p:41

1K 108 123
                                    


فوت وكومنت 💙

...

إنَّهَا الثَّالِثة صَباحاً، الوَقتُ الَّذِي وَمِنَ المُفتَرَض أَنْ تَكونَ جَمِيعُ الأرواحِ فِيه ساكِنَة بأجسادٍ نائِمَة، وَقتُ الرَّاحَة التَّامَة لسُكَّان سيُول البَيضَاء، يَغرَقُونَ بالدِّفء وَهُم يُحكِمُونَ تَقييدَهُم علَى مَن يُحِبُّون خَوفاً مِن اختِطافِ البَردِ لَهم

لَطالَما كَانَ الشِّتاءُ فَصلاً مُشاكِساً، يُحِبُّ قَرْصَنا بِجوِّه وَيعشَقُ حينَ تتناثَرُ دِماؤُنا علَى ثَلجِه، يَظُنُّ الأحمَرَ سيُناسِبُ الثَّلجَ حينَ يَتشرَّبُه، سَتكُونُ لوحَةً دامِيَة وَجَميلَة لَه

وَلأنَّ الجَمِيع يعرِفُ كَم أنَّ هَذا الفصلَ شَقِي سَكَنَ البَعضُ بيُوتَهم وَقَرروا الدُّخولَ فِي سُباتٍ عَمِيق حتَّى يَنتَهِي شِتاءُ ديسَمبر القَاسِي، إنَّ المَدافِئ تَعملُ بِجِد كَي تُخلِصَ فِي عَملِها إلَّا أنَّ ذلِكَ البَيت كانَ ذُو بُرودَةٍ مُهيبَة !

لقَد شغَّلَ جِيميِن جَمِيعَ المَدافِئ فِي مَنزِلِه إلَّا أنَّ البَردَ مازالَ حاضِراً يتجوَّلُ بينَ ممرَّاتِه الضيِّقة، بَردٌ يُغلِّفُ قُلوبَهم وَيُجمِّدُ عُقولَهم، تِلكَ الهَالَة الدَّاكِنَة قَد خيَّمَت فَوقَ بَيتِه لتجعَلَه مَوقِعاً كَئيباً لَن يُفضِّلَ أحدُهُم اللُّجوءَ إلَيه

أخَذَ خُطُواتِه الهادِئَة للطَّابَق العُلوِي وَفِي صدرِه بَعضُ القَلَق الَّذي تكوَّنَ حَديثاً حينَ قَرر تَفقُّد النِيَّام فِي غُرفَتِه، كَانَ يوَدُّ مُشاجَرَة تَايهيُونغ لأنَّهُ احتَلَّ غُرفَته وَمَلابِسه دونَ إذنٍ حتَّى لكِنَّهُ لَم يُرِد أَن يظهَرَ بذلِك الشَّكل الطُّفولِي وَالأنانِي

لِذا هُوَ مُضطرٌّ للنَّوم بِتلك الغُرفَة الَّتِي كانَ يتجنَّبُها بقدرِ مَا يستَطِيع سابِقاً، الغُرفَة الَّتِي تَشارَكها والِدَاه لمُدَّة طويلَة مِن الزَّمَن .. وَالَّتِي رُبَّما قَررا فِيها أَن يجلِبَاه هُوَ ؟

قَادَ خُطواتِه وَوقفَ أَمامَ البَاب يستَعِدُّ لإدارَة المِقبَض لكِنَّ تَردداً ضَخماً التَصقَ بِظهرِه، كانَ متوتِّراً مِن أَن يجِدَ أحدَهما بِحالٍ ليسَ بجيِّد وَهُوَ لَيسَ فِي مَوقِفٍ يسمَحُ لَه بمُواسَاة أحدهِم لأنَّهُ يَكادُ يَجثُو مِن التَّعَب

وَبعدَ أفكارٍ وَأفكَار تنهَّد وَدَفَعَ بالبَاب ليَدخُل بِحذَر وَحِرص ألَّا يُصدِرَ صوتاً يُفزِعُهما، أَو بالأصَح يُفزِع جُونغكُوك لأنَّ تَايهيُونغ لَا يَهابُ هذِه الأُمور وَلعلَّه سيَرمِي أَي شَيء بِجانِبِه علَى مُقتَحِم الغُرفَة الَّتِي يَبيتُ فِيها وَإن كانَ ثميناً وَباهِضاً

أَسْوَد || 𝗕𝗟𝗔𝗖𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن