• بَينَ نَارَين •

484 46 29
                                    


إذا لَم يَقّتُلنِي الأَلم .. فَسيجعَلُني أَقّوىٰ

{ الفَصّلُ الخَامِس وَ الثَلاثُون }

في ضواحي المدينة ، حيث الهدوء يعم أرجاءها فالجميع إما يعودون من عملهم إلىٰ منازلهم أو يغطون في نوم عميق بسبب إرهاق اليوم .

كان الليل هو صديق لهذه المنازل ، و في إحدىٰ الطرق حيث تقبع تلك المشفىٰ التي تتزين بالأضواء الليلية من الخارج و الداخل ، و في إحدىٰ غرفها كان آدم يجلس علىٰ إحدىٰ الأسرة في قسم الإسعاف بينما هناك ممرضة تخيط له جرح جبينه .

كان قسم الإسعاف هادئاً علىٰ غير العادة فعادة ما يمتلئ بالأحداث من قدوم سيارات إسعاف و مصابون و غيرهم ، لكن ذلك اليوم كان شبه خالٍ كما و عدد الممرضين قليل .

لم يكن آدم بمفرده ، لأن رين كانت تقف بجانب ريكاردو يتحدثان في أمور عديدة أهمها

" مــاذا ؟! خيطت جرح كتفه بدون أن تعطيه مخدر ؟ " كان صوتها عالياً و حينما أعطاها آدم نظرة غاضبة من علو صوتها أخفضته قليلاً مكملة تفاجئها غير آبهة بنظرات آدم القاسية لريكاردو .. فلماذا يُخبرها بأشياء كهذه من الأساس ؟!

" هل نسيت قلبك في بطن والدتك قبل أن تولد ؟ هل تملك مشاعر أبداً ! " وجهت كلماتها إلىٰ ريكاردو الذي عقد حاجبيه متسائلاً " لم أفهم ؟ "

" كيف لك أن تشعره بهكذا ألم ، حسناً هو كائن أحمق بارد لديه جسد جثة ميتة .. أما أنت ؟ ألم تشفق عليه ! " كانت تقولها بتأثر قوي حتىٰ أن ريكاردو بالكاد منع ضحكاته فليس من اللائق الضحك بعد ما حدث لعائلة آدم .

" بربك هو لم يشفق علىٰ نفسه لماذا أشفق أنا ؟ " أجاب ليرفع آدم حاجبه و كأنه يريد إخباره أليس هو من أصر عليه حتىٰ يخيطه لكي لا يفقد الدماء أثناء الهجوم ؟!

بينما لم ينظر إليه ريكاردو بتاتاً و رين تحرك رأسها للجهتين " سأترك أختي في عهدة كائن فولاذي .. ياللمصيبة " عقد ريكاردو حاجبيه و ابتسم بلؤم بعد أن نظر إلىٰ آدم الذي حاول إيقاف رين بعينيه ولكن لا حياة لمن تنادي " اوه هل ستتجوز أختك بصديقي ؟ "

نظرت إليه بأعين حماسية و هي تجيب " ألن يكون رائعاً ؟ .. حسناً من المؤسف أن تتزوج أختي برجل أحمق كهذا ولكن الزواج من شخص تحبه هو أجمل شيء في الحياة "

" رين .. أصمتي " ضغط آدم علىٰ كل كلمة لكن رين لم تهتم له حتىٰ سألها ريكاردو بتفاجئ مصطنع " وااو إذن صديقي واقع بحب شقيقتك ؟ "

أجابت رين و هي تشبك يديها و تخرج قلوباً من عينيها " نعم .. إنه يحب أختي كثيراً ، إن فراشات الحب تحوم حوله كلما تحدث عنها و .."

" أعدك بأنكِ إذا تحدثتِ مجدداً سأضعك في قسم الأمراض العقلية و أحبسك في أكثر غرفة قذرة تمتلئ بالفئران لم تريها بحياتك " توقفت الممرضة عن خياطة جرحه متفاجئة بينما حدقت به رين و وضع ريكاردو يده علىٰ فمه لكي لا ينفجر في الضحك .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now