بارت طويل لعيونكم 3>
تذكير: سويون اخت هانييل
...
F.B
Soyeon's POV:
قَبلَ سنوَات طويلَة مِن هذِه النُّقطَة كُنتُ طفلَةً صَغِيرَة تُحِبُّ العَبَث مَع إخوتِها الفِتيَة، كَفَتاة وَحيدَة لَا تُفضِّلُ اتِّخاذ الأغرابِ أصدِقاء وَجدتُ أَنَّ مُشارَكة اخوَتي اللَّعِب هيَ الحَل الأمثَل لِي
عِشتُ بينَهُم كَفتى مُشاغِب بفُستان لكِن لَا أَحد كانَ يصنِّفُني كذلِك مَهمَا فَعلت، حينَ نقُومُ جَميعُنا بافتِعالِ شَيء سيء يتِمُّ إقصائي دومًا مِن المجمُوعَة وَيتمُّ توبيخُهم لوحدِهم
ظَننتُها مِيزَة جمِيلَة تُبيحُ لِي التصرُّفَ بأيِّ شكلٍ كَان حتَّى أدرَكت أنَّها أباحَت لإخوَتي كُرهي كذلِك، والِدي ميَّزَني عَنهُم كَثيراً كَما يفعلُ الآن مَع مِينا وَكما ابتَعد اخوَتي عنِّي ابتَعدنَا عَنها
المنزِل الَّذي احتَوانا في صِغرِنا مَاعادَ هادِئاً كَما السَّابِق، باتَ يضجُّ بالأطفَال بعدَ أَن كُنَّا أربَع، المَمرَّات الَّتي تحمَّلَت شَقاوتنا المكبوتَة مازالَت تذكِّرُنا كُلَّما مَررنا بينَ حوائطِها
مائدَة الطَّعام الَّتي شهِدَت على توبيخَات مُخيفَة تخرُجُ مِن فمِ والِدي كالكهرَباء تصعَقُ قُلوبَنا، ظَننتُها تصعَقُنا جَميعاً لكِن تبيَّن أَننِي المتأثِّرة الوَحيدَة بتوبيخَاتِه رُغمَ أنَّها لَم تكُن تشمَلُني
أتذكَّرُ ذلِك اليَوم حينَ قَررَ هَانييل أَن يتجاهَلَ أوامِر والِدي للمرَّة الثالِثة على التَّوالي، كُنَّا جَميعاً في أماكِننا حولَ طاوِلَة الطَّعام ننتظِرُ دُخول شقيقِنا المُذنِب الَّذي هرَب مِن مدرستِه للمرَّة السَّابِعة
طعمُ الخوفِ آنَذاك كانَ مختلِفاً، خشينَا أَن يأتِي هَانييل وَخشينَا ألَّا يأتي كذلِك، خُضنا ساعَة بشِعة ونحنُ نسمَعُ هَمسَات والِدي الَّتي تتوَعَّدُ بكسرِه عظمةً بِعظمَة
كأيِّ بشرِي طبيعِي كانَ مِن المفتَرض أَن نصنِّفَ جملَته كمُبالَغة تُقال فِي لَحظاتِ الغَضب لكِنَّها خرَجت مِن فاهِ والِدي بالنِّهايَة فعرِفنا أنَّنا سنُصبِح ثَلاث قريباً مالَم يتَّخِذ هَانييل موقِفًا يعجِبُ والِدي
بَرُدَ طعامُنا بَل تجمَّد وَلا أعتقِدُ أنَّ الجُوعَ كانَ سيَبقى بحُضور والِدي، لقَد أطعَمَنا مَايكفِي مِن التوعُّدات وَما أرعَبني؟ أنَّه قَد نظَرَ إلَي وهُوَ يقُول مَاقالَه وبهَذا تأكَّدت أننِي انضَممتُ للعِقاب للمرَّة الأولى ولَن يتِمَّ اقصائي هذِه المرَّة
