p:44

954 97 103
                                    


فوت وكومنت 🖤

...

صُراخٌ مُهِيب كَانَ قد صدَح فِي المَكَان حِينَ خَطى كِيم أوَّلَ خُطوَة لِداخِل منزِلِه مَا تَرَكَ فِي نفسِه إحساساً متذبذِباً وفِكرَة لاذِعة مضمُونُها الخَوف علَى مَايجرِي وَعلَى الصَّارِخ الَّذي كانَ حَفيده

حرَّكَ قدَماه بأقصَى سُرعَة لمصدَر الصَّوت وَقلبُه يرجُو أَلَّا يَكُونَ لتَايهيُونغ يَدٌ فِي إخرَاج ذَاك الصُّرَاخ لأنَّه يفهَم أنَّ ابنَه قَد يفعَل مَالَا يُعقَل حينَ يتغلَّبُ الغضَبُ علَيه

دفَع بالبَاب وَأيسرُه يكَادُ يهرُب مِن قفصِه فوَقعَت عينَاه علَى تِلك البُقعَة، قطعَة البَلاط الَّتِي تحمِلُ ثَلاثَة بالِغين مُرتعِبين وَبينَ أيديهِم مريضٌ فقَدَ رِباطَةَ جأشِه حينَ ظَنَّ المَرض قَد عادَ إلَيه

رَأَى كيفَ اصفرَّ وَجهُ ابنِه وَكيفَ يُحاوِلُ بكُل جديَّة إقتِلَاع تِلك اليَد مِن أُذن جُونغكُوك حتَّى يقُولَ لَه أنَّ ماسمِعَه لَم يكُن مَايرتعِبُ مِنه لكِن دونَ جدوَى !

لَم يكُن بوِسعِهم فِعل شَيء سِوَى الإبتِعَاد وَانتِظَار تَايهيُونغ حتَّى يصلِح الأَمر، تَركُوه يُعانِي فِي لَمِّ هُدوء الغُرابِي الَّذي نَثرُوه هُم، مَاعادُوا قادِرين علَى تقدِيم أَي مُساعدَة فتدخُّلُهم يزيدُ المَريضَ مرَضاً كمَا لَو أنَّهُم وَباءٌ يسعَى جهازُ المَناعَة لحِرمانِه مِن الدُّخول وَإن ادَّعى أنَّهُ سيزيدُه قُوَّة لاحِقاً

قَدِرَ بُنِّي الخُصلَات أخيراً علَى الوُصول لمَسامِع جُونغكُوك فلَم يلبَث ثانِية كَي يسترِدَّ راحَة جسدِه إنَّما اندَفَع لأُذن الأصغَر ليهتِف " جُونغكُوك اهدَأ، هَذا كَعبُ عمَّتِك ليسَت أُمَّك ! "

تربَّعَ الصَّمتُ بينَهُم للحَظات، كُلٌّ مِنهُم يسعَى لفِهم مَايجرِي بشكلٍ تَام وَحينَ فعَلُوا ارتَخَت أجسادُهم وَانطَلقَت تنهيداتُهم لكِنَّ الأصغَر كَانت لردَّة فِعلِه تَأثيراً مُختلِفاً علَى وُجوهِهم

حينَ أدرَك جُونغكُوك أنَّ الكابُوس الوَحشِي الَّذي راوَدَ عقلَه كانَ وهماً انفَجَرَ ضاحِكاً، ضحِكَ كثيراً وَتدرَّجَت ضحِكُته حتَّى أضحَت بُكاءً مُتعَباً يشرَحُ للواقِفين أنَّ مَايمُرُّ بِه ليسَ بِسَهل أبداً !

تَركَهُم يقرَأون السَّنوَات وَأحداثَها بعَينَيه اللَّتان تنفجِرانِ بالحُمرَة وَالدُّموع القاسيَة، يُسمِعُهم الصُّراخ وَالنَّحيب الَّذي لَم يكُن كافِياً لينقِذَه سابِقاً مِن أَبيه خَشِن الطِّباع وَعنيف التَّعامُل

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Onde as histórias ganham vida. Descobre agora