p:18

1.4K 139 53
                                    



فوت وكومنت 💛

...

أطلَقَ تَنهيدته العاشِرَة بعدَ المِئَة وَعدَّلَ جلسَته مُجَدداً بَعدَ أَن تخدَّرَت قدمَاه مِن الجُلوس فَوقَ ذلِك السَّرير ذُو الهويَّة الجَديدَة، يُحسُّ بالغُربَة وَهُوَ فِي مُكعَّب مِن المَجهُول لَا يدرِي مَا يكمُنُ حَولَه وَمَن يَراه الآن إِنْ وُجِد

حاوَطَ رُكبتَاه بِذراعَيه وَضمَّهما لِصدرِه بانتِظارِ مُربيَتِه الَّتي استأذنَت مِنه مُنذُ ساعَتَيْن للتَّحدُث مَع خالِه وَللآن لَم تعُد وَهَذا يبعثُ القلَق لِقلبِه، دَقائِقٌ أخرى قَد دُفِنَت وَهُوَ يغُوصُ فِي الهُدوء حتَّى أشفقَ القَدَر عَلَيه فَأرسَلَ شَخصاً لِبابِه يطرُقُه مُنقذاً إيَّاه مِن رُعبِ الهُدوء

" سَأدخُل " قَالَ وَنفَّذ وَمَا إِنْ دَخَل حتَّى سقطَت بُندقيَّتاه عَلى المُحتَبي فَوقَ السَّرير بِشعرِه الدَّاكن المُبعثَر كَمَا حالُ تعاليمِ وَجهه المَرسومَة، تقدَّمَ الأكبَر وَأخذَ مَكانَه بِجانِبِه يَتأمَّلُ تَفاصِيلَ مَحيَاه إلَى أَن بُتِرَ الصَّمت عَلى يَد الغُرابِي

" مـ..مِينَا ذَهبَت لِتُحادِثَك مُنذُ مدَّة طَويلَة وَلَم تَعُد هـ.." وَهُنا قَد قاطعَه تَايهيُونغ بِتَنهيدَة صَغيرَة وتَّرَت الآخَر وَألزَمته الصَّمت حتَّى إشعار آخَر

سُلوكيَّات تَايهيُونغ مُضطرِبَة كَثيراً فِي آخِر سَاعات جَمعته بِه وَلَم يكُن هَذا سِوَى انعِكاس لتبعثُر دَواخِله، إنَّه غارِق فِي الفَوضى تَماماً مَحشورٌ بَينَ صدمتِه مِن جريمَة أختِه وَزوجها وَقَرارُه الكَبِير بسلبِ فتَاً مِن والِده هَذا كثيرٌ عَلَيه لِيتحمَّله فَكانَت النَّتيجَة أن وَضع كُل إحساس دَخَل قلبَه فِي كِيس وَرمَى ابنَ اختِه مَعهُم

" جُونغكُوك..." نَده عَلَيه بِصوت خافِت وَقَد ثبَّت بصرَه نَحوَ المقصُود وَلَم يخفَى تَوتُره عَنه، الأسوَد وَمِن شدَّة ارتِباكِه وَتوتُّره فِي هذِه اللحظَات يَدعُو بداخِله أَن يَهيجَ الأكبَر وَيصرُخ حتَّى تَنسابَ دُموعه بشكلٍ أسهَل فالغصَّة تأبى تَرك حلقِه وَهَذا يُصعِّب عَلَيه التِقاطَ أنفاسِه

" هَل تَستمِع إلَي ؟ " تَساءَل بانِزعاج طَفيف لِيبتلِع الأصغَر مافي فمه مُومِئاً مُهيِّئاً قلبَه لِسمَاع مَا يُؤذيه إن صحَّ تَفكِيره لكِن ماحَدَث كَانَ مُغايِراً لِمَا كُتِبَ فِي النَّص

لَم يكُن شَيئاً خَطط لَه تَايهيُونغ وَلَا شَيئاً وَضعه جُونغكُوك في قائِمَة الإحتِمالات شَيء قَد خالَفَ كُل تِلك المسودَّات الَّتي كُتِبَت أمامَ البَاب مُنذُ ساعَة بِقلَم كِيم فِعلٌ مُعاكِس لِمشاعِره تَماماً

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞Where stories live. Discover now