِقة آثرَ حُضن شخص آخر علَي وَوجهه الَّذي رَسمَ لِي التكدُّر وَالتَّعاسَة بألوانٍ أُحاديَّة تَباهى بلوحةٍ خلَّابَة رَسمَها لغَيري

دُميَتي الأولَى قَد مُنِحَت لِشخصٍ آخَر يقدِر علَى نحتِ وَجهها وَجعلِه أكثرَ بهجَة وَفرَح، اقتَناها رَجلٌ يستَطيع أن يُلبِسَها مَا هُوَ جَديد كُل يَوم بعدَ أَن كانَت مُجبَرة علَى الإختِيار مَابين ثلاثَة

انتَظرتُ ردًّا مِنه، تَلويحَة مُودِّعة كمَا فعلتُ أنَا إلَّا أن تَوديعه لِي كانَ طقساً فُرِضَ علَيه البُكَاء أثناءَه

بارَحتُ المكانَ بذُعر مِن تَفاقُم سُوء حالَتي وَانفِجارِي باكِية أمامَ عَشرات الأشخَاص، كُنتُ علَى بُعد مَسافَة قَليلَة مِن التَّشبُث بِرِجله وَتثبيتِه بالأَرض كَي لَا يغدُو بَعيداً عنِّي أكثَر ممَّا هُوَ علَيه الآن

لَو نَطقَ لِسانُه باسمِي تِلك اللَّحظة لكُنت قَد تخلَّيت عَن مبادِئي لأذهَب بكُل أنانِيَّة إلَيه أختارُ أكثرَ الكلِماتِ تأثيراً كَي أُجبِرَه علَى البَقاء، لكُنت استَخدَمت القُوَّة فِي ذلِك إِن لزِمَ الأَمر لكِنَّه .. لَم يكترِث وَرَحل متمسِّكاً بذِراع تَايهيُونغ

لَم أحتمِل تِلك الفِكرة مُطلَقاً، انتابَتني غيرَة شَديدَة !، كيفَ لَه أَن يترُكَني بكُل بساطَة وَأنا الَّتي حَرمتُ عينَاي مِن الرَّاحة فِي سَبيل الوُصول إلَيه وَالإطمئنان علَيه وَإن كانَ بزوغَ الشَّمس ؟

هجَرَني بعدَ أَن خَلقَ مِن أيامِي الفارِغة الكَريهة أياماً حافِلة مُكتَظَّة بالبَرِيق وَالألوَان، بعدَ أَن عوَّدنِي لِخَمسةَ عَشر سنَة علَى تَركِ فِراشِي فِي السَّابِعة صباحاً كَي أصِل لغُرفتِه قبلَ أَن تفعَلَ أُمُّه

ترَكَنِي ممدودَة اليَد أنتظِرُ التَقاطَه لَها، أضحَى كُل مَا أرَاه باهِتاً مُظلِماً وَكأنَّ المَكان باتَ حزيناً لِفراقِه، مَاعُدتُ أرَى ابتِسامَة واحِدة فِي أَي وَجه أرَاه، لَم أعُد أستَشعِر مَذاقَ الطَّعام الَّذي أقلِّبُه بلسانِي، وَأكثرُ الأشياءِ حَلاوة باتَ مُرّاً لَا يسعُني تَركُه فِي فمي لثوانِي

لقَد أخذَ سعادَتي مَعه وَترَكَ لِي القَلق مُعلَّقاً فِي صدرِي، يُثار هَذا القَلق بين الحينِ والآخر فِي ظُلمَة اللَّيل، فِي ضَوء النَّهار، فِي عُمقُ أحلامِي وَأسوَء كَوابيسي

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Kde žijí příběhy. Začni objevovat