• صِرَاعٌ إِسّتِخّبَارَاتِي •

1.1K 84 48
                                    


{ الفَصلُ الخَامِس وَ العِشّرُون }

لقد كانت عليها أن تكون حذرة أكثر من ذلك ، لكنها وقعت بسهولة في وكر أولئك الأشرار ، ليس لأنها جاهلة بما يستطيعون فعله .. من الممكن لأنها تركت المقاومة منذ وقت طويل ، فهي بمقاومتها ستؤذي الكثير ممن حولها .. و أولهم آدم .

لقد كانت تعتقد أنها قوية بما فيه الكفاية لكي تنازع ضدهم بشراسة و تنتصر عليهم ، و قد ظنت أن كونها قريبة من آدم سيسهل عليها مهمتها .. أرادت أن تطلب منه المساعد أكثر من مرة لكن كونها مراقبة كان يصعب الأمر عليها .

أجل .. إنها تخاف منهم ، فهي ليست جريئة كما كانت تعتقد ، فكل منا يخاف من شيء في هذه الحياة لا يستطيع المضي في طريقه بسهولة بدون الشعور بعدم الراحة من وجوده ، مهما حاوَلَت أن تفعل .. فهي لم تستطع .

كانت مستلقية علىٰ ظهرها فاقدة الوعي حينما بدأت تفتح عينيها بصعوبة فمازال أثر المخدر لم يذهب بعد ..

لم تكن ذاكرتها قد عادت إليها لتحاول النظر حولها متسائلة سبب وجودها في مكان كهذا ، لكن لحظة ..

لحظة !! هل هي .. محاطة بزجاج ؟!

نهضت من مكانها فجأة لتنهال عليها الذكريات فجأة و تتذكر جل ما حدث ، بينما تلتف حول نفسها و هي تنظر إلىٰ ذلك الحاجز الزجاجي الذي يحوط بها من جميع الجهات .

و كأنها في صندوق زجاجي ، يوجد له باب لكن حينما حاولت فتحه لم تستطع ..

الظلام يحيط بها بشكل سيء فقط هناك إضاءة ضعيفة بالكاد تريها أين هي ، و كل ما أرادته هي أن تكسر هذا الزجاج .. لا أحد يتحمل وجوده في مكان مغلق بهذا الشكل ، فهذا شعور بغيض ..

شعور أنك مقيد علىٰ الرغم من أنك حر أصعب  من أن تكون مقيداً بالفعل .. فالمقيد يعرف أنه سيلاقي النجاة يوماً ما و سيجد الحرية في سبيل مواجهته لتلك الصعاب ، لكن الحر .. لا يستطيع أن يجد ما ينجده في سبيل الهروب من واقعه .

ضربت الزجاج بيدها عدة مرات بقوة لعله ينكسر ، لكنه لم يكن من السهولة كسره .. إنه أشبه بحاجز منيع لا يُدمر بمجرد الضرب عليه .

بحثت عن أي شيء حولها تستطيع كسر الزجاج به لكنها لم تجد شيئاً فالبطبع هم لن يتركواْ شيئاً حتىٰ تستطيع إنقاذ ذاتها به .

" أيـها الأوغـاد الحـمقىٰ .. مـاذا تريـدون مـني ؟!! " صرخت بعدما علمت أن الصراخ هو ملاذها الوحيد هنا ، أو هو ماتستطيع فعله الآن فلا حيلة لها غير ذلك .

لم يجب عليها أحد مما أغضبها أكثر لتصرخ بصوت أعلىٰ عل أحد يجيبها " أخرجـوني من هنـا !!! " حينما صرخت أكثر من مرة و ضربت الزجاج بكل قوتها ألف مرة و لم يجبها أحد .. خارت قواها تدريجياً حتىٰ ألقت بحملها كله علىٰ الأرض بينما تُسند رأسها بالزجاج متمتمة بصوت ملأه الألم " أخرجوني .. من هنا " .

سجينة أرييل |                                            ARIAL'S PRISONERTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang