فوت وكومنت 🖤
...
Jungkook's POV :
حِينَ كُنتُ طِفلاً رضيعاً كانَت هُناك يدَان صغيرَتان تعتنِيان بِي، لَم أكُن أعرِف مَن يَكونُ صاحِبهما ومِن أينَ جَاء كُلُّ مَاكنتُ أعرِفه أنَّه مَوجودٌ دوماً كَي يُدندِن بأذُني ويربِّت على بطنِي حينَ أحتاج
صَوتُه لَم يزُل مِن حولِي لشُهورٍ طويلَة حتَّى اعتدتُ علَيه وأدمنتُ وُجوده، كانَ ذلِك الشَّخص يُعالِج الآلام المزعِجة الَّتي كانَت تتسلَّطُ على معِدتي بانتِظام وَدائماً مايعرِف أنَّ الوِسادَة تزعِجُ رقبَتي فيُزيلُها حتَّى تعلَّمتُ كيفَ أقذِفُ رأسي بعيداً عَنها
أتذكَّرُ كَم أننِي كُنتُ عنيداً في تِلك المَرحلَة وبأننِي أبيتُ فتحَ يدِي مِراراً وتشبَّثتُ بأوساخِها وَبكيتُ حينَ أزالَها رُغماً عنِّي مِن بينِ أصابِعي
كَبُرتُ أكثَرَ قليلاً وَذاتَ يَوم استَيقظتُ باكِراً وَلَم أشعُر بذلِك الشَّخص حولِي فبدأت مُحاوَلاتِي في النُّهوض والبَحث عَنه لأننِي ظَننتُه مُستاء لأنَّه سمِعَ مِن البُكاء مَايكفِيه لسَنة قادِمة منِّي
المُشكِلة في ذلِك أننِي كُنتُ ضعيفاً للغايَة كَي أفعَلَ شيئاً كالوُقوف أو حتَّى الجُلوس مُستقيماً فانتَهى الأمرُ برأسي على الأرضيَّة، انفَجرتُ باكِياً ذلِك الوَقت رُغمَ أنَّ الألَم لَم يكُن قَد بدأ رُبَّما لأنَّ الأرضيَّة لَم تكُن دافِئة في استِقبالِي كَما توقَّعتها ؟
ظهرَ ذلِك الشَّخص بسُرعَة وبدأت بِقول أشياء غريبَة وصُنع أصوَات أغرَب جعلَتنِي أركِّز بِها وأنسى مَاجَرى، كُنتُ مغفَّلاً مُنذُ صِغَري لكِن ذلِك الشَّخص كانَ مُدرِكاً وفطِناً للغايَة لأنَّه وبطريقةٍ مَا عَرف أنَّ رأسي هُوَ مَايؤلِمني
كانَ يعرِف كُل شيء عنِّي لِذا كُنتُ أذهَب إليه دَوماً حينَ أتوجَّع حتَّى وإن لَم أكن أعرِف أينَ يقَع الألَم تحديداً هُوَ كانَ يعرِف،مُنذُ ذلِك الوَقت وأنا أجرِي إليه مئة مرَّة في اليَوم أُريه كُل شيء أقومُ بِه أَو أشعُر بِه
أُشيرُ لِيَدي وأصرُخ بكلِماتي الخاصَّة عديمَة المعنى لَه فيشهَق وَيتساءل إن كانَ هُنالك شَيء مَشى على يدي فأهُزُّ رأسيَ منذهِلاً، كانَ يفهمُني بشكلٍ غَريب وفجأة وَجدتُني قَد أحببتُه وَبتُّ غيرَ قادِر على التَّخلي عَن وُجودِه لِيَوم واحِد
كانَ يمسِك بِي حينَ أفقِدُ توازُني وَيضعُ الطَّعامَ بفمِي قبلَ أَن أقولَ أننِي جائِع وَكانَ يعرِف أينَ جُروحي تَكُون حتَّى وإن لَم أتحدَّث أَو أتذمَّر بشأنِها، ذاتَ مرَّة عَرف أننِي أمتلِكُ جُرحاً بباطِن قدَمي دونَ أَن أبكِي أَو أشتَكي لَه حتَّى .. كانَ رائِعاً !
