p:58

1.4K 83 152
                                    



- بارت طويل ♥ -

...


F.B

Meena's POV :

" إِن تفوَّهتِ بكلِمة واحِدة لأحدهِم ستَندَمِين " زَمجَرَ ليُون بوَجهِي مُهدداً إيَّاي كعدُو لَا صلاحَ لَه فِي البَقاء علَى أرضٍ طاهِرة كَمنزِله، كانَ يُجاهِر بعدائِه لِي بأعنَف اللَّهجَات وَأكثرِها وُضوحاً وكأنَّه يَنفِي لكُلِّ أُذنٍ تَسمعُه وُجودَ قيمَة لِي هُنا

نبرتُه المتقزِزة وَتحديقُه المُشمئِز تِجاهِي عرَّضني للتَّفكِير المُحيِّر عَن سَبب استِحقاقي وَتلقيَّ لكُل تِلك التَهديدات فِي حينِ أننِي لَم أقدِم علَى شَيء أرَدتُه واتَّخذتُه بنَفسي

هَل شعَرَ بالخَطر وهُوَ يتربَّصُ بِهم وَرأى أننِي إشارتُه الأولى ؟ هَل يُهددُني بألَّا أتفوَّه بكلِمة تُشيرُ لتواجُد قاتِل هُنا ؟ أَم كانَ ينبِّهُني وَيخوِّفُني مِن الإشارة لصِلتِي بهِم وَالعَار والفَضيحة الَّتي سأطمِسُ اسمَهم بِهما ؟

هَل كانَ يرمِيني بتِلك التَّوعدات لمُجرَّد كُرهه لصوتِي وَرغِبَتِه في حِمايَة الآخرِين مِن سَماع القَذارَة الَّتي ستخرُج مِن فَمي ؟، وَجدتُ العَديد مِن الأسباب الَّتي تُبيحُ لَه التصرُّف بتِلك الوَقاحة والقساوَة مَعي لكِنني لَم أجِد سبباً يمنعُني مِن الإنصاتِ لَها والإحساس بِلُذوعتِها

نَظرتُ لِوجهه المُهتاج وَتحديداً لعُروقِ صدغَيه البارِزة وَشفتَاه اللَّتان تتحرَّكان بسُرعَة وبِلا أيِّ توقُّف، بدأتُ بلَومِ والِدي لكَونِه قَد نفخَ بداخِلي أمَلاً مزيَّفاً حمَّلتُه هَذا العَيب لأننِي لَم أُرِد الإستِمرار بلومِ ذاتِي

عاتَبتُه علَى تخلِّيه عنِّي فِي أوَّل حادِث لِي فِي عَرينِه، علَى نِسيانِه لِي في هامِش يومِه بعدَ أَن كُنتُ العُنوَان الرَّئيسي الَّذي مِن المتوقَّع أَن يعتنِي بِه أكثَر حتَّى النِهاية لكِنَّه وَبانخِراطِه معهُم وَتجاهُل وُجودي جعلَني أدرِك كَم أننِي لَا شَيء لَه .. لَهُم جَميعاً

كُلُّ الوُعود الَّتي ألقَاها كُلُّ المعلومَات الَّتي سرَدها والَّتي دعمَها بالقَسَم كُلُّ مَاخرَج مِن فمِه طُوال فترة مُكوثي فِي هذا الشَّارِع وَبعدَ خَوضِي لهذِه التَّجربة الفاشِلة سيُطبَع علَيه التَّلفيق وَالكَذب

أنَا لَن أكمِل فِي هَذا الطَّريق

بعدَ خلق وَترتيب بَعض الدَّوافِع الَّتي تُساعدُني علَى حملِ بَعض الحِقد تِجاه والِدي وَتحطيمِي لبَقايا الثقة الَّتي مُنِحَت لَه لُمتُ نَفسي علَى توقُّعها لأَمر مِن المُستَحيلِ حُدوثُه

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Where stories live. Discover now