فوت وكومنت 💛
...
Taehyung's pov :
كُنتُ دائِماً مَا أُواسِي نَفسِي بِنفسِي بَعدَ أَن قَررت أُمِّي تَوديعِي بِذلِك الشَّكل، فقَدتُ ثقَتِي بِكلامِ البَشَر وَبِكُلِّ مَا يَضعونَه عَلى وُجوههِم بَعدَ أَن وَعيتُ أَنَّ ذلِك ليسَ شَيئاً ممَّا يكمُنُ بِدواخِلهم
كَذبٌ وَتمثيل، قَررت أُمِّي اللُّجوء لِهَذا الطَّريق ظنَّت أَنَّها تَفعلُ خَيراً بِي فأَمسكَت حُروفها وَأبَت إحزانِي خَوفاً مِن أَنْ تَكُونَ لحظةُ وداعِها مُتزامِنةً مَع انهِياري أَمامَها، كذَبَت حتَّى تَرحَل بِصدر مُرتَاح دُونَ أَن ترَى خطَّا القَهر عَلى خَدِّي
لَم تكُن تَدرِي أَنَّ هَذان الخَطَّيْن قَد حُفِرَا فِي وَجهِي للأَبَد مُنذُ أَن احتضنتُ جسدَها النَّائم فِي تابُوتِ الوَرد ذَاك، لَم تدرِي أَننِي وَمِن شدَّةِ تعلُّق رُوحي بِها أَصابنِي الجُنون وَلَم أُصدِّق ذَهابَها وَكذَّبتُ كُلَّ شَيء حتَّى مَا رَأته عَيناي
كُنتُ وَما إن ترى عينَاي سَقفَ غُرفتِي أنهَضُ فَزِعاً لِغُرفتِها أَطرُقُ بابَها بِلَهفَة لعلَّ مَا حَدَث مُجرَّدُ كابُوسٍ وَرحَل لكِنَّ الواقِعَ يصفعُني فِي كُلِّ مرَّة يَخرُج فِيها والِدي بدلاً مِنها بِعيناه المُحمرَّة وَذاتُ الجُمْلَة المُستفزَّة تَخرُج مِن فَاهه
' لَقَد رَحلَت تَايْهيُونغ أُمُّك قَد غادَرت وَلَن تَعود '
أنفِي بِرَأسِي وَأعودُ لِغُرفتِي مُجبِراً نَفسِي عَلى النَّوم مُجدداً، دُموعِي قَد جفَّت وَلَم أقدِر عَلى ذرفِ المزيدِ مِنها فَتُرِكتُ غارِقاً فِي الكئآبَة لَا أنيسَ لِي وَلَا مَشاعِر سيِّئَة تَنوِي تَركِي حتَّى تَنهَشَ مَاتبقَّى بَينَ أضلُعي
عِشتُ أياماً طَويلَة عَلى سَرِيرِي فَأضحَيتُ هَيكلاً عظمِيَّاً جافَّاً يابِساً لَا عمَلَ لَه سِوَى الثَّباتُ بِمَكانِه لِيأتي شَخصٌ مَا وَيتخلَّص مِنه، انتَظرتُ أَن يتخلَّصَ شَخصٌ منِّي لكِن لَا أَحَد فكَّر بإعطائِي مَا أُريد..
أطباقُ الطَّعام قَد تَراكمَت عَلَى طاوِلتِي وَالغُبارُ قَد غلَّفَ غُرفتِي وَالشَّمس مازالَت تطرُقُ عَلى نافِذتي تَطلُبُ خُروجِي لعلَّها تُشبِعُ حاجَتي وَتُضيءُ لِي طَريقاً آخَر غَيرَ الَّذي سُدَّ فِي وَجهِي
يدخُلُ والِدي كَمَا العادَة فِي هَذا الوَقت، يُعانِقنِي يَبكِي أمامِي يتوسَّلنِي أَن أخرُجَ ممَّا أَنَا فِيه وَيخرُج بَعدَها بِثقلٍ أكبَر فِي قلبِه دُونَ سماعِ كلِمَة شافِيَة منِّي
