فوت وكومنت ❤️🩹
...
Jimin's POV :
أقِفُ بِجانِب سَرِير تِلك المَريضَة أُمَرِرُ نظَرِي علَيها بأسَفٍ شَدِيد وَبأكثرِ القُلوبِ توجُّعاً، كَانَ منظرُها مُتعِباً لعَينَاي، مُميتَاً لأيسَرِي، مُهلِكاً لعقلِي، مَنظَرٌ يترُكُ فِي صدرِي حِملاً غَليظاً فشِلتُ في دفعِه
ترمُقُ السَّقفَ بنَظراتٍ ذابِلَة صفرَاء بَانَ فِي ثنايَاها الإستِسلَام، أرهَقها المرَض وَسلَبَ مِنها حُريَّتها فأمسَت عاجِزَة عَن التَّحرُك كمَا تَشاء، أُنبوبٌ رَقيق كانَ ينسدِلُ مِن سَريرِها يُخبِرُني بأنَّ قدرَتَها علَى دُخول الحمَّام دونَ مُساعدتِه قَد تَلاشَت
لقَد خسِرَ جسدُها صحَّته وَحالُها بدَأ بالتَّدهوُر، وَإنَّ لمظهَرِها طابِعٌ يُفَتتُ قُلوب المارِّين كمَا فعَلَ بخاصَّتِي، خُصلاتُ شعرِها الأماميَّة قَد تَساقطَت بشكلٍ مُخِيف وَاكتَسبَ وَجهها لوناً باهِتاً يَميلُ للزُّرقَة
فَاهُها المَفتُوح يئِنُ باسمِ ابنَتِها مِراراً مَا مزَّقَ لِي مشاعِرِي وَجعلَها عُرضَةً للإنكِشَاف بأكثَر الطُرُق إثارَة للشَّفقَة
اقترَبتُ مِنها وَأحطتُ كفَّها ذَاتَ التَّجعُدَات القاسِيَة لتَترُكَ السَّقفَ وَتشيحَ ببصرِها إلَي تَرمُقُني بأكثرِ الأسالِيب إرهاقاً، هُوَ مؤلِمٌ أَن ترَى شخصاً يُصارِعُ المَوت وَليسَ فِي يدِه سِلاحٌ مَضمون ضِدَّه وَليسَ هُناكَ أَي نتيجَة مضمونَة حتَّى
هُوَ شعُورٌ يُشبِه شُعورَ الأسِير الَّذي لَا يدرِي هَل سيُقتَل وَيودِّع الأيَّام أَم أنَّ شخصاً مَا سيُنقِذُه بآخِر اللَّحظَات، هُوَ لَا يمتلِكُ شيئاً بينَ يدَيه سِوى الخَوف وَانتِظَار اللَّحظة الحاسِمة وَدقائقُ الإنتِظَار هِيَ الأطوَل علَى الإطلَاق !
وَالمُبكِي أنَّ مِينَا مُجبرَة علَى العمَل لِساعَات طويلَة حتَّى تجمَعَ المَال الكافِي لنَقل والِدتِها لمَشفَى أفضَل، رُغمَ ألَّا فائِدَة تُرجَى مِن ذلِك فالحَقيقَة المُرَّة تَقُول أنَّ والِدتَها .. تَحتضِر
إنَّ أُمَّها تُلِحُّ علَيها كَي تستَسلِم فهِيَ علَى يَقين بأنَّ رَحيلَها قادِم لَا مَحالَة، لقَد راوَدهَا ذلِك الشُّعور الَّذي يؤكِّدُ لَها أنَّ المَوتَ مُلاقِيها فِي القَرِيب العَاجِل وَهَذا أمرٌ لَا تقدِر علَى التَّحكُم بِه
لكِن كَيف ! كَيفَ تقولُ لإبنتِها أَن تَرى المَوتَ وَهُوَ يخطِفُها شيئاً فشَيئاً ؟ كيفَ تُريدُ مِنها أَن ترَاها وَهِيَ تَموت دونَ الإقدَام علَى المُساعدَة بإيِّ شكلٍ مِن الأشكَال ؟
