p:59

1.1K 77 155
                                    



:)

...

Taehyung's POV :

كَانَت عقارِبُ السَّاعَة المُعلَّقَة علَى الجِدار أمامِي تُشيرُ للرَّابِعة وَالرُّبع فَجراً، وَقتٌ جِدُّ متأخِّر علَى البَقاء مُستيقِظاً مَع طاقَة كَبيرَة صاخِبَة كالَّتي بِداخِلي، تِلك الأصوَات العالِية مِن الخارِج لَم تفُز علَى الضَّجيج المَحبُوس بِداخِل أضلُعي الثَّلاث والعِشرين والضِّلع الهارِب مِنها

الإستِماع لدقَّات ثَوانِي تِلك السَّاعَة وَهزُّ رأسِي علَى إيقاعِها كَانا المُتعَة الوَحيدَة المُتوفِّرة فِي هَذا المَكان، كُنتُ جالِساً بعتَمتِي الدَّاخِلية علَى الأرضيَّة المُترِبة أسنِدُ ظَهري بالحائِط خَلفي وَأحدِّق بمِعصَماي المُقيَّدان بِفَراغ داخِلي وَضبَاب كَثيف مَجهُول المَصدَر، ذلِك الضَّباب كانَ يحجُبُ عنِّي سَبب تَواجُدي هُنا حتَّى بعدَ أَن ظَننتُني قَد بِتُّ رجُلاً صالِحاً

أَيقَنتُ بَعدَ أَن رُميتُ لهُنا مُجَدداً أنَّ الرَّغبَة الصَّادِقة فِي التَّحسُن لَم تكُن يَوماً كافِيَة وَأَنني وَحتَّى بَعدَ إقناعِي لِذاتِي أنَّ طريقَ الصَّلاح مَفتوحٌ أمامِي لَم أجِد مَا يُثيرُ رَغبَتي فِي السَّير تِجاهه

بَاتَ الضَياعُ يغلِبُني حينَ أجِدُنِي فِي ذاتِ الأماكِن بذاتِ التُّهم بِذاتِ الثَّوران العاطِفي، أمسيتُ أهذِي مُجدداً بِكَونِي قَد استَيقظتُ مِن حُلُمٍ طويلٍ كانَ جُونغكُوك بَطله

هَل عُدتُ حقَّاً لكُوريا ؟ هَل جُونغكُوك مَوجُود فعليَّاً أَم أننِي مُتُّ بعدَ أَن تلقَّيتُ جُرعة زائِدة مِن الأَفيُون والكُوكايِين فِي أَحد المَلاهِي ؟ هَل أخذَ نامجُون جُثَّتي وَوضَعني فِي تابُوت أنِيق كمَا قُلتُ لَه ذلِك اليَوم أَم أنَّه رَمانِي بقُرب الكِلاب الجائِعة كمَا هَددنِي ؟

هَل لطَّخَ هَانييل نَفسَه بِدَم أمِّي حقَّاً أَم أننِي اختَلقتُ ذلِك لأنَّ اهتِياجِي وَرَوَعي مِن فُقدانِها كانَا أقوَى مِن أَن يتِمَّ نِسيانُهما بالمُخدِّرات ؟ ألَم يكُن الأفيُون كافِياً لإنعِدام شُعورِي بالألَم أَم أننِي كُنتُ خائِفاً مِن تلقِّي الجُرعَة الصَّحيحة الكَبيرة ؟

رُبَّما أحسَّ أيسَري أنَّ شخصاً مَا يصرُخ بالنَّجدة فِي مكانٍ مَا لِذا خافَ مِن المَوت قبلَ إيجادِه، لعلَّ جسَدي قَد قاوَمَ المَوت لأنَّه أحسَّ برغبتِي في البَقاء حيَّاً وَفِعل شَيء واحِد جيِّد قبل أَن أرحَل

فِي كُل تِلك الأوقات الَّتي سَقَطتُ فِيها علَى اسفِلتِ الشَّارِع بِلا وَعيي سَواءٌ أكُنتُ ضاحِكاً مُستَمتِعاً أَو باكِياً مُتضايِقاً مُزيَّن بأحمَر الشِّفاه أَو مَسْقِيٌّ بزُجاجَة كُحول لَم يهُم فَلا كومَة حَديد حاقِدة مُشمئِزَّة أنقَذتنِي وساعَدتنِي علَى الوُصول لأُمِّي

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن