• فُقّدَانُ الأَعصَاب •

1.1K 99 8
                                    


{ الفَصّلُ الخَامِس عَشَّر }

وضعت يدي علىٰ ذراعي بألم كون الجُرح أصبح يؤلمني أكثر بعد أن ذهب مفعول البنج ، محاولة فهم طبيعة السؤال الذي ألقاه عليّ آدم ، و بالطبع محاولة البحث عن كذبة مناسبة تليق بِـ ذلك المختل .

و بالتفكير في الأمر ، فَـ عندما نظرت إلىٰ آدم لاحظت الشاش الأبيض الذي يوجد حول رأسه بينما خصلات شعره هاربة منه لتعطيه جاذبية فوق جاذبيته ، بينما هناك أكثر من شاش أبيض حول ذراعيه و حقاً إنه في وضع سيء أكثر مني و لا أستطيع أن أصدق كيف ما يزال ينظر إليّ بِـ هذه القوة التي لا توجد عند أحد . 

ألقيت نظرة عليه بينما كان يسير بجانبي حتىٰ يصل إلىٰ كيس الملاكمه ، الذي يحمل فوقه قطعة من الحديد مخبرة إياه أنه إذا كان رجل فاليحركها ، وقف أمامها بـِ كل جدية قبل أن يبدأ بلكمها بينما فمي بالكاد يصل إلىٰ ما بعد الجحيم ..

" لم تجيبِ علىٰ سؤالي " تحدث بهدوء قاتل بينما يلكم كيس الملاكمة مرة تلو الأخرىٰ ، أصبحت أشعر أنه يعشق شعور الألم و المعاناة ، أستطيع أن ألمح تعابير الضيق علىٰ وجهه الذي يخفيه بجُل قوته .

زفرت الهواء قبل أن أقف علىٰ قدمي بينما مازالت يدي علىٰ الجرح أحاول تخفيف حدة الألم و لو قليلاً ، جلست علىٰ إحدىٰ المقاعد علىٰ بُعد صغير منه مع تحدثِ البسيط " إذا أخبرتك فـ لن يكون الأمر ممتع ، ثم ما الذي تقوله الآن ؟ لقد ظننتك ستشكرنِ علىٰ إنقاذك .. أتعلم أن الجُرح أصبح أكبر بعد القفزة الغبية التي فعلتها لمساعدتك ؟! " .

لم يعطي ردة فعل بِـ وجهه لكنه أعطاها بِـ فمه قائلاً " نعم .. إنها قفزة غبية مثلك " ضغطت علىٰ شفاهي مانعة فمي من إخراج أقذر الشتائم التي أعرفها ، هل يريد هذا الرجل أن يقتلني حية ؟ ، لماذا هذه التصرفات و لماذا هذه التعابير التي تخرج منه حالياً ، ماذا يريد هذا الرجل ؟

قُمت من مكاني بإندفاع لأقف أمامه مانعة إياه من المزيد من اللكمات قبل أن أقول " أتعرف بأنك أسوأ شخص رأيته في حياتي ؟ ، هل تريد إقناعي أن هذه طريقتك في شكري ؟ ، حقاً أنا أكبر حمقاء علىٰ وجه الأرض .. لو كُنت مُتَ حينها لَـ كنت شعرت بـِ الراحة منذ زمن " أنهيت حديثي قبل أن أدفع بِـ كف يدي علىٰ صدره لأمر بجانبه ..

لكنني توقف عندما كانت دفعتي السبب في تراجعه للوراء لعدة أمتار بهذا الشكل ، حسناً إنها المرة الثانية التي يحدث فيها ذلك ، المرة الأولىٰ عندما ركبنا سيارة ريكاردو بعدما إستطعنا الهرب من الشرطة ، إذاً الأمر ليس صدفة !

" كُنت سأرتاح أنا أيضاً " جملة صغيرة أخرجت رداً لحديثِ جعلني أُغمض عيني بينما أضغط علىٰ شفاهي بأسناني ، فتحت عيني مجدداً و أخذنا ننظر لبعضنا بِـصمت لثوانٍ كانت تَمُر كَ الدقائق ، بالطبع هناك ألفُ سر حول غموضه و صمته بِـ هذا الشكل ، و خاصةً حول سبب ضعف صدره لهذا الحد .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now