• ذَكَاءٌ تَخطِيطيّ •

545 49 14
                                    

{ الفَصلُ الثَلاثُون }

الحياة ليست عادلة في بعض الأحيان ، تأخذ منك شخصاً عزيزاً عليك و تتركك بمفردك تصارع الألم و المعاناة ، و حينما تفعل المستحيل لأجل الوصول لهذا الشخص تجد نفسك و قد أصبحت مجرماً حتىٰ و إن لم تقتل بيديك .

هي لم تُرد فعل أيٍ من هذا ، هي أرادت أن تكون بين عائلتها .. تعانقهم بشدة و تستيقظ كل يوم علىٰ أنفاسهم ، تنظر بحب لهم بينما تشم رائحة فطور والدتها اللذيذ ..

تنتظر أخيها العزيز مهند ليعود من المدرسة بينما تتشاجر قليلاً مع توأمها علىٰ من سيطبخ الغذاء اليوم .

جل ما أرادته هي أن تكون فتاة عادية وسط عائلة عادية سعيدة و تنتهي الحكاية بعاشت العائلة سعيدة للأبد كما في الأفلام ، لكنه لم يحدث ! ولن يحدث .. فلقد تفككت العائلة ، مات الأب و أصبح الأم و الأخ كما و الأخت التوأم في خطر .. كل ذلك بسبب قوة واحدة فقط ..

و هي قوة المنظمة !

و من أجل ذلك فعلت الكثير لكي تستطيع كسب ثقة المنظمة ، بالرغم أنها دائماً ما حاولت إبقاء قلبها البريئ أبيضاً نقياً إلا أنها و علىٰ ما يبدو .. و في هذه الحالة لن تستطيع !

فإما قتل آدم .. أو موت عائلتها ، و هي لم تفعل كل ذلك من أجل أن ترىٰ عائلتها تموت فرداً فرداً ، ستنقذهم .. حتىٰ و إن أصبحت مجرمة بقتلها لعنصر إستخباراتي في النهاية .

لكن لماذا .. لماذا كُلما هيئت نفسها لتهوي بالخنجر بقلب آدم النائم ، تسمع تردد الكلمات بعقلها مراراً و تكراراً ' مهما فعلنا فسنبقىٰ كما نحن .. لن نجعلهم يلطخون قلبنا بأفعالهم ، سنفعل المستحيل للخروج من بين أيديهم ولو بقطرة بيضاء وسط سواد معتم ، أرجوكِ لا تفعلي شيئاً تندمين عليه حينما ينتهي كل شيء '

و من قال بأن هذا سينتهي ؟ لقد انتهت المنظمة مرة ولكن أصبح لها رئيساً جديداً و أُحيت من جديد .. و سيتكرر الأمر و تصبح هي و عائلتها سجينة لهذا العالم مدىٰ الحياة ! تحتاج لإنهاء معاناتها علىٰ الأقل بفعل ما تريده المنظمة لينتهي إتفاقها و تذهب و تعيش بسعادة مع عائلتها ..

' لا تفعلي شيئاً تندمين عليه حينما ينتهي كل شيء '

هل حقاً .. ستصبح سعيدة بعدما تنفذ ما تريده المنظمة ؟

ألن تندم أبداً ؟ ألن تنام براحة كل يوم ؟

لماذا تفكر في هذا ؟ لا يهم لقد مضىٰ زمن التفكير الآن .. ولا يوجد سوىٰ حل واحد ..

أن يموت آدم !

لم يكن يشعر آدم بوجودها ولا باللذي سيحدث له فلقد كان التعب شديداً عليه و إنفجار قنبلة بالقرب منه أرهق جسده و عقله .

اتخذت قرارها و رفعت الخنجر للأعلىٰ قبل أن تهوي به تجاه قلب آدم بسرعة ، و في آخر لحظة و قبل أن يخترق الخنجر قلبه امتدت يدٌ و أوقفت يدها ..

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now