• يَومٌ لا يَنتَهي •

2.4K 140 25
                                    


{ الفَصلُ الثَانِي }

هذه المرة الأولىٰ التي أقتنع جيداً بسبب مناداة الفتيان لي ب ذات الحظ السيئ ، هم علىٰ حق مئةُ بالمئة .. انا الآن في موقف لا يحسد عليه .

أخذت نفساً عميقاً أجر به الأكسجين الذي فقدته من الفزع الكبير الذي أنا فيه حالياً ، وضعت علىٰ وجهي أجمل إبتسامة صفراء قد يراها أحد قبل أن ألتفت إليه مع تسارع دقات قلبي و فقداني القدرة علىٰ الوقوف أكثر من ذلك .

" أخي العزيز ، ماذا تفعل هنا في هذا الوقت من الليل ؟ " هذا كل ما استطعت إخراجه بعد كل هذا التفكير في كيفية الرد عليه .

لكنه بالتأكيد لم يرد علىٰ سؤالي بعدما رأىٰ حقيبة السفر التي بجانبي .. وإستعدادي لكي أخرج من هنا ، وفي الحقيقة .. أنا لم أرىٰ نظرة الجدية التي في عينيه بهذه الطريقة من قبل ، فهو دائماً ما يشعرني بأنه لا يهتم بأي شيئ حوله .

وجاء دوره الآن لكي يوبخني بكلامه العجيب بالنسبة إليّ " هل أنتِ مجنونة ؟ ألم تستمعي لرفض والدي أم أنك تريدين المشاكل ! " إنفعل بقوة مما جعلني أضع يدي علىٰ فمه بسرعة قبل أن أرد بإرتباك " أخفض صوتك سيسمعنا أحد " .

أبعد يدي عن وجهه مع محاولاته للسيطرة على غضبه ، وكاد أن يتكلم ثانية لكنني قاطعته قائلةً " سأذهب إلىٰ ريان .. حتىٰ لو كان هذا يعارض كلام أبي ، منذ متىٰ وهو يهتم بنا ؟ .. كل مايهتم به هو مصلحته وأن لا يتكلم أحد عن عائلتنا كوننا من عائلة راقية ، أرجوك مهند إفهمني ولو لمرة واحدة يا أخي .. أنا أحب ريان وأريد أن أراه " .

كنت أعلم بأنني سأقنعه ، فنظرات البراءة التي أوجهها له مع حديثي له جعله يلين ولو قليلاً .. وهذا يكفيني لهذه الليلة .

لذا ما أن أنهيت حديثي حتىٰ إقتربت منه طابعة قبلة علىٰ جهبته ، من ثم قولت وأنا أضع يدي علىٰ شعره بحنان " سأكون بخير فأنا لن أسافر بمفردي ، وكن أنت بخير حتىٰ أعود " .

ودعته من ثم أخذت حقيبتي ذاهبةً إلىٰ الخارج بدون معرفة ردة فعله ، فأنا أعلم جيداً أنه إذا بدأ بالبكاء سأعود أدراجي ثانيةً .. لماذا عليّ أن أكون طيبة القلب هكذا ؟

بينما كنت أسير متوجهةً إلىٰ الطريق تفاجئت بسماعي لصوته يناديني قائلاً " سأحاول السيطرة علىٰ غضب أبي ، أرجوكِ كوني عاقلة ولا تتأخري " إبتسمت لكلامه ذاك قبل أن ألتفت وألوح بيدي مع محاولاتي البائسة في منع دموعي " أحبك أخي الصغير " .

لم أكن من نوع الذين يكرهون أشقائهم عندما يولدون لسبب عدم الإهتمام الكُلي للأم له ، فأنا منذ أن وُلد وأنا أعلم بأنه سيكون عوناً لي حتىٰ ولو كان يصغرني بالكثير ..

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERWhere stories live. Discover now