• حَقَائِقُ غَامِضَّة •

1.4K 107 16
                                    


{ الفَصّلُ الخَامِس }

قدومنا إلىٰ هنا عجيب .. فمالذي إتىٰ بنا إلىٰ المشفىٰ ؟ ، لكن لماذا أتعجب بعد كل ما أراه من هذا الشخص الغير آدمي علىٰ الإطلاق ، سأستعد لـ الصدمات بصدر رحب بعد ذلك .

مررنا بالإستقبال حتىٰ توجهنا إلىٰ المصعد ، دلفنا إليه قبل أن يضغط هو علىٰ رقم ثلاثة منتظرين صعوده بينما نظراتي تجاهه لم تنتهي وكأنني أتفحص وجهه لعل فيه دليل علىٰ سبب قدومنا هنا .

وحان الوقت الذي سأل فيه بدون حتىٰ الإلتفات إلىٰ عيناي " هل صبغتِ شعرك ؟ " اوه لم أتوقع سؤاله ذاك ،
لقد كنت أتوقع سبّ وشتم علىٰ قدومي معه وفضولي ذاك ..

لذا نفيت برأسي قائلةً بعبوس " لونه هكذا منذ أن ولدت ، فلا تحاول السخرية كالباقين " كل من أجبته علىٰ هذا السؤال كانت السخرية هي الطريقة لقول بأن لونه مضحك ، فقط لا أعلم لماذا يتزوج جدي بأجنبية وأنا التي تأخذ جينات شعرها !

" لونه .. يصبح داكناً أكثر عندما تغضبين " عقدت حاجباي بتعجب قبل أن أفتح فمي غير مصدقة ماقاله ، كيف علم بهذا الأمر ؟ أم لأنه دائماً مايتشاجر معي ؟

كنت سأسأله إلا أن إفتتاح المصعد قاطع حديثي فخرجنا متوجهين إلىٰ غرفة من غرف المشفىٰ بينما يده تكاد تقطع باقة الزهور من الضغط عليها وكأنه ذاهب إلىٰ حتفه .

ولم تكن إلا لحظات حتىٰ وصلنا إلىٰ غرفة علىٰ جانبها إسم المقيم بها والذي يكون " إلينا براون " وقد توقعت حينها أن الفتاة التي يتحدثون عنها لم تمت بل هي راكدة في تلك الغرفة ، إذا لماذا ذكرت تلك المرأة كلمة ' قبرها ' إذا كانت حية ؟

فتح الآدم الباب بهدوء قبل أن يدخل وأدلف خلفه بدون أن أسأل شيئاً حالياً ، وبدأنا نقترب من السرير تدريجياً حتىٰ توقفت بتفاجئ عندما رأيتها ..

وكأنها ملاك نائم متصل بالأجهزة في كل مكان بجسدها ، طفلة في سن المراهقة أظن بأن عمرها يتراوح بين العشرين والواحد وعشرين .. جميلة جداً ووجهها أبيض كالثلج .

إنشغلت بها وبروعتها في اللحظة التي كان هو يضع الزهور في مكانها المخصص وقد لاحظت جميع الزهور حولنا في الغرفة .. وقد كانت من نفس النوع الذي جلبه هو .

بدأت أبتسم بدون وعي فأنا لا أستطيع كبح مشاعري هذه لأُخرجها علىٰ شكل كلمات " انها جميلة جداً ووجهها طفولي ، من هي ؟ ولماذا تنام هكذا .. هل نوقظها ؟ " أعلم بأنه ليس من شأني إلا أن جمالها جعل تفكيري يصل إلىٰ هذا الوضع .

أما هو فلقد جلس علىٰ كرسي بالقرب من سريرها ووجهه عابس بينما الألم قد أخذ طريقه علىٰ وجهه ، جعلني أشعر بتأنيب الضمير كوني سألت .. فأنا أعلم جيداً بأنه لن يجيب .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now