• خُدعَةُ إِستِدّرَاج •

1K 90 88
                                    


{ الفَصلُ الرَابِع و العِشرون }

حينما كنت طفلة صغيرة كنت أجلس مع أمي في المتنزه بينما نراقب النجوم البراقة في السماء بإبتسامة جميلة علىٰ محيانا ..

لكنني قد تركت النجوم و قررت مراقبة تعابير وجه أمي و هي تتمتع بالمشاهدة حتىٰ شعرت بي و نظرت إليّ متعجبة بينما الإبتسامة مازالت تزين وجهها " سيرين ؟ ألن تشاهدي معي النجوم ؟ " نادتني بتعجب علها تعرف سبب تحديقي بها بهذا الشكل ، لأقول لها بسعادة كبيرة " لكنني وجدت النجم الخاص بي يا أمي .. و هي نجمة علىٰ الأرض ، لا أحتاج أن أراقبها في السماء " .

ضحكت بتعجب قبل أن تسأل و هي تميل رأسها " إذن .. و من هي نجمتك ؟ " وقفت في مكاني و أنا أشير بيداي تجاهها قائلة بسنمائية " نجمتي هي أنتِ .. أمي العزيزة ، لا أعتقد أن هناك نجمة أجمل منكِ و إلا لما تزوجك والدي " .

حينها رأيت السعادة تشع من عينيها و شعرت و كأنها تريد البكاء ، لأجد نفسي في حضنها و مشاعر الإبتهاج بادية عليها " أتعلمين ؟ حينما تكبرين .. سيجدك نجم آخر و يأخذك مني ، لكن قبل أن تتركي نفسك لذلك النجم .. عليكِ أن تثقِ به جيداً ، و أن تجدي به اللمعان الذي يُسعد قلبك و يُشعرك .. أنكِ نجمة فريدة في سماء هذا الكون " .

إبتعدت عنها بينما أقول لها بعبثية و أنا أغمز بعيني " ألهذا تزوجتي بأبي .. لكنك وجدتي به اللمعان الذي ينير قلبك ؟ " إحمر وجهها و هي تحاول إخفاء هذا الإحراج قائلة " أنتِ لماذا تتحدثين كثيراً ؟! هيا لنعود إلىٰ والدك " ضحكت و ركضت بجانبها حتىٰ ألحقها فلقد كانت تسرع بالمشي ..

لأنظر إلىٰ السماء الزرقاء قائلة بسعادة " إنتظرني يا نجمي المضيء .. لن أتأخر عليك ، لكن .. هل سأعرفك حينما أنظر إليك ؟ " .

أمي .. لقد وجدت نجمي المضيء ، لكن كيف لي أن أجعل هذا النجم يثق بي مهما فعلت من سوء ؟ فلم أعد نجمة مضيئة الآن يا أمي .. لقد أصبحت مظلمة للحد الذي جعله لا يستطيع رؤيتي .

ماذا عليّ أن أفعل ؟

تقدمت بتردد شديد و توتر بادٍ علىٰ وجهي و علىٰ خطواتي ، يريدون مني أن أقتل .. أقتل من لا ذنب له بما يحدث ، إنه ليس عدو ولا بخارج عن القانون .. إنه ليس شخصاً أستطيع قتله بدون الشعور بالذنب !

لطالما طلبواْ مني الكثير و كنت أحاول الرفض لكنهم كانواْ أقوىٰ مني ، أما الآن فمطلبهم مختلف ! يريدون مني قتل نفس بريئة .. أنا لا أفعل ذلك ، لا أستطيع فعل ذلك مجدداً .. ليس و أنا مازلت أعيش داخل تأنيب ضميري الذي لم و لن ينتهي إلىٰ الأبد .

وقعت عيني علىٰ تلك المرأة التي أعطتني المسدس ، تجلس علىٰ إحدىٰ الموائد بأريحية بينما تحتسي مشروباً ما و كأن شيئاً لم يحدث ، تنظر إلي بعينيها الخبيثتين و كأنها تريد إيصال رسالة إلي بأنها ستراقبني و إذا فعلت أي شيء خاطئ ستوصل الأمر للمنظمة ليقتلواْ من أحب .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن